تركيا تسحب جواز سفر عالم رياضيات معارض وتمنعه من السفر رغم تبرئته

time reading iconدقائق القراءة - 6
عالم الرياضيات التركي تونا ألتينيل (يمين) يلقي نظرة خلال مظاهرة خارج محكمة في 19 نوفمبر 2019  - AFP
عالم الرياضيات التركي تونا ألتينيل (يمين) يلقي نظرة خلال مظاهرة خارج محكمة في 19 نوفمبر 2019 - AFP
اسطنبول- أ ف ب

أوقفت السلطات التركية عالم الرياضيات التركي تونا ألتينيل، الذي يعمل مدرساً في جامعة فرنسية، بتهمة "الإرهاب" وسجنته قبل إخلاء سبيله بعد تبرئته، غير أنه لا يزال قيد الإقامة الجبرية ويمنع من السفر منذ حوالي عامين، إذ ترفض السلطات إعادة جواز سفره.

وقال ألتينيل في تصريحات سابقه لوكالة "فرانس برس" من منزله في اسطنبول:" إنني رهينة الدولة التركية".

وبدأت الحادثة في مايو 2019، أثناء قضاء ألتينيل عطلة في تركيا، حين أُبلغ العالم التركي الذي يدرّس في جامعة كلود بيرنار في ليون، حيث يقيم هناك منذ 25 عاماً، بمنعه من مغادرة البلاد لاتهامه بـ"الانتماء إلى منظمة إرهابية".

واعتقل عالم الرياضيات التركي وجرت محاكمته بتهمة نشر "الدعاية الإرهابية" لمشاركته في "اجتماع لجمعية كردية في فرنسا"، قام خلاله بمهام الترجمة، وأطلق سراحه في يوليو 2019 وتمت تبرئته في يناير 2020، وفيما ظن أن بامكانه العودة إلى ليون واستئناف حياته بعد إسقاط التهم عنه، لكنه منع من استعادة جواز سفره مراراً "بدون أي تبرير".

وعلم ألتينيل في نهاية المطاف أن تحقيقاً آخر لم يكن على علم به، فتح بحقه في تركيا، واستنتج أن العرقلة مرتبطة به.

ويعتبر وضع العالم البالغ 55 عاماً، رمزاً للقمع الذي تمارسه السلطات التركية ضد الأوساط الأكاديمية، ولا سيما المؤيدة للأكراد، والذي اشتد بعد محاولة الانقلاب على الرئيس رجب طيب إردوغان عام 2016.

وتأتي قضية ألتينيل في ظل توتر حاد بين أنقرة وباريس، حتى مع سعي الدولتين العضوين في الحلف الأطلسي للتهدئة منذ أسابيع.

شكوى قضائية

وكان ألتينيل مصمماً على استعادة جواز سفره؛ وقاضى السلطات التركية في سبيل ذلك، إلا أن شكواه كانت تحال من محكمة إلى أخرى ومن لجنة إلى أخرى، ورأى في ذلك "منطقاً لا يرحم" هو منطق "الآلة الإدارية التي تسعى لإغراق الناس وسحقهم بالبيروقراطية".

واعتبر العالم التركي منعه من مغادرة الأراضي التركية شكلاً من "العقاب" على التزامه التام من أجل حقوق الإنسان والقضية الكردية. وقال ألتينيل: "تعود إلى ذهني في غالب الأحيان عبارة أشبه بروايات كافكا، حين أتكلم عن المسألة مع أصدقائي".

ووقع ألتينيل في 2016 مع حوالى ألفي أستاذ جامعي آخرين بين أتراك وأجانب، عريضة تطالب بوقف العمليات العسكرية في جنوب شرق تركيا حيث الغالبية الكردية، ما تسبب بملاحقات بحقه أفضت إلى تبرئته في وقت لاحق أيضاً.

وقال عالم الرياضيات التركي: " الدولة التركية تمنع المعارضين الذين يزعجونها من مغادرة البلاد، إنه إقرار بأن البلد سجن، وهذا محزن بعض الشيء". وأوضح أنه استبعد منذ البداية فكرة الخروج من تركيا سرا على غرار ما فعله بعض الأتراك هربا من السلطات، وتابع:"معركتي ليست من أجل إنقاذ نفسي فحسب، بل أريد أن يكون هناك إفادة للمجتمع".

وأشار إلى أن محاكمته على سبيل المثال أتاحت تسليط الضوء على دور القنصلية التركية في ليون التي تقوم بـ"وضع بيانات أمنية عن الناس" تفشي بها إلى أنقرة.

دعم فرنسي

ويعتبر ألتينيل نفسه أنه "محظوظ"، إذ لا يزال يتقاضى راتبه بصفته موظفاً في الدولة الفرنسية، كما أنه يعول على "دعم خارق" من زملائه في فرنسا الذين نظموا معه في منتصف مارس حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار "جواز سفر لتونا"، لكن لم يخف خشيته من أن ينتهي به الأمر إلى "طي النسيان" بالنسبة للسلطات الفرنسية.

وفي انتظار التوصل إلى حل، استأنف العالم أبحاثه وعمد إلى دراسة اللغة الكردية بعدما بدأ ذلك في السجن بمساعدة معتقلين آخرين كان يدرسهم في المقابل الإنجليزية والفرنسية.

وبالرغم من توصيات أقربائه بلزوم الحذر، يواصل ألتينيل المشاركة بانتظام في تظاهرات في تسطنبول، رافضا "الرقابة الذاتية"، ويوضح "إذا فرضت على نفسي قيوداً، فهذا سيعني أن استهداف الدولة لي تغلب علي، وأرفض ذلك".

اقرأ أيضاً: