الرئيس الصيني: بكين صديق مخلص وشريك استراتيجي للسعودية والعرب

time reading iconدقائق القراءة - 7
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يستقبل الرئيس الصيني شي جين بينج في قصر اليمامة بالرياض. 8 ديسمبر 2022 - Twitter/spagov
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يستقبل الرئيس الصيني شي جين بينج في قصر اليمامة بالرياض. 8 ديسمبر 2022 - Twitter/spagov
دبي/ الرياض -الشرق

استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء، الرئيس الصيني شي جين بينج في قصر اليمامة في الرياض، ضمن زيارة الأخير إلى المملكة للمشاركة في 3 قمم صينية سعودية وخليجية وعربية. 

وقال الرئيس الصيني في مقال نشره، الخميس، في صحيفة "الرياض" بمناسبة زيارته إلى السعودية، أن بكين "صديق مخلص" للرياض، لافتاً إلى أن الزيارة تدشن "عصراً جديداً" من العلاقات الصينية مع المملكة ودول الخليج والعالم العربي.

وكان الرئيس الصيني وصل، الأربعاء، إلى الرياض في زيارة تستغرق 3 أيام، يحضر خلالها 3 قمم سعودية وخليجية وعربية مع الصين، في أول زيارة له إلى السعودية منذ عام 2016.

واعتبر الرئيس الصيني في مقاله أن الزيارة جاءت "لتوارث الماضي وفتح الآفاق"، مستشهداً بحديث النبي محمد "اطلبوا العلم ولو بالصين"، للاستدلال على عمق وتاريخ العلاقات، بالإضافة إلى وصول البحار العربي أبو عبيد إلى مدينة قوانجتشو الصينية قبل أكثر من 1200 عام على متن سفينة انطلقت من ميناء صحار العماني، لافتاً إلى أن "هذه التجربة الأسطورية كانت مصدراً لقصص مغامرات السندباد".

وأضاف أن "القمة الصينية العربية الأولى والقمة الأولى للصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية تهدف إلى تكريس الصداقة التاريخية بين الصين وبين الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والسعودية"، مشدداً على أن هذه القمم "ستفتح عصراً جديداً للعلاقات بين الصين وبين العالم العربي ودول الخليج العربية والسعودية".

ووصف الرئيس الصيني بلاده بـ"الصديق المخلص" و"الشريك الاستراتيجي" للسعودية، مضيفاً أن "الجانبين يحترمان السيادة والطريق التنموي والتاريخ والتقاليد الثقافية للجانب الآخر".

وأضاف أن كلا البلدين "يدعمان جهود الجانب الآخر لصيانة أمن البلاد واستقرارها، ويجريان التعاون والتنسيق الاستراتيجيين الوثيقين فيما بينهما".

واعتبر أن التعاون العملي بين بكين والرياض "شهد تطوراً سريعاً وقوياً، إذ بدأ تنفيذ المشاريع الهامة بالتوالي التي تشمل مصفاة ينبع ومشروع إنتاج الإيثيلين في بلدية قولي ومنطقة (جازان - الصين) للتجمعات الصناعية والبنية التحتية لمرافق مشروع البحر الأحمر، والجيل الخامس للاتصالات والتعاون في استكشاف القمر".

وأكد شي جين بينج أن الصين ستعمل مع المملكة على "انتهاز الفرصة بهذه الزيارة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما، وستتبادل معها الفهم والتأييد بعزيمة لا تتزعزع".

وأضاف أن الصين ستدعو سوياً مع السعودية إلى " الاستقلال ورفض التدخل الخارجي".

وعبر الرئيس الصيني عن رغبة بلاده في "زيادة المواءمة بين مبادرة (الحزام والطريق) الصينية و (رؤية 2030) السعودية والدفع بالتعاون العملي في كافة المجالات على نحو معمق وملموس وتعميق تلاحم المصالح بين البلدين والتقارب بين الشعبين".

كما أكد أن الصين ستعمل على "تعزيز التعاون والتنسيق مع السعودية في الأمم المتحدة ومجموعة العشرين ومنظمة شنغهاي للتعاون وغيرها من الآليات المتعددة الأطراف، وتعمل معها على تطبيق تعددية الأطراف الحقيقية، بما يقدم مساهمات أكبر للحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتدعيم التنمية والازدهار في العالم".

وشرح أن الحزب الشيوعي الصيني يمضي "نحو بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل" في الصين، مضيفاً أن الصين "باعتبارها قوة ثابتة تحافظ على السلام في العالم وتعزز التنمية المشتركة ستعمل بعزيمة لا تتزعزع على توفير فرص جديدة لدول العالم بما فيها الدول العربية بتنميتها الجديدة، وستعمل مع الإخوة العرب على توارث الصداقة التاريخية وخلق مستقبل جميل والانطلاق سوياً نحو غد أكثر إشراقاً".

أفق جديد للتنمية

واعتبر الرئيس الصيني أن علاقات بلاده مع دول مجلس التعاون الخليجي "تشهد تطوراً سليماً ومستقراً"، مذكراً بأن الصين تبقى أكبر شريك تجاري لمجلس التعاون الخليجي، وأكبر مستورد لمنتجاته البتروكيمياوية.

ولفت إلى أن التعاون بين الجانبين يشهد "زخماً متنامياً في مجالات التكنولوجيا الحديثة والمتقدمة مثل الجيل الخامس للاتصالات والطاقة الجديدة والفضاء والاقتصاد الرقمي،" موضحاً أن العلامات الجديدة مثل "الصناعة الذكية" وخارطة الطريق الجديدة للصناعات تبشر بأفق جديد للتنمية للصين ومجلس التعاون الخليجي.

وبشأن الخطط المستقبلية، قال الرئيس الصيني، إن بلاده ستغتنم فرصة تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الخليج من أجل تعميق الثقة المتبادلة.

وأضاف: "ستواصل الصين دعمها الثابت لجهود دول المجلس في الحفاظ على سيادتها واستقلالها وأمنها واستقرارها، وستواصل دعمها لتسريع وتيرة التكامل وتحقيق التنمية المتنوعة للجانب الخليجي. ستعمل الصين مع الجانب الخليجي على بناء نمط جديد ومتزايد الأبعاد لتعاونهما في مجال الطاقة، وتسريع التطور الجديد للتعاون في مجالي المالية والاستثمار، والعمل سوياً على تنمية نقاط بارزة جديدة للتعاون الإنساني والثقافي، وتوسيع نطاق التعاون في مجال الابتكار، ومواصلة تعميق اندماج المصالح بين الصين والجانب الخليجي".

عصر جديد من العلاقات

ووصف الرئيس الصيني، العالم العربي، بأنه "عضو مهم" في صفوف الدول النامية، و"قوة مهمة" للدفاع عن العدل والإنصاف الدوليين.

وأوضح أن "الشعوب العربية، شعوب ساعية إلى التقدم، لما لها من الإيمان بالاستقلال ورفض التدخل الخارجي، وعدم الخضوع لسياسة القوة والهيمنة"، لافتاً إلى أن "الدول العربية دول لها إمكانيات هائلة، لما لها من الموارد الطبيعية المتنوعة والصناعات المتميزة والإنجازات البارزة في البناء".

واعتبر أن "الحضارة العربية تدعو إلى الوسطية والاعتدال وتشجع على الشمول والاستفادة المتبادلة وترفض الصراع الحضاري. لذا، تحتل الدول العربية موقعاً مهما في الخريطة السياسية والاقتصادية والحضارية في العالم".

وشرح أنه "بعد الدخول إلى القرن الـ21، تتقدم العلاقات الصينية العربية إلى الأمام بخطوات متزنة في ظل تغيرات الأوضاع الدولية، وحققت طفرات تاريخية في الثقة المتبادلة سياسياً والمنفعة المتبادلة اقتصادياً والاستفادة المتبادلة ثقافياً من حيث البعد والعمق".

ولفت إلى أن العلاقات بين الصين والدول العربية دخلت "عصراً جديداً" في العقد الماضي، بتحقيق سلسلة من الإنجازات، من بينها إبرام شراكات استراتيجية مع 12 دولة عربية، وبمشاركة 20 دولة عربية في مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.

عدم التدخل في الشؤون الداخلية

وأشار الرئيس الصيني إلى أن الدول العربية "تدعم بثبات مبدأ الصين الواحدة وتدعم جهود الصين للحفاظ على مصالحها الحيوية"، لافتاً إلى أن "الصين تدعم جهود الدول العربية في الحفاظ على سيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها"، لافتاً إلى أنه "لم يغب الدعم الصيني الثابت والدائم يوماً للدول العربية في القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا".

وفي ظل التغيرات الحالية التي يعيشها العالم، قال شي جين بينج في مقاله إن الصين "ستعمل مع الدول العربية على تكريس روح الصداقة فيما بينها وبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد".

وأضاف: "ستواصل الصين والدول العربية رفع راية عدم التدخل في الشؤون الداخلية عالياً، وتتبادل الدعم الثابت لبعضها البعض في الحفاظ على السيادة وسلامة الأراضي، وتعمل معاً على الدفاع عن الإنصاف والعدالة الدوليين".

كما أكد مواصلة الصين والدول العربية في التعاون لبناء "الحزام والطريق"، وتوسيع نطاق التعاون العملي باستمرار في مجالات الغذاء والطاقة والاستثمار والتمويل والطب وغيرها، بما يحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك. 

لقراءة المقال كاملاً عبر صحيفة "الرياض":

تصنيفات