"تسونامي كورونا" يضرب الصين.. ومطالب بـ"الشفافية" بشأن تفشي الفيروس

time reading iconدقائق القراءة - 8
مرضى بفيروس كورونا في مستشفى بمدينة تشونجتشينج جنوب غرب الصين- 23 ديسمبر 2022 - AFP
مرضى بفيروس كورونا في مستشفى بمدينة تشونجتشينج جنوب غرب الصين- 23 ديسمبر 2022 - AFP
دبي-الشرق

تشهد الصين ارتفاعاً كبيراً في الإصابات بفيروس كورونا، بعد رفع السلطات المحلية القيود المفروضة في البلاد، والمعروف بـ"سياسة صفر كوفيد"، فيما تضغط الولايات المتحدة من أجل "مزيد من الشفافية" بشأن الموجة الجديدة.

وذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" التي تصدر في هونج كونج، أن العاصمة بكين تواجه "تسونامي إصابات" بكورونا، فيما تكافح مدينة شنغهاي لمواجهة الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات.

ووسط هذا التفشي للفيروس، بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال اتصال هاتفي مع نظيره الصيني وانج يي، الوضع الحالي بشأن الفيروس، وفق بيان أصدره المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس.

وقال بلينكن، الذي يعتزم إجراء زيارة إلى بكين مطلع عام 2023، إنه "من الضروري أن تتحلى بكين بالشفافية" بشأن تفشي كوفيد-19، مشدداً على أهمية الأمر للمجتمع الدولي.

والخميس، أبدى بلينكن خلال مؤتمر صحافي استعداد الولايات المتحدة لمساعدة الصين في اللقاحات للمساعدة في مواجهة تفشي كورونا المتزايد، لكنه أشار إلى أن الحكومة في بكين حتى الآن لم تطلب المساعدة، مضيفاً: "نريد أن نرى الصين تسيطر على هذا التفشي".

وحذّر بلينكن من أنه مع تفشي الفيروس "من الممكن أن تتطور متحوّرات أخرى، وأن تنتشر بدورها وستؤثر علينا، نحن ودول أخرى"، مؤكداً "الاستعداد التام لتقديم المساعدة لمن يطلبها".

ويخطّط وزير الخارجية الأميركي لزيارة بكين في بداية عام 2023 في محاولة لتخفيف التوترات مع الخصم الدبلوماسي والاقتصادي الرئيسي للولايات المتحدة.

ضغوط على قطاع الصحة

وبعد أشهر من فرض إغلاق صارم في شنغهاي لوقف انتشار كوفيد-19، بدأ الفيروس في الانتشار بشكل واسع وسط سكان المدينة، البالغ عددهم 25 مليون نسمة، وفق "بلومبرغ".

وتواجه المستشفيات صعوبات لاستيعاب أعداد المرضى المصابين، والصيدليات تشكو من نفاد مخزونات أدوية البرد والحمى، وعدد منها لا يسمح بدخول العملاء، والشركات تغلق أبوابها لأن الموظفين مرضى، ومعظم المدارس أغلقت، كما تراجع استخدام وسائل النقل العام.

ونقلت "بلومبرغ" عن موظفي رعاية صحية في مستشفى "تونجرن"، أحد أكبر المستشفيات العامة في شنغهاي، قولهم إن الوضع المتردي بشكل متزايد، حيث أصيب عدد كبير جداً من المرضى والموظفين بالمرض. 

وقالت أخصائية سرطان في أحد المستشفيات العامة في شنغهاي، إنها أُبلغت بأن جميع الأطباء سيحتاجون إلى العمل في قسم الطوارئ، في ظل تزايد أعداد المرضى الذين يتوافدون عليه، وغياب العديد من الزملاء بعد إصابتهم بالعدوى.

بينما أفادت مراسلة شبكة "سي إن إن" الأميركية في بكين، بأن المشارح ومحارق الجثث في الصين مكدسة بالجثث مع انتشار كوفيد-19 في جميع أنحاء البلاد، على الرغم من عدم الإبلاغ عن وفيات جديدة بالفيروس.

اتنتشار سريع للإصابات 

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن بكين تحمّلت التداعيات الأولى لتراجع الحكومة عن سياسة "صفر كوفيد"، مع انتشار موجة من الإصابات بسرعة في جميع أنحاء البلاد الشاسعة.

ورجّحت "بلومبرغ" أن الصين تحاول التستر على مدى انتشار الفيروس، وفرض رقابة على مواقع التواصل الاجتماعي، وإعادة تعريف بيانات كوفيد-19. 

وأفادت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، بأن الصين أرسلت مئات العاملين في مجال الرعاية الصحية، بعضهم متخصص في الرعاية الحرجة، إلى العاصمة بكين، لتخفيف العبء عن المستشفيات التي تعاني من ضغوط شديدة وسط موجة من الإصابات.

وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات أرسلت ما لا يقل عن 500 طبيب وممرض من مقاطعة شاندونج في شرق الصين وعشرات من جيانجسو المجاورة إلى المستشفيات في جميع أنحاء المدينة، على الرغم من نقص القوى العاملة في المستشفيات المحلية، للمساعدة في مكافحة أسوأ موجة كورونا شهدتها بكين خلال الثلاث سنوات الماضية.

وتم إرسال فرق طبية إلى بكين من قبل، ولكن فقط للمساعدة في اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل، عندما كانت الحكومة تعتمد "سياسة صفر-كوفيد".

تقديرات: آلاف الوفيات يومياً

ورجحت تقديرات لشركة "إيرفينيتي" لتحليل بيانات قطاع الصحة، أن يكون عدد الإصابات بكورونا في الصين قد بلغ مليون حالة، بالإضافة إلى 5 آلاف وفاة يومياً مرتبطة بالفيروس، وذلك عكس البيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة الصينية.

وتوقعت الشركة ومقرها بريطانيا، حدوث ذروتين لتفشي الفيروس في الصين؛ إحداهما في يناير والأخرى في مارس.

وأعلنت لجنة الصحة الوطنية في الصين، الجمعة، تسجيل 3 آلاف و761 إصابة جديدة بكوفيد-19 مصحوبة بأعراض، مقابل 3 آلاف و30 في اليوم السابق. كما لم تسجل البلاد أي وفيات جديدة، مثل اليوم السابق، بحسب "رويترز".

الصين: إمداداتنا كافية

من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج، الجمعة، إن الإنتاج المحلي من الإمدادات الطبية آخذ في التوسع، وهو كافٍ بشكل عام.

وأضاف في إفادة صحافية دورية أن "الوقاية من تفشي المرض، والرقابة على الوضع في الصين يمكن التنبؤ به والسيطرة عليه بشكل عام"، في تعليق على سؤال بشأن ما قاله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بأن الصين لم تطلب لقاحات، حسب ما ذكرت وكالة "رويترز".

وعلى نحو مماثل، قال المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن ليو بينجيو، في بيان إن مخزون اللقاحات في البلاد "يمكن أن يلبي الطلب بشكل عام"، ويجري طرح جرعات معززة.

وأضاف أن المسؤولين الذين يتعاملون مع كوفيدد-19 في الصين سيبقون على اتصال مع نظرائهم الأميركيين، وفق ما أوردت "بلومبرغ".

وتابع: "الصين مستعدة لمواصلة العمل مع المجتمع الدولي لمواجهة كوفيد، وحماية حياة الناس وصحتهم بشكل أفضل، وتنشيط النمو الاقتصادي العالمي، وبناء مجتمع صحي على الصعيد العالمي للجميع".

وكانت الحكومة الصينية تفرض منذ عام 2020 قيوداً صحية صارمة في سياق سياستها المعروفة باسم "صفر كوفيد"، التي تبنتها حكومة الرئيس الصيني شي جين بينج. لكنها رفعت غالبية هذه التدابير في مطلع ديسمبر الجاري، بعد خروج عدد من الصينيين إلى الشوارع للاحتجاج ضد الإغلاقات، وهي موجة احتجاجات غير مسبوقة في البلاد.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات