
قالت مصادر سودانية لـ"الشرق"، الخميس، إن الوفد الأمني لحكومة جنوب السودان والذي يرأسه مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية توت قلواك وصل إلى العاصمة الخرطوم، لمناقشة التوترات الأمنية على حدود البلدين.
وأضافت المصادر أن الوفد سيتفاوض بشأن طريقة الوصول لاتفاق إطاري مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وذلك عقب استقالة رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك.
وقال قلواك في تصريح نقلته وكالة الأنباء السودانية "سونا"، إن "الزيارة جاءت للاطلاع على تطورات الأوضاع السياسية في السودان، وسبل الوصول لاتفاق إطاري مع البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو عقب استقالة حمدوك المفاجئة".
وأشار رئيس الوفد الأمني لحكومة جنوب السودان إلى "أهمية استقرار وأمن السودان"، معرباً عن وقوفه "خلال الزيارة على مسار تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان". وأضاف أن "شباب السودان طالب بمراعاة الظروف الراهنة، وأن رسالتهم وصلت لكل العالم".
ودخل السودان أزمة سياسية جديدة مع استقالة حمدوك، وذلك بعد أقل من شهرين على الإجراءات التي اتخذها الجيش في أكتوبر الماضي، فيما تبدو الأمور حالياً أشبه ما تكون بالانسداد السياسي، بسبب تباين مواقف الأطراف السياسية بشأن مآلات التحول الديمقراطي خلال المرحلة المقبلة.
مواجهات مسلحة
من جهة أخرى، كشفت مصادر "الشرق"، أن "الحكومة السودانية قبضت خلال الساعات الماضية على مجموعة عسكرية مسلحة تتبع لنائب رئيس جنوب السودان رياك مشار، داخل الأراضي السودانية".
وتأتي ذلك في ظل استمرار المواجهات بين الفصيل الرئيسي للمعارضة المسلحة في جنوب السودان بقيادة رياك مشار، والمجموعة المنشقة عنها بزعامة رئيس الأركان السابق سايمون قاتويج، والتي أسفرت عن سقوط 50 شخصاً على الحدود مع السودان.
ترتيبات جوبا الأمنية
من جهة أخرى، أعلن نائب رئيس هيئة الأركان السودانية للعمليات الفريق ركن خالد عابدين الشامي بدء تنفيذ بند الترتيبات الأمنية الذي نصت عليه اتفاقية جوبا للسلام في السودان اعتباراً من الخميس، بمعسكر جديد السيل للتدريب العسكري بمنطقة الفاشر غربي البلاد.
وأوضح الشامي أن المرحلة الأولى ستبدأ بـ"تدريب وتشكيل القوة الأمنية المشتركة ذات المهام الخاصة بدارفور"، مؤكداً أهمية "التزام كافة أطراف العملية السلمية بإنفاذ هذا البند، حتى تسهم هذه الخطوة في إخراج الوطن من دوامة المشاكل والصراعات الأمنية".
وأضاف الشامي أن "الخطوات العملية لتنفيذ بند الترتيبات الأمنية، ستبدأ بتنفيذ الإجراءات لعدد 3300 عنصر من قوات حركات الكفاح المسلح والقوات النظامية"، موضحاً أن المرحلة القادمة ستشهد "تدريبات لمدة 3 أشهر"، مستثنياً من ذلك القوات التي تلقت التدريب اللازم، والتي تمارس مهامها بصورة عادية.
وأشار المسؤول السوداني إلى أن "القوات المدربة نفسها سيتم إلحاقها بالقوة الأساسية للقوات المشتركة الخاصة لتوحيدها جميعاً تحت قانون القوات المسلحة، حتى تتمكن من تنفيذ مهامها في بسط الأمن بدارفور".
ولفت إلى أنه "وبعد الانتهاء من العمل لإنشاء القوة المشتركة ذات المهام الخاصة بدارفور، سيبدأ العمل لتشكيل قوة حماية المدنيين التي تتألف من 12 ألف عنصر من القوات النظامية وقوات أطراف العملية السلمية".
ووقّع السودان وعدة جماعات متمردة مسلحة في أكتوبر 2020، اتفاق السلام الذي لعبت جوبا دوراً مهماً في إتمامه إذ انطلقت المفاوضات بين الحكومة السودانية، والحركات المسلحة من خلال منبر جوبا في أكتوبر 2019.
ويشمل اتفاق السلام 8 بروتوكولات تناقش قضايا تقاسم السلطة، وتقاسم الثروة، والترتيبات الأمنية، والعدالة والمحاسبة، والتعويضات وجبر الضرر، والرُّحل والرعاة، والأرض و"الحواكير".
وقدّم الاتفاق تصوراً متكاملاً لملف الترتيبات الأمنية يشمل دمج مقاتلي الحركات المسلحة في الجيش السوداني، وستجري العملية على 3 مراحل تكتمل بنهاية الفترة الانتقالية البالغة 39 شهراً.