تقرير: انتصارات الديمقراطيين التشريعية تمنح بايدن "بصيص أمل"

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث في البيت الأبيض، واشنطن - 28 يوليو 2022 - REUTERS
الرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث في البيت الأبيض، واشنطن - 28 يوليو 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

اعتبرت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن "سلسلة الانتصارات التشريعية" التي حققها الديمقراطيون في الكونجرس، على مدى الأسابيع الأخيرة، عززت مزاعم الرئيس الأميركي جو بايدن بنجاح إدارته خلال عام ونصف في الحكم.

وقالت الصحيفة إن سلسلة المكاسب التشريعية قدمت "بصيصاً من الأمل" للرئيس الأميركي رغم معاناته من ضعف التأييد والشكوك بشأن جدارته بولاية ثانية، وكثرة الانتقادات بشأن سجله التشريعي غير المكتمل.

ووافق مجلس الشيوخ الأميركي، الأحد، على حزمة اقتصادية ضخمة بلغت تكلفتها 700 مليار دولار، كما مرر الكونجرس، خلال الأسابيع الماضية، تشريع تقدم به كلا الحزبين لتعزيز تصنيع أشباه الموصلات في الولايات المتحدة، ولتشديد قوانين حمل الأسلحة النارية.

ورأت الصحيفة أن "الانتصارات التشريعية" مهدت الطريق أمام "انطلاقة سياسية ديمقراطية" تعثرت طويلاً على مدى الأشهر السابقة.

ويمثل مشروع قانون الحزمة الاقتصادية، الذي مرره المشرعون الديمقراطيون في الغرفة العليا من الكونجرس، الأحد، ويشق طريقه الآن بخطى ثابتة إلى مجلس النواب "انتصاراً حاسماً لبايدن"، حيث ساعده على الوفاء بتعهدات رئيسة قطعها على نفسه أثناء حملته الانتخابية 2020.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد: "ترشحت لمنصب الرئيس قاطعاً وعداً بأن أجعل الحكومة تعمل مجدداً من أجل الأسر العاملة، وهو ما يتكفل به هذا القانون". 

ويتضمن التشريع مواد تحظى بقبول الدوائر الديمقراطية الأساسية، مثل قطع خطوات لمكافحة تغير المناخ بمليارات الدولارات من المحفزات لإنتاج الطاقة النظيفة، واتخاذ تدابير تسمح للحكومة بخفض تكلفة بعض عقاقير كبار السن، وزيادة الضرائب على الشركات الكبيرة للمساعدة في سداد زيادة الإنفاق وخفض العجز.

"إنجازات بعد فوات الأوان"

وتصدر تمرير مشروع قانون حزمة الإنفاق الرئيسية سلسلة نجاحات تحققت مؤخراً داخل الكابيتول لصالح الرئيس بايدن، الذي يبدو أن خبراته السياسية، التي تراكمت على مدى 5 عقود، ساعدته على الإبحار في بيئة سياسية تتلاطمها أمواج عاتية من الاستقطاب.

ولكن ما يثير قلق بايدن وكثيرين داخل حزبه هو أن هذه الإنجازات ربما "لا تزال غير كافية"، أو أنها تحققت "بعد فوات آوان تغيير الديناميكية السياسية السائدة" قبل انطلاق انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل. 

كما أنه على الجانب الآخر من النهر يفضل الجمهوريون استعادة سيطرتهم على مجلس النواب، وربما على مجلس الشيوخ، حيث لا يزال الناخبون "محبطين" من أداء الرئيس في الملف الاقتصادي وأزمة ارتفاع معدلات التضخم. 

وعلاوة على ذلك، فإن الانتصارات التي تتحقق في واشنطن لا تُترجم بالضرورة إلى "نجاحات في صناديق الاقتراع". فقد عانى باراك أوباما من هزائم فادحة في انتخابات التجديد النصفي في ولايته الأولى بعد نجاحه في تمرير حزم إصلاح صحي ومالي شاملة. 

في هذا السياق، نقلت "فاينانشال تايمز" عن ميتش ماكونيل، الزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ، قوله، الأحد، إنه يعتقد أن مشروعي قانوني الضرائب والمناخ سيمثلان "خسارة سياسية للديمقراطيين".

"أرض أكثر صلابة"

في المقابل، يشعر الديمقراطيون على على الجانب الآخر أنهم يقفون الآن على "أرض أكثر صلابة"، سواء على مستوى قاعدتهم الانتخابية، أو حتى على مستوى الدوائر الانتخابية الأوسع، لتقويض أي خسائر، وربما خلخلة قواعد الجمهوريين في حملاتهم لانتخابات التجديد النصفي.

وأكد الديمقراطيون أن بايدن، الذي يبلغ من العمر 79 عاماً، سيقف على قدم أوثق في حساباته لخوض سباق إعادة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة في 2024 من عدمه. 

في هذا الإطار، صرح كريستوفر كونز، العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأميركي من ديلاوير، لشبكة "إيه بي سي"، الأحد، بأنه "كنت أحد الأشخاص الذين أيدوا الرئيس بايدن عندما كان المرشح بايدن، وأعتقد أنه فعل أشياء جيدة لبلدنا". وأضاف: "أعتقد أن بايدن لديه سجلاً قوياً من الإنجازات لمواصلة مسيرته".

فجوة في استطلاعات الرأى

من جانبها، أشارت "فاينانشال تايمز" إلى أن النجاجات التي حققها بايدن مؤخراً داخل الكونجرس "لم تشفع له حتى الآن في تحسين معدلات تأييده في استطلاعات الرأي بدرجة كبيرة". 

ودللت الصحيفة على ذلك بنتيجة الاستطلاع الذي أجرته شركة RealClearPolitics غير الحزبية، والتي أكدت وجود "فجوة كبيرة تبلغ 17 نقطة بين نسبة الـ 56.5% من الأميركيين الذين لم يوافقوا على أداء بايدن كرئيس ونسبة الـ 39.5% من الأميركيين الذين وافقوا على هذا الأداء".

ورغم ذلك، أظهرت استطلاعات الرأي في الكونجرس "حراكاً أكثر جلاءً باتجاه الديمقراطيين"، وفقاً للصحيفة. فبينما فضل الأميركيون في يونيو الماضي المرشحين الجمهوريين للكونجرس بهامش نقاط 3%، تراجعت هذه الأفضلية الآن. 

ويعزو كثير من المراقبين هذا الحراك إلى "ردة الفعل الصاخبة" ضد الحكم الصادر عن المحكمة العليا بإلغاء الحق الدستوري في الإجهاض، والقيود المكبلة على إنهاء الحمل في كثير من الولايات التي يديرها الجمهوريون.

كما شهدت الأسابيع الأخيرة أيضاً "حراك بعض المؤشرات الاقتصادية الأكثر حساسية على الصعيد السياسي" لتصب في مصلحة الديمقراطيين والبيت الأبيض، إذ انخفضت أسعار البنزين تدريجياً وتسارعت وتيرة زيادة فرص العمل، ما هدأ مخاوف حدوث ركود على المدى القريب.

"سباق ماراثوني شاق"

لكن الاستراتيجيين وخبراء استطلاعات الرأي في المعسكر الديمقراطي قالوا إن الطريق لا يزال طويلاً أمام البيت الأبيض قبل الوصول إلى مرحلة الثقة في تحول المد لصالحه.

في هذا السياق، نقلت "فاينانشال تايمز" عن جويل بينينسون، خبير استطلاعات الرأي الديمقراطي، الذي عمل ضمن فريق الرئيس الأسبق باراك أوباما، قوله: "لا أعتقد أن أحداً في فريق بايدن يجلس هناك، ويحدث نفسه أننا على أعتاب عودة قوية".

وأشار إلى أنه "بينما ستمثل هذه النجاحات إنجازات جيدة، فإنه لا يزال أمامنا سباق ماراثوني، أو بالأحرى سباق ماراثوني شاق، يتعين علينا خوضه من الآن وحتى الحملة الانتخابية (الرئاسية) القادمة". 

وأوضح أن هذا "سيتطلب جهوداً مضنية ومستمرة لتمرير مزيد من التشريعات، ووضع سياسات جديدة ... تتجلى عن فوائد ملموسة في نطاق مرأى ومسمع الأميركيين من الطبقة الوسطى والعاملة حتى يتمكنوا من الوصول إليها والاستفادة منها، ويقولوا "مرحبا، هذا الرجل يقاتل من أجلي، بينما لا يفعل الآخرون ذلك".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات