
قال مسؤولون في الإدارة الأميركية، الجمعة، إن الولايات المتحدة تتعقب عن كثب سفينة نقل تابعة للبحرية الإيرانية مُتجهة إلى منطقة البحر الكاريبي، على الأرجح إلى فنزويلا، وتستعد لاتخاذ إجراءات ضد تسليم أي أسلحة ربما تكون على متنها، حسب شبكة "بلومبرغ".
ونقلت الشبكة الأميركية عن أحد المسؤولين (لم تذكر اسمه)، قوله إن إدارة الرئيس جو بايدن، تحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات بالتنسيق مع الحلفاء في المنطقة، لمنع نقل أو تسليم الأسلحة.
وأضاف مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة على استعداد لاستخدام العقوبات ضد الجهات التي تُمكن إيران من تقديم الأسلحة لشركائها ووكلائها الذين يتسمون بالعنف.
وأشارت "بلومبرغ" إلى كلمة وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أمام لجنة بمجلس الشيوخ، الخميس الماضي، قال فيها إنه "قلق للغاية بشأن انتشار" الأسلحة في نصف الكرة الغربي.
وكان أوستن يرد على تصريحات السيناتور الديمقراطي، ريتشارد بلومنتال، بأن السفينة الإيرانية تحمل صواريخ وزوارق هجوم سريع إلى فنزويلا.
وقال بلومنتال إن "السماح لهذه السفينة بالرسو يبدو خطيراً بالنسبة لي على عدة مستويات مختلفة. ستكون المرة الأولى التي تقوم فيها السفن الإيرانية بمثل هذا المرور، والسابقة المتمثلة في السماح لإيران بتقديم الأسلحة للمنطقة تثير لدي قلقاً بالغاً".
وقالت "بلومبرغ" إن أوستن أخبر بلومنتال بأنه يُفضل مناقشة الأسئلة المتعلقة بشحنة السفينة في جلسة مغلقة. وأضافت الوكالة أن المسؤولين الفنزويليين لم يردوا على طلب للتعليق على الأمر.
"مرحلة حرجة"
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن التوترات تأتي في مرحلة حرجة على صعيد الجغرافيا السياسية العالمية، إذ تحاول القوى العالمية وإيران إعادة إحياء الاتفاق النووي قبل الانتخابات الإيرانية.
ومن المقرر أن تُستأنف في العاصمة النمساوية فيينا، المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، بشأن إحياء الاتفاق النووي، السبت، بعد أن عادت الوفود إلى بلادها في مايو الماضي للتشاور بشأن ما تم التوصل إليه في الجولات السابقة للمحادثات.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأسبوع الجاري إن إيران تُطور برنامجها النووي بسرعة، وأن العودة إلى الاتفاق المُبرم في عام 2015، الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترمب، تُعد خطوة أولى ضرورية لمنع طهران من امتلاك قنبلة.
وقال إليوت أبرامز، المبعوث الخاص للرئيس السابق دونالد ترامب لإيران، والآن زميل في مجلس العلاقات الخارجية، إن "الأسلحة الإيرانية تذهب إلى فنزويلا منذ وقت طويل للغاية، وكذلك الأسلحة الروسية. ولكن هناك فرقاً في الأسلحة التي تذهب إلى هناك، والصواريخ تمثل مصدر قلق رئيسي".
وأضاف أبرامز: "التوقيت مثير للاهتمام للغاية. الإيرانيون كانوا يعلمون أنها ستصل أثناء محادثات فيينا، وأعتقد قيامها بذلك الآن يُعد إشارة ازدراء للولايات المتحدة".
محادثات فيينا
وتجري القوى العالمية مفاوضات في فيينا مع إيران والولايات المتحدة لإحياء الاتفاق المبرم في 2015، الذي قبلت إيران بموجبه بفرض قيود على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية.
وبموحب الاتفاق المبرم في 2015 مع الدول الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا وفرنسا)، استفادت إيران من رفع العقوبات الاقتصادية الدولية مقابل التزامها بعدم حيازة السلاح النووي، إلا أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب بشكل أحادي بلاده من الاتفاق عام 2018، معتبراً أنه غير كافٍ. وأعاد فرض عقوبات على طهران وعززها في إطار سياسة "ضغوط قصوى" على طهران.
ورداً على الانسحاب الأميركي، تراجعت إيران بدءاً من عام 2019 تدريجياً عن احترام أغلبية التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.
اقرأ أيضاً: