يفتتح معرض إكسبو دبي 2020، الجمعة، أبوابه رسمياً، بعد أن تسببت جائحة كورونا في تأجيل الدورة التي كانت مقررة، العام الماضي، في أول محطة شرق أوسطية منذ أكثر من 170 عاماً.
ويجتمع على أرض دولة الإمارات، 192 مُشاركاً بين دولة ومُنظمة، في معرض العالم الذي يقام لأول مرة في الشرق الأوسط، لمُناقشة تطبيقات المُستقبل وتبادل الخبرات والمعرفة، في طقس يعود إلى منتصف القرن الـ19.
المعرض الأول
قبل حوالي 170 عاماً انطلق معرض العالم لأول مرة في العاصمة البريطانية لندن، إلا أن فعالياته لم تكن مماثلة تماماً لمعرض "إكسبو دبي" المُرتقب، إذ انحصرت أهداف النسخة الأولى من المعرض على استعراض الدول منجزاتها الصناعية والعلمية، وإبراز القوة والنفوذ العالمي.
في عام 1851، كان مهد التقليد في لندن، التي احتضنت "المعرض الكبير" كما اُطلق عليه آنذاك، وبالتحديد في متنزه "هايد بارك" الشهير. وافتُتح المعرض في أول مايو، وشكلت قاعة العرض المُشيدة بشكل كامل من الزجاج، أحد ملامحه الخالدة وعُرفت باسم "قصر الكريستال".
ووفقاً لموقع "Adam Matthew" المُتخصص في نشر المحتوى الأرشيفي، شهد المعرض الأول استعراض نموذج تشارلز ويتستون، ووليام فوثرجيل كوك، للتلغراف الكهربائي.
لحظات تاريخية
على مدار السنوات التالية، تكرر تنظيم المعرض في عدد من عواصم العالم ومدنه الشهيرة بأسماء مختلفة، وشهدت كل دورة تدشين ملمح من ملامح الحياة العصرية التي نألفها اليوم، لكنها لم تكن سوى مشروع أو نبتة خضراء آنذاك.
في عام 1876 وعلى أرض المعرض بمدينة فيلادلفيا الأميركية، شاهد جمهور المعرض عن قرب محرك كورليس هوائي عملاق، يعمل ويضخ الطاقة لقاعة عرض الماكينات، كما تمكّن ألكسندر جراهام بيل من عرض أول هاتف في العالم.
أما برج إيفل أشهر معالم العاصمة الفرنسية باريس، فيرتبط أيضاً بمعرض العالم. إذ افتُتح قبل أشهر قلائل فقط من المعرض الذي استضافته العاصمة في 6 مايو 1889، وهو العام الذي وافق ذكرى مرور 100 عام على الثورة الفرنسية، ووفقاً لموقع "History" فإن البناء العملاق شكل ما يُشبه بوابة دخول أسطورية إلى أرض المعرض.
وأصبح برج سبيس نيدل في سياتل يرمز للمدينة بعد تشييده للمعرض العالمي 1963، تماماً كما ساهم نصب أتوميوم بكراته الفولاذية الضخمة في وضع بروكسل على الخارطة قبل خمس سنوات على ذلك.
أما المعرض الذي أقيم في مدينة شيكاغو الأميركية وعُرف باسم "المعرض الكولومبي العالمي" فشهد تدشين عجلة فيريس الأيقونية، بارتفاع يبلغ حوالي 264 قدم وقدرة على حمل 2000 راكب.
انطلاقة جديدة
وعلى الرغم من الإطار الوردي المُحيط بأشهر معروضات الفاعلية خلال النصف الثاني من القرن الـ19 وأوائل القرن الـ20، لم تسر الأمور دائماً على خير ما يرام، ولم يحصل العارضون كافة على معاملة قياسية وفرصة متساوية في التعبير عن أنفسهم وإبراز منجزاتهم.
ووفقاً لموقع المكتب الدولي للمعارض، لم تكن هناك شفافية كاملة توضح القوانين المحلية في الدولة المُضيفة أو أنظمة الضرائب بها، ما أدى إلى تميز العناصر المحلية على الضيوف.
وظهرت الحاجة لتشكيل تنظيم رسمي يتولى التنسيق بين الأقطاب العالمية لخروج فعاليات المعرض بشكل متناغم، وفي 22 نوفمبر 1928 وقعت 31 دولة على الاتفاقية المُنسقة لتنظيم المعارض الدولية، والتي اختصت بالمعارض الدولية غير ذات الطابع الفني أو التجاري والتي تمتد فعالياتها لأكثر من 3 أسابيع، وعلى إثر الاتفاقية شُكل المكتب الدولي للمعارض الذي أشرف على 50 معرض منذ عام 1931.
أول ظهور للتلفزيون
ونُقل البث التلفزيوني الحي الأول في معرض نيويورك الدولي عام 1939، فيما كُشف النقاب عن مسرح مزود بشاشة عرض ضخمة عالية الدقة، المعروفة أيضاً بجهاز التلفزيون الفائق الدقة، في إكسبو 2005 آيشي في اليابان.
رسالة متجددة
ويضم إكسبو دبي هذا العام، مئات العارضين أو المُشاركين الذين يقدمون رسائل وخدمات مُتباينة لكل من الزوار ولبعضهم البعض، إذ أن كل دولة تنعم بجناحها الخاص فضلاً عن المؤسسات والمنظمات الدولية وأجنحة المعرض الخاصة، مع فرص خاصة لتعزيز الشراكات وبناء العلاقات لصغار رواد الأعمال، فضلاً عن الوجبة المعرفية والترفيهية وورش العمل.
وتتضمن أجندة المعرض المستمر حتى نهاية مارس 2022، أسابيع خاصة لمُناقشة التحديات العالمية البارزة المتعلقة بالمناخ والبيئة بشكل عام وقضايا الصحة والتواصل والتسامح والتعلُم.
اقرأ أيضاً: