جروسي: لم نصل إلى اتفاق في طهران والمحادثات مستمرة

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال استقباله المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل جروسي في طهران - 23 نوفمبر 2021. - REUTERS
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال استقباله المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل جروسي في طهران - 23 نوفمبر 2021. - REUTERS
فيينا / دبي - رويترزالشرق

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي، إنه لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق خلال المفاوضات التي أجراها في طهران هذا الأسبوع بشأن برنامج إيران النووي، وحذر من نفاد الوقت أمام تثبيت كاميرات مراقبة بمنشأة نووية هامة.

ولفت في مؤتمر صحافي، إلى أن المحادثات لا زالت مستمرة، مشدداً على ضرورة الوصول إلى اتفاق. وأشار إلى رغبة الوكالة باستعادة قدرات المراقبة والتحقق التي تحتاجها في إيران.

وقال جروسي إن الوقت ينفد أمام الوكالة لإبرام اتفاق مع إيران بشأن إعادة تثبيت أربع كاميرات في ورشة لتصنيع قطع غيار أجهزة الطرد المركزي، وهي ورشة تعرضت في ما يبدو لعملية تخريب.

وتابع: "نحن قريبون من النقطة التي لن أتمكن فيها من ضمان استمرارية المعرفة في إيران".

وعاد جروسي من طهران الثلاثاء بعد أن التقى برئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ووزير الخارجية الإيراني، لكنه عاد من دون إحراز تقدم، ما ترك مسألة معلقة أخرى في العلاقات بين إيران والغرب قبل أيام من محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن تهدف لإحياء الاتفاق النووي الموقع في 2015 ومن المقرر استئنافها الاثنين المقبل بحسب رويترز.

وتابع جروسي في بيان لمجلس المحافظين المؤلف من 35 دولة قبل اجتماعه الفصلي: "عقدت اجتماعات في طهران مع نائب الرئيس الإيراني، ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وعلى الرغم من أنني بذلت قصارى جهدي، فإن هذه المفاوضات والمداولات المكثفة لحل المسائل المعلقة بشأن الضمانات الإيرانية، والواردة بالتفصيل في التقريرين، لم تتمخض عن أي نتيجة".

تقويض الوكالة

وأضاف: "أجريت مفاوضات مكثفة مع كبار المسؤولين الإيرانيين لمعالجة قضايا الضمانات الإيرانية العالقة، لكن أثبتت هذه المفاوضات أنها غير حاسمة"، مشيراً إلى أن أنشطة الوكالة الدولية للمراقبة جرى "تقويضها بشكل خطير" نتيجة قرار إيران بوقف تنفيذ التزاماتها المتعلقة بالمجال النووي.

تفتيش جسدي

وجدد جروسي، دعوة إيران إلى اتخاذ خطوات فورية لتصحيح وضع الإجراءات الأمنية بالمنشآت النووية بما يتفق مع حصانة الوكالة ومفتشيها، مؤكداً أنه يشعر بالقلق من تعرض مفتشي الوكالة لعمليات تفتيش جسدية مفرطة من قبل مسؤولي الأمن في المنشآت النووية في إيران.

"مواقف سياسية"

وفي إشارة أخرى على التوتر الذي شاب الزيارة، دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الثلاثاء، الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى التوقف عما سماه "المواقف السياسية"،  إثر لقائه جروسي في طهران.

ونقلت صحيفة "طهران تايمز" عن عبد اللهيان، قوله إن على الوكالة مواصلة عملها الفني في إطار الواجبات المنوطة بها.

وذكرت وكالة أنباء "فارس"، أن الوزير، شدَّد خلال اللقاء على "رغبة إيران الجادة في التعامل بشكل بنَّاء مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار الضمانات"، معرباً عن أمله في تعزيز الثقة والتعاون المتبادلين أكثر فأكثر خلال زيارة جروسي.

وأضافت أنه شدد أيضاً على "أهمية عمل الوكالة الفني والمهني والحيادي وضرورة تجاهل الضغوط السياسية الخارجية"، على حد وصفه.

اختبار أميركي

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الثلاثاء، إن بلاده لديها "فرصة في أقل من أسبوع الآن لاختبار ما إذا كانت هذه الحكومة الإيرانية الجديدة، ستتفاوض بحسن نية"، في إشارة لجولة مباحثات فيينا المرتقبة في 29 نوفمبر الجاري، لمحاولة إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

وأوضح برايس أن مباحثات فيينا تشكل "مناقشات غير مباشرة مع الإيرانيين"، معتبراً أن تلك المباحثات تتطلب "مشاورات معمقة مع شركائنا"، وهم الدول الخمس التي لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي الموقع عام 2015، وهي روسيا وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا، مضيفاً أن هذه الدول "ستكون لديها في المقام الأول فكرة عن النهج الجديد".

وأتت زيارة جروسي هذه المرة بعدما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء الماضي، أن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى 24 ألفاً و897 كيلوغراماً، بنسبة تتجاوز بأضعاف السقف المحدد في اتفاق 2015.

وبدأت إيران التملص من التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق منذ عام 2019، بعد عام من انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بشكل أحادي من الاتفاق، وقراره بإعادة فرض عقوبات على طهران.

ويسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إعادة واشنطن إلى الاتفاق، فيما تطالب طهران برفع جميع العقوبات التي فرضت أو أعيد فرضها من قبل واشنطن منذ عام 2017.

وستنضم باقي الأطراف الموقعة على الاتفاق (بريطانيا، الصين، فرنسا، ألمانيا، روسيا) إلى المحادثات، فيما ستشارك الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.

اقرأ أيضاً: