
أعلن الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، الجمعة، الاتفاق على البدء في تحميل سفينة وقود إيراني ثالثة إلى لبنان، لتخفيف النقص الحاد الذي يعاني منه لبنان.
فيما أفاد موقع "تانكر تراكرز" المتخصص في تتبع حركة الناقلات، الجمعة، بأن ناقلة وقود ثانية متجهة إلى لبنان من إيران لم تنتهِ بعد من تعبئة حمولتها، وأنه من المرجح مغادرتها فجر السبت لأسباب تتعلق بسلامة الميناء.
وقال نصر الله، في كلمة متلفزة: "اتفقنا على البدء بتحميل سفينة ثالثة".
وأضاف: "الأيام المقبلة ستكذب من يشككون بالسفن القادمة بالمحروقات، والحديث سيكون واضحاً عندما تصل السفينة الأولى إلى لبنان".
وتحركت الناقلة الأولى المحمّلة بالوقود المخصص لإمدادات شبكة الطاقة الكهربائية في لبنان، الخميس، في حين تحمل الناقلة المتوقع تحركها غداً البنزين.
ويشهد لبنان أزمة خانقة في قطاع المحروقات، بعدما قرر البنك المركزي فتح اعتمادات لشراء المحروقات وفقاً لأسعار السوق السوداء، ما يعني فعلياً رفع الدعم عن المحروقات، وهو ما سيؤثر حتماً على كل المنتجات في البلد.
وكان الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، قال الأسبوع الماضي في خطاب تلفزيوني إن أول سفينة محمّلة بمواد أساسية ستنطلق من إيران "خلال ساعات"، مشيراً إلى أنها مخصصة للوقود، وستتبعها سفينة ثانية وسفن أخرى.
وهذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها "حزب الله" مسألة استيراد الوقود والمحروقات من إيران، إذ سبق أن قال في يونيو الماضي إن إيران قد تزوّد لبنان بالوقود بالعملة المحلية، بعد تفاقم أزمة العملة اللبنانية، وهو ما أثار أزمة سياسية ومخاوف من فرض عقوبات على لبنان الذي يعاني أسوأ أزمة اقتصادية شهدها في تاريخه الحديث.
خطة توزيع الوقود
وتوقعت مصادر سياسية قريبة من "حزب الله" أن "تفرغ السفينة الإيرانية كميات من الوقود في ميناء بانياس شمال غربي سوريا، وذلك لمنع إحراج السلطات الرسمية اللبنانية في ضوء العقوبات المفروضة على طهران".
وقالت المصادر لـ"الشرق" إنه فور وصول السفينة إلى الشاطئ السوري سينقل أسطول من الشاحنات التابعة لحزب الله الوقود إلى بيروت ليتم توزيعه لاحقاً، وفق الأولويات والاحتياجات، على المستشفيات والمخابز ومعامل إنتاج الطاقة الكهربائية.
وفي ما يتعلق بتفاصيل عمليات توزيع الوقود، ذكرت المصادر أن "المحروقات ستوزع على محطات تابعة لحزب الله، كما سيتم تخزين جزء منها في مستودعات تابعة له".
"تحدٍّ جديد لإسرائيل"
وفي تعليق على خطوة "حزب الله" باستقبال الوقود من إيران، أفادت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الجمعة، بأن إرسال إيران أول سفينة محمّلة بالوقود إلى لبنان عبر قناة السويس "يُمثل تحدياً جديداً لإسرائيل". وكشفت أن الأمر "تمت مناقشته في المحادثات الأخيرة" بين مصر وإسرائيل.
ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية، فإن "إرسال سفينة النفط سيؤدي إلى فتح طريق جديد غير خاضع للرقابة بين إيران ولبنان، وسيمنح حزب الله إنجازاً إنسانياً غير مستحق". ولفتت الصحيفة إلى أن "مصر وإسرائيل تفكران حالياً في كيفية التصرف".
وكان مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، حذر إسرائيل من ضرب سفينة الوقود المتجهة من إيران إلى لبنان، مهدداً بردّ "غير مسبوق".
وقال ولايتي لوكالة "تسنيم" الإيرانية، الأربعاء، إنه "سيتم التعامل مع أي تحرك من قبل هذا الكيان (إسرائيل) بطريقة غير مسبوقة" في حال تم التعرض للسفينة، مذكراً بالتحذير الذي أطلقه نصر الله وهدد فيه بـ"مواجهة أي شخص يريد اعتراض السفينة التي تنقل الوقود من إيران إلى لبنان لأن السفينة أرض لبنانية".
وقود إيران ليس حلاً
وقال ناطق باسم الخارجية الأميركية، الأسبوع الماضي، لـ"الشرق"، إن الإدارة الأميركية اطلعت على التقارير الصحافية حول سفينة إيرانية محمّلة بالوقود متجهة إلى لبنان.
وأضاف أن الوقود القادم من بلد خاضع للعقوبات مثل إيران ليس حلاً لمشكلات لبنان. وشدد على أن الشعب اللبناني يستحق حلاً مستداماً للطاقة، بحيث يتم توزيعها بشكل منصف وشفاف بين جميع السكان، مؤكداً أن ذلك يستلزم أن يظهر القادة اللبنانيون بشكل عاجل المرونة اللازمة لتشكيل حكومة ملتزمة بإصلاحات ذات معنى.
من جانبه، رد رئيس الوزراء السابق سعد الحريري على خطاب نصر الله مؤكداً أنه لن يكون "غطاء لمشاريع إغراق لبنان في حروب عبثية تعادي العرب والعالم".
وقال الحريري في بيان إن "حزب الله يعلم أن أساس أزمة المحروقات في لبنان نشأ عن التهريب المتعمد لخدمة النظام السوري، والأجدى في هذه الحالة وقف التهريب بدلاً من تمنين اللبنانيين بالحصول على المازوت الإيراني".
وأضاف: "يعلم الحزب أيضاً أن سفن الدعم الإيرانية ستحمل معها إلى اللبنانيين مخاطر وعقوبات إضافية على شاكلة العقوبات التي تخضع لها فنزويلا ودول أخرى"، مشيراً إلى أن "اعتبار السفن الإيرانية أراضي لبنانية يشكل قمة التفريط بسيادتنا الوطنية، ودعوة مرفوضة للتصرف مع لبنان كأنه محافظة إيرانية. وتابع: "نحن بما نمثل على المستوى الوطني والسياسي لن نكون تحت أي ظرف غطاء لمشاريع إغراق لبنان في حروب عبثية تعادي العرب والعالم".
اقرأ أيضاً: