المناطيد الأميركية تشعل خلافات جديدة بين بكين وواشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 6
أميركيون ينتشلون حطام المنطاد الصيني الذي تم إسقاطه قبالة سواحل ميرتل بيتش في ساوث كارولاينا بالولايات المتحدة. 5 فبراير 2023 - REUTERS
أميركيون ينتشلون حطام المنطاد الصيني الذي تم إسقاطه قبالة سواحل ميرتل بيتش في ساوث كارولاينا بالولايات المتحدة. 5 فبراير 2023 - REUTERS
دبي-وكالات

اشتعل خلاف جديد، الاثنين، بين الولايات المتحدة والصين التي اتهمت واشنطن بإرسال مناطيد إلى مجالها الجوي أكثر من 10 مرات منذ يناير 2022، وهو ما نفاه البيت الأبيض، ما يشير إلى تصاعد الخلافات بين القوتين منذ أن أسقط الجيش الأميركي ما وصفه بأنه منطاد تجسس صيني، الأسبوع الماضي.

وقال الناطق باسم الخارجية الصينية وانج وينبين للصحافيين: "منذ العام الماضي وحده، حلّقت المناطيد الأميركية بشكل غير قانوني فوق الصين أكثر من 10 مرّات دون أي موافقة من السلطات الصينية"، معتبراً أنه "ليس غريباً على الولايات المتحدة دخول أجواء البلدان الأخرى بشكل غير قانوني".

وأجاب عن سؤال بشأن طريقة رد الصين على عمليات التوغل المفترضة الأميركية، بقوله إن "بكين تعاملت مع هذه الحوادث بشكل مسؤول ومهني".

واقترح المتحدث الصيني "توجيه السؤال إلى الجانب الأميركي في حال كنتم تريدون معرفة المزيد عن المناطيد الأميركية التي تحلّق على علو مرتفع وتدخل المجال الجوي الصيني بشكل غير شرعي".

واتهم وانج الولايات المتحدة بأنها "تبالغ وتضخم الوضع من أجل إيجاد ذريعة لمعاقبة الشركات الصينية بشكل غير قانوني".

وتجنب وانج الإجابة عن سؤال بشأن ما ذكرته صحف محلية صينية بأن بكين كانت مستعدة لإسقاط جسم مجهول يطير بالقرب من ميناء مدينة تشينجداو المطل على البحر الأصفر، بحسب "بلومبرغ".

ادّعاء صيني "خاطئ"

في المقابل، اتهم البيت الأبيض، ووزارة الخارجية الأميركية، الاثنين، الصين بـ"محاولة وضع حدّ للأضرار" المرتبطة بـ"برنامجها (الخاص) لمناطيد التجسس". 

وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، رداً على سؤال من قناة "إم إس إن بي سي" بشأن الاتهامات الصينية: "هذا ليس صحيحاً! نحن لا نفعل ذلك! هذا ليس صحيحاً بتاتاً!".

واعتبرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أدريان واتسون أن "أي ادعاء بأن الحكومة الأميركية تستخدم مناطيد تجسس فوق جمهورية الصين الشعبية، هو خاطئ".

وأضافت على "تويتر" أن بكين تحاول "الحد من الأضرار" متّهمةً إيّاها بـ"انتهاك سيادة الولايات المتحدة وأكثر من 40 دولة" من خلال "برنامجها لمناطيد التجسس".

واعتبرت مجلة "فوربس" الأميركية أن الاتهام الصيني لواشنطن هو الأول من نوعه منذ أن أسقطت القوات الأميركية، في 4 فبراير منطاد صيني حلّق عدة أيام فوق أجواء الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أن واشنطن فرضت، الجمعة، عقوبات على 6 شركات صينية قالت إنها مشاركة في برنامج المناطيد التابع للجيش الصيني.

تدهور العلاقات

وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في الأسابيع الأخيرة على خلفية قرار واشنطن إسقاط الجسم الطائر الذي تشتبه في أنه للتجسس، فيما شددت الصين على أن أهدافه كانت مدنية.

وأُسقط مذاك عدد من الأجسام المشابهة في الولايات المتحدة وكندا، على الرغم من أن بكين لم تعترف سوى بإرسال واحد منها.

ويراقب الأميركيون المجال الجوي بشكل متواصل منذ الإبلاغ عن عدد متزايد من التوغلات التي نفت بكين، الاثنين، علمها بها.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، الأحد، إنها لا تعرف حتى الآن ما هي الأجسام الثلاثة الأخرى التي أسقط أولها، الجمعة، فوق ألاسكا فيما أسقط الثاني، السبت، فوق منطقة يوكون الكندية، والثالث، الأحد، فوق بحيرة هورون على الحدود مع كندا.

لكنه أشار إلى أن الجسم الذي أسقط، الأحد، تم تعقبه لمدة يوم تقريباً وهو لا يشبه المنطاد الصيني الذي قالت واشنطن إنه مخصص لأغراض تجسس وأسقط قبالة ساحل المحيط الأطلسي، 4 فبراير، بعد التحليق فوق البلاد.

وأسقطت طائرة أميركية من طراز "F-22" الجسم الطائر على ارتفاع عالٍ بناء على أوامر من الرئيس الأميركي جو بايدن "في إجراء احترازي"، وفق ما أكد مسؤول أميركي كبير.

وهذا الجسم الذي وصفه المسؤول بأن هيكله ثماني الأضلاع وتتدلى منه أسلاك، "لم يكن يمثل تهديداً عسكرياً على أي شيء على الأرض" لكنه كان من المحتمل أن يشكل خطراً على الطيران المدني إذ حلّق على ارتفاع 6 آلاف متر فوق ميشيجن.

وقال قائد القوات الأميركية في أميركا الشمالية الجنرال جلين فانهيرك لصحافيين إنه بعد إرسال طائرات للتحقق من ماهية هذا الجسم، تبيّن أنه ليس هناك أي مؤشر على وجود أي تهديد، كما كانت الحال مع الأجسام السابقة.

ورفض وصف شكل الأجسام وحجمها لكنّه أوضح أنها تسير ببطء شديد بحوالى سرعة الرياح.

وكثرت التكهنات بشأن ماهية هذه الأجسام في الأيام الأخيرة، لكن فانهيرك قال لصحافيين عندما سئل عما إذا كان من الممكن أن تكون هذه الأجسام كائنات فضائية أو من خارج الأرض: "سأدع أجهزة الاستخبارات والاستخبارات المضادة يكتشفان ذلك"، مضيفاً: "لا أستبعد أي شيء في هذه المرحلة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات