
قالت مصادر دبلوماسية سودانية، إن الحكومة الانتقالية هددت بالانسحاب من المفاوضات الثلاثية المقررة، الأحد، بين إثيوبيا والسودان ومصر، بشأن سد النهضة الإثيوبي، في حال عدم الاستجابة إلى مقترحها الداعي إلى إعطاء دور أكبر للخبراء الأفارقة.
وفي حال تنفيذ التهديد، يصبح الانسحاب هو الثاني من نوعه خلال أيام، إذ أعلنت إثيوبيا ومصر، الاثنين، إنهاء اجتماع كان مقرراً، لاستكمال المفاوضات، بسبب تحفظ السودان على حضور الاجتماع، رداً على عدم تلقيه إجابة عن دعوته لعقد اجتماع ثنائي مع خبراء الاتحاد الإفريقي، والمراقبين الذين حضروا الاجتماع الثلاثي الذي عقد في 3 يناير، بين الدول الثلاث.
وأشارت المصادر في حديثها لـ"الشرق"، إلى أن الوفد السوداني برئاسة وزير الري والموارد المائية، ياسر عباس، سوف يشارك في جلسة المباحثات الثلاثية، لكن بشرط مناقشة مقترح الخرطوم الداعي إلى إعطاء دور أكبر لخبراء الاتحاد الإفريقي، من أجل التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بين جميع الدول حول قواعد ملء وتشغيل السد، لكن "في حال لم نتوافق سوف ننسحب من الجلسة الثلاثية".
وأرجع السودان، انسحابه، الأسبوع الماضي، في بيان لوزارة الري والموارد المائية، إلى أنه واستناداً على "مخرجات الاجتماع الذي عُقد الأحد (3 يناير)، طلبت الخرطوم عقد اجتماع ثنائي مع خبراء الاتحاد الإفريقي والمراقبين مساء نفس اليوم، إلا أنها لم تتلق رداً".
وأضاف البيان: "وبدلاً عن ذلك تسلم السودان دعوة لمواصلة التفاوض الثلاثي المباشر، ما دفعه للتحفظ على المشاركة تأكيداً لموقفه الثابت بضرورة إعطاء دور لخبراء الاتحاد الإفريقي لتسهيل التفاوض وتقريب وجهات النظر بين الأطراف الثلاثة".
وأكد السودان تمسكه "بالعملية التفاوضية برعاية الاتحاد الإفريقي، إعمالاً لمبدأ الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية، على أن يلعب الخبراء دوراً أكثر فعالية في تسهيل التفاوض".
وأعلنت وزارة الموارد المائية والري المصرية، وقتها، أنه تم الاتفاق على رفع الأمر لوزيرة العلاقات الدولية بجنوب إفريقيا، بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، لبحث الخطوات المستقبلية خلال الاجتماع السداسي الوزاري المقرر عقده في 10 يناير، "خاصة أن مسار المفاوضات يتطلب مشاركة الدول الثلاث للوصول لاتفاق ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد".
تحذير من "مفاوضات لا نهائية"
وأكدت الحكومة السودانية التزامها بمواصلة التفاوض، لكنها قالت إن "السودان لا يتحمل المضي في مفاوضات لا نهاية لها".
وأشاد وزير الري والموارد المائية ياسر عباس، في رسالة بعث بها، الخميس، إلى وزيرة التعاون لجنوب إفريقيا، ونشرتها وكالة الأنباء السودانية، بـ"التغير في منهجية التفاوض التي طالب بها السودان عبر إعطاء دور لخبراء الاتحاد الإفريقي".
ولفت عباس إلى أن هذا التغير شجع السودان على المشاركة في اجتماع 3 يناير، على مستوى وزراء الخارجية والري للدول الثلاث.
قلق من ملء السد
وأعرب وزير الري السوداني عن قلقه البالغ من إعلان أديس أبابا نيتها المضي قدماً في تنفيذ عملية ملء السد للعام الثاني، إذ تتطلب المرحلة الثانية 13.5 مليار متر مكعب من المياه في يوليو، دون إخطار مسبق، ودون توقيع اتفاق أو تبادل للمعلومات، الأمر الذي يمثل تهديداً مباشراً لسد الروصيرص وحياة القاطنين على ضفاف النيل.
وتابع: "لا يخفى على أحد الأثر السلبي الذي أحدثه الملء الأول في يوليو 2020 بنحو 5 مليارات متر مكعب بالتسبب في مشكلات في محطات مياه الشرب بالعاصمة الخرطوم".