"تطور في طبيعة المواجهة".. مسيرات أوكرانية تصل عمق الأراضي الروسية

time reading iconدقائق القراءة - 9
صورة بالأقمار الصناعية نشرتها شركة ماكسار لقاعدة إنجلز الجوية الروسية التي تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة. 5 ديسمبر 2022 - AFP
صورة بالأقمار الصناعية نشرتها شركة ماكسار لقاعدة إنجلز الجوية الروسية التي تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة. 5 ديسمبر 2022 - AFP
دبي/ موسكو -الشرقوكالات

أعلنت السلطات الروسية، الثلاثاء، تعرض مطار في مدينة كورسك القريبة من الحدود مع أوكرانيا بطائرة مسيرة، بعد يوم من اتهام روسيا للقوات الأوكرانية بش ضربات بطائرات مسيرة استهدفت قاعدتين جويتين في عمق أراضي البلاد، وهو ما يعد "تطوراً في طبيعة المواجهة" بين الجانبين.

وقال حاكم المنطقة رومان ستاروفويت، الثلاثاء ، إن هجوماً بطائرة مسيرة على مطار بمنطقة كورسك الروسية أدى إلى اشتعال صهريج لتخزين النفط، وفق "رويترز".

وأضاف ستاروفويت في بيان على تطبيق تليجرام: "لم تقع إصابات. تم احتواء الحريق. وجميع خدمات الطوارئ تعمل في الموقع".

ويأتي الهجوم الجديد بعد يوم من اتهام موسكو للقوات الأوكرانية بشن هجمات مماثلة بمسيرات باستخدام طائرات مسيرة، الاثنين، فيما لم تؤكد كييف مسؤوليتها عن الهجوم.

واستهدفت الهجمات قاعدة دياجيليفو الجوية في منطقة ريازان وقاعدة إنجلز الجوية في منطقة ساراتوف، على بعد مئات الكيلومترات من خط المواجهة في شرق أوكرانيا.

"طائرات مسيرة سوفييتية الصنع"

وحسب الرواية الروسية، فقد تم اعتراض "طائرات بدون طيار" من قبل أنظمة الدفاع الروسية المضادة للطائرات، غير أن موسكو أكدت أن "حطامها سقط على أراضي القواعد الجوية التي تعرضت للهجوم، ما تسبب في وقوع انفجارات ومصرع ثلاثة جنود وإصابة أربعة بجروح وإلحاق أضرار طفيفة بطائرتين" في القاعدة.

ولم تؤكد أوكرانيا مسؤوليتها عن الهجمات، غير أن مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولاك قد أشار بشكل غير مباشر إلى مسؤولية كييف، عندما كتب على تويتر: "الأرض مستديرة - اكتشاف قدمه جاليليو. (لكن) لم يُدرس علم الفلك في الكرملين، حيث يُفضل (الاعتماد على) منجمي البلاط". وأضاف: "إذا أُطلق شيء ما في المجال الجوي لدول أخرى، حتماً ستعود الأجسام الطائرة عاجلاً أم آجلاً إلى نقطة انطلاقها".

 وبينما قالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا استخدمت "طائرات مسيرة سوفييتية الصنع" في الهجمات، فإن تقارير تشير إلى احتمال تطوير أوكرانيا طائرات مسيرة بعيدة المدى.

طائرات "الانتقام"

وجاء الهجوم بعدما كانت شركة صناعة الأسلحة المملوكة للحكومة الأوكرانية Ukroboronprom أشارت في مرات متكررة خلال الأسابيع الماضية إلى أنها على وشك الانتهاء من العمل على طائرة بدون طيار جديدة بعيدة المد، وفقاً لشبكة "سي إن إن" الأميركية.

وفي 17 أكتوبر الماضي، نشرت الشركة بياناً على فيسبوك جاء مرفقاً بصورة لما بدا أنه جزء من هيكل طائرة مسيرة، أكدت فيه أنها "تضع اللمسات الأخيرة" على طائرة مسيرة جديدة.

وأضاف البيان أن "مدى (الطائرة المسيرة) يبلغ 1000 كيلومتر، ويبلغ وزن الوحدة القتالية 75 كيلوجراماً".

وبعد أسابيع قليلة، نشرت شركة Ukroboronprom في 24 نوفمبر الماضي بياناً آخر، أعلنت فيه أن الطائرة المسيرة دخلت مرحلة الاختبار.

وجاء في البيان: "بتعليمات من رئيس هيئة الأركان العامة، نستعد لاختبارات الطيران في ظروف حرب إلكترونية".

وأضاف البيان أن "حالة الطقس، من ناحية، تشكل مشكلة. لكنها تشكل كذلك، اختباراً إضافياً. نوع من اختبارات التصادم".

وأرفقت الشركة البيان بما بدا أنه جزء من هيكل الطائرة المسيرة، وكُتب عليه аз воздам، التي تعني ترجمتها من الأوكرانية إلى العربية "سأنتقم".

وختمت الشركة بيانها بالقول إن "(аз воздам) ليس اسماً (للطائرة المسيرة). بل هي مهمتها".

والسبت الماضي، نقلت وكالة الأنباء الأوكرانية عن المتحدثة باسم شركة الأسلحة الأوكرانية ناتاليا ساد، القول إن "عدداً من مراحل الاختبار انتهت بنجاح".

وأضافت المتحدة: "وفقاً لتعليمات رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، فإننا ننتقل إلى مرحلة الاختبارات التي تنطوي على ظروف تشويش في الحرب الإلكترونية". 

ومع ذلك، تشير شبكة "سي إن إن" إلى عدم وجود أي دلائل على استخدام هذه الطائرة في الهجوم الأخير في عمق روسيا.

تطور في طبيعة المواجهة

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن هجوم الطائرات المسيرة استهدف أسطولاً ضخماً من القاذفات الروسية الاستراتيجية، التي تستخدمها روسيا لقصف أوكرانيا منذ أشهر. 

هذا الأمر أكدته كذلك وزارة الدفاع الروسية التي اتهمت القوات الأوكرانية بالسعي "لضرب الطائرات الروسية بعيدة المدى" التي تستخدم لشن ضربات على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا.

ونشرت الصحيفة صورة للأقمار الاصطناعية تُظهر ما يبدو أنها قاذفات استراتيجية من نوع تي يو 160 وتي يو 95 القادرة على إطلاق صورايخ "كروز". 

وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤول أوكراني كبير، فإن الطائرات المسيّرة انطلقت من الأراضي الأوكرانية، مستهدفة قاعدتين عسكريتين داخل روسيا على بعد 300 ميل من الحدود، ما أسفر عن تدمير طائرتين على الأقل في إحدى القاعدتين وإلحاق أضرار بعدة طائرات أخرى.

واعتبرت "نيويورك تايمز" أن هذه الضربات  "تطور في طبيعة المواجهة"، إذ تشير إلى استعداد أوكرانيا إلى نقل قواعد القتال إلى قلب روسيا، واستعدادها إلى تنفيذ هجمات على بعد مسافات طويلة.

قصف روسي

وعقب الهجومين شنت القوات الروسية هجمات صاروخية كثيفة على مواقع في الأراضي الأوكرانية، للمرة الثامنة، خلال ثمانية أسابيع.

وتركت الغارات الصاروخية سكان مدينة أوديسا دون ماء، بينما انقطعت الكهرباء عن منطقة سومي، بكاملها.

وقد استهدفت هجمات روسية سابقة شبكة الطاقة في البلاد، فتركت الملايين بلا كهرباء، ولا تدفئة، وهم مقبلون على برد الشتاء القارس.

وندد الأوكرانيون، والمسؤولون الغربيون، بالهجمات على هذه المنشآت، واصفين إياها بأنها جريمة حرب، بسبب ما تلحقه من ضرر بالمدنيين.

وانتشرت منذ أيام تحذيرات من أن روسيا تخطط لحملة جديدة من الهجمات.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات