Open toolbar

طائرات مركونة في مطار جنوب كاليفورنيا بسبب أزمة "كورونا" - AFP

شارك القصة
Resize text
دبي-

متسللاً بين حقائب المسافرين، انتقل فيروس "كورونا" من الصين إلى العالم ليضرب قطاعات عدة، أولها الطيران. شركات عالمية سارعت إلى وقف رحلاتها منذ الأسابيع الأولى لتفشي الوباء، في محاولة لكبحه. عطلة جبرية أنهكت اقتصادها وهددت مصيرها... والعبء دفع شركات خطوط جوية إلى بلورة خطة إنقاذ: "إيتيكيت سفر" يحمي الركاب والطواقم، ويتيح عودة العمل إلى شبه طبيعته، وبالتالي تجميد الخسائر وتلحيم أوصال العالم المتقطعة.

"آداب" جديدة

يُعدّ مسافرٌ واحد فقط كفيلاً بنقل العدوى إلى وجهته، ومشاطِري رحلته ضمناً. لذا، عمدت خمس شركات طيران أميركية إلى تعزيز سياساتها الاحتياطية، وأرست "آداباً جديدة للسفر" عنوانها العريض "الوقاية من كورونا"، وتؤهلها لاستكمال رحلاتها مع تفادي تحوّل الطائرة إلى بؤرة عدوى.

بدأت شركة "يونايتد إيرلاينز" United Airlines إجراءاتها الأسبوع الماضي، عبر إلزام مضيفاتها بارتداء كمامات، نظراً إلى استحالة تأدية واجباتهنّ مع مسافة التباعد الاجتماعي (مترين). 

واتخذت خطوط "فرونتير" Frontieres خطوات مماثلة، فيما ألزمت شركة "دلتا" Delta الركاب أيضاً بارتداء كمامات، توفرها لهم في مكاتب التذاكر، وعند البوابات قبل الوصول إلى الطائرة، وعلى متنها؛ وستواصل إجراءاتها هذه حتى الثلاثين من يونيو، تاريخ إعادة تقييم الوضع والتحديث بحسب الضرورة.

اعتباراً من 4 مايو المقبل، ستُلزم شركة "جيت بلو" JetBlue Airways جميع مَن على متنها بارتداء كمامات، "فالأمر لا يعني حماية نفسك فقط، بل حماية من حولك"، قالت الشركة. 

أما خطوط "أميركان" American، فذهبت أبعد من تزويد المسافرين والموظفين بكمامات ومناديل معقّمة؛ إذ ستطلق الشهر المقبل إجراءات تعقيم مكثفة على متن الطائرات، بما في ذلك طاولات الطعام، والمقاعد والمقابض والأحزمة، والنوافذ والشاشات، وخزانات الحقائب والمأكولات، والأسطح في قمرة القيادة... وستعمد على إرساء التباعد الاجتماعي من خلال ترك مقعد فارغ بين كل اثنين.

لكنّ نقابة مضيفي الطيران الأميركية رأت أن إجراءات السلامة الأهم تبقى باستمرار وقف الرحلات الترفيهية، والسماح بالسفر الضروري فقط، حتى تتم السيطرة على الوباء بالكامل.

برّ الأمان 

تهدف هذه الإجراءات الاحترازية إلى مدّ المسافرين بالأمان لحضّهم على السفر، أملاً بانتعاش القطاع وانتشاله من أزمة تهدد بإفلاسه.

ووفق تقرير لـ"اتحاد النقل الجوي الدولي" (إياتا)، سيتكبد قطاع النقل الجوي خسائر  تفوق 113 مليار دولار خلال العام الحالي، من بينها 23 مليار دولار خسرتها شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وحدها، بسبب قرارات حظر السفر بين الدول. 

ووفقاً للاتحاد، الأمر ينذر بأسوأ أزمة تمر بها شركات الطيران في تاريخها، ومن الصعب جداً أن تنجو أي منها بلا مساعدة حكومية.

 لذا، يبرز هذا "الإتيكيت" كسبيل وحيد حالياً لوقف النزيف، ويبعث الأمل بعودة الحياة إلى طبيعتها إذا أصبح نموذجاً سائداً، على رغم تحذير "منظمة الصحة العالمية" من موجة جديدة من الوباء في حال تخفيف القيود.

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.