"خيار أوزيراك".. نتنياهو قد يلجأ لوقف برنامج إيران النووي عسكرياً

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - AP
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - AP
دبي -الشرق

رأت مجلة "فورين بوليسي"، الأميركية، أنه في الوقت الذي يشكل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حكومته الجديدة، فإن هناك أوجه تشابه واضحة للغاية بين السياسات التي دفعت تل أبيب لشنّ عملية "أوبرا" التي ضربت فيها المفاعل النووي العراقي "أوزيراك" عام 1981، وتلك التي يمكن أن تؤدي إلى استهداف إيران الآن. 

وقالت المجلة، الأربعاء، إنه "قبل نحو 40 عاماً، قررت الحكومة الإسرائيلية، التي كان يرأسها حينها رئيس الوزراء مناحم بيغن، تدمير البرنامج النووي العراقي الناشئ"، مضيفة أنه "بعد ثلاث سنوات ونصف من التخطيط، دمَر سرب إسرائيلي واحد 6 سنوات من الجهود النووية العراقية خلال 90 ثانية فقط".

وأشارت إلى أنه بعدما فشلت تل أبيب في إعاقة تقدم البرنامج النووي العراقي، عن طريق التخريب، والاغتيالات، والدبلوماسية، ومع استنفاد هذه الخيارات، نفذ الائتلاف الحكومي الإسرائيلي ضربته في بغداد.

وذكرت المجلة أن "الصقور المتحمسين والحمائم القلقين، على حد سواء، باتوا يتحدثون اليوم عن مثال مفاعل (أوزيراك) في المناقشات التي تتم بشأن خيارات إسرائيل الخاصة بإيران".

تشابه عميق

وقارنت المجلة بين الوضع في العراق عام 1981، والوقت الحالي في طهران، قائلة: "صحيح أن هناك بعض أوجه التشابه الواضحة بين عراق صدام حسين عام 1981، وإيران عام 2021، مثل معاداة السامية بشكل صريح، والشفافية غير الكاملة بخصوص برامجهم النووية، والتهديد الوجودي المُتصوَر من قبل إسرائيل، إلا أن هناك تشابهاً أعمق، وقد يكون أكثر دلالة، وهو الديناميكية السياسية الداخلية في تل أبيب وقت ضرب أوزيراك، والتي يبدو أنها تتكرر مرة أخرى اليوم".

 ومضت "فورين بوليسي" في التأكيد على أن "هناك أوجه تشابه سياسية عديدة بين ما حدث مع بيغن عندما ضرب أوزيراك، وما يحدث مع نتنياهو اليوم"، موضحة أنه "مثلما حدث مع بيغن فإن حكومة الأخير قد استخدمت وسائل الإعلام، والتخريب، والاغتيالات، لتأخير برنامج إيران النووي على مدى العقد الماضي، كما أن نتنياهو، مثل بيغن، يرى السلاح النووي الإيراني باعتباره تهديداً وجودياً، ومثل بغداد في عام 1981، فإن طهران اليوم ليست ممنوعة من إجراء الأبحاث النووية، والتي تواصلها بلا هوادة".

ورأت "فورين بوليسي"، أن الفرق الرئيسي بين بيغن ونتنياهو، هو أن الموقف السياسي الداخلي للأخير يبدو أضعف بشكل ملحوظ، مشيرة إلى أنه بعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، التي أجريت الشهر الماضي، لم يعد يمكن لنتنياهو أن يظل رئيساً للوزراء، إلا إذا تمكن من تشكيل ائتلاف حكومي جديد مختلف عن الحكومات التي كان يشغل فيها خصومه الرئيسيون وزارات الدفاع، والخارجية، والشؤون الاستراتيجية.

وتابعت: "كما هو متوقع على نطاق واسع، فإن مستقبل نتنياهو السياسي يعتمد على رجل واحد، وهو رئيس الأركان السابق، نفتالي بينيت، إذ يرغب كلاهما في ترك إرثه الخاص، كما أن لدى الاثنين سبباً لتوحيد قواتهما معاً وتوفير الجزء المفقود لشنّ ضربة مثل أوزيراك، وهو التوصل لحكومة ائتلافية مستقرة، ووزارة أمنية متشددة". 

سياق دولي

ويمكن أن يوفر السياق الدولي المتغير الفرصة لبينيت ونتنياهو من أجل العمل، إذ حذر الأخير، منذ نحو 20 عاماً، العالم من أن طهران على وشك امتلاك سلاح نووي، وطوال المدة نفسها تقريباً، حذرت وسائل الإعلام، والتي غالباً ما تنسب معلوماتها لمسؤولين كبار مجهولين، من أن الضربة الإسرائيلية لطهران تبدو وشيكة، وذلك وفقاً للمجلة.

ولفتت المجلة إلى أنه سيكون من المنطقي أن تضرب إسرائيل إيران عاجلاً وليس آجلاً، وذلك لأسباب سياسية وإقليمية عديدة، موضحة أن حسابات الحكومات الإقليمية قد تغيرت عن وقت ضربة أوزيراك، كما أن حظوظ العدو الرئيسي الآخر لتل أبيب "حزب الله"، تغيرت أيضاً، إذ إنه من خلال امتلاكه نحو 150 ألف صاروخ، وقوة قوامها نحو 20 ألف فرد، فإنه يتمكن من الرد على أي ضربة إسرائيلية لإيران، ولكن نظراً لكونه لا يحظى بشعبية الآن بسبب دوره في الوضع الاقتصادي المتدهور في لبنان، فإنه يبدو من غير المحتمل أن يكون قادراً على الرد نيابة عن طهران.

وختمت المجلة تقريرها قائلة، إن "نتنياهو ليس بيغن، وإيران اليوم ليست عراق الأمس، كما يختلف البرنامجان النوويان لدى كل منهما بشكل كبير، لكن الدوافع الداخلية الإسرائيلية التي أدت لشن ضربة أوزيراك تتشابه بشكل مذهل مع الوضع الراهن في تل أبيب". 

وأضافت "ولكن من المرجح، في الوقت الحالي، أن تعمل الولايات المتحدة على كبح جماح إسرائيل، وإغراء إيران بالعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، ولكن إذا استمرت الدبلوماسية في الفشل، فإن تل أبيب ستشعر بأنها مضطرة للتحرك، وفي غضون أسابيع قليلة، قد يكون لديها حكومة تعطي الإشارة لهذا التحرك". 

اقرأ أيضاً: