205 مصابين في مواجهات مع قوات إسرائيلية اقتحمت المسجد الأقصى

time reading iconدقائق القراءة - 12
عناصر من القوات الإسرائيلية تتجمع في المسجد الأقصى خلال مواجهات مع الفلسطينيين في القدس القديمة. 7 مايو 2021 - REUTERS
عناصر من القوات الإسرائيلية تتجمع في المسجد الأقصى خلال مواجهات مع الفلسطينيين في القدس القديمة. 7 مايو 2021 - REUTERS
دبي-الشرقأ ف ب

أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، الجمعة، بأن قوات إسرائيلية اقتحمت باحات المسجد الأقصى، وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت، إضافة إلى الغاز المسيل للدموع تجاه المصلين، مع تسجيل 205 إصابات.

وأِشارت الوكالة إلى أن مواجهات اندلعت قرب "باب السلسلة" داخل الأقصى، عقب انتهاء صلاة المغرب والإفطار، بعدما تعمدت القوات الإسرائيلية استفزاز المصلين، بإغلاق بابي العامود والسلسلة وطريق الواد في القدس القديمة، ومنع الأهالي من الدخول إلى المسجد لإقامة صلاة العشاء والتراويح.

وكشف شهود عيان، أن قوة إسرائيلية موجودة قرب باب الأسباط، منعت دخول سيارات الإسعاف إلى داخل المسجد، وأعاقت وصول الطواقم الطبية لإخراج المصابين، وفقاً لوكالة "وفا".

وسُمع دوي عشرات الطلقات في باحة المسجد الأقصى، حيث تجمع حشد من المصلين في آخر يوم جمعة من شهر رمضان، فيما أكدت مراسلة وكالة "فرانس برس" أنّ "دخاناً تصاعد من المكان في البلدة القديمة بالقدس".

 وأفادت "وفا" بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، طلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث الممارسات الإسرائيلية في القدس، وتنفيذ قراراته المتعلقة بالقضية الفلسطينية. 

وقال عبّاس في كلمةوجهها لأهل القدس عبر "تلفزيون فلسطين"، إنه يُحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عما يجري في القدس. 

من جانبها، قالت القوات الإسرائيلية التي تحرس مداخل باحة المسجد: "ألقى مئات من مثيري الشغب حجارة وزجاجات وأشياء أخرى في اتجاه عناصر الشرطة الذين ردوا عليهم"، مشيرةً إلى وقوع "اشتباكات عنيفة".

دعوة أميركية للتهدئة

ومنذ أسبوع، تشهد القدس الشرقية المحتلة التي ضمتها إسرائيل، تظاهرات احتجاجية يومية بسبب نزاع حول ملكية أراضٍ بنيت عليها منازل عدة في حي الشيخ جراح، وتعيش فيها 4 عائلات فلسطينية مهددة بالإجلاء لصالح مستوطنين إسرائيليين.

ودعت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، إلى "التهدئة" في القدس و"تجنّب" عمليات إجلاء العائلات الفلسطينية لصالح المستوطنين.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جالينا بورتر للصحافيين: "نشعر بقلق عميق إزاء تصاعد التوتر في القدس". وأعربت عن "القلق بشأن عمليات الإجلاء المحتملة للعائلات الفلسطينية" من أحياء في القدس الشرقية "التي يعيش الكثير من أفرادها في منازلهم منذ أجيال".

 الاتحاد الأوروبي يدعو إلى تحرك عاجل

من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي إلى "التحرك بشكل عاجل لتهدئة التوتر في القدس"، ووقف "أعمال التحريض"، و"احترام الوضع الراهن".

وقال الناطق باسم الاتحاد، إنه "يجب على القادة السياسيين والدينيين، وقادة المجتمع، من جميع الأطراف، التحلي بضبط النفس"، وذلك لـ"تهدئة هذا الوضع المتفجر".

وأكد البيان أن عمليات تهجير العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح، ومناطق أخرى في القدس الشرقية المحتلة، "تثير القلق الشديد"، وأنها "أعمال غير قانونية بموجب القانون الإنساني والدولي، ولا تؤدي إلا إلى تأجيج التوترات على الأرض".

تهجير الفلسطينيين

وشهد حي الشيخ جراح ليلة الخميس - الجمعة، مواجهات واسعة بين الفلسطينيين من جهة والقوات الإسرائيلية والمستوطنين من جهة أخرى، أصيب فيها 20 مواطناً فلسطينياً. وأعلنت إسرائيل اعتقال 15 فلسطينياً.

وحذرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، في وقت سابق الجمعة، الحكومة الإسرائيلية من أن تهجير فلسطينيين من حي الشيخ جراح، ونقل مستوطنين إليه، يُمثل "انتهاكاً لالتزاماتها" بموجب القانون الدولي، وربما يرقى إلى "جريمة حرب".

وطالب المتحدث باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل، في بيان صحافي، إسرائيل بـ"الوقف الفوري لجميع عمليات الإخلاء القسري، و"احترام حرية التعبير والتجمع، لمن يحتجون على عمليات الإخلاء.

وقال البيان إن "8 أسر من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية تواجه خطر الإخلاء القسري بسبب طعن قانوني"، ما يعرض "أربعاً من هذه العائلات، لخطر وشيك".

ووجه الفلسطينيون دعوات إلى للاعتصام مساء الجمعة، أمام البيوت الفلسطينية التي استولى المستوطنون عليها والتي هددوا بالاستيلاء على بعضها الآخر في حي الشيخ جرّاح.

وكانت المحكمة المركزية في القدس قضت في وقت سابق من العام الجاري بإخلاء أربعة منازل يسكنها فلسطينيون بعقود أعطتها لهم السلطات الأردنية عندما كانت تدير القدس الشرقية بين عامي 1948 و1967.

وجاء ذلك، دعماً لمطالبة مستوطنين بملكية هذه المنازل. وقال هؤلاء إن "عائلات يهودية عاشت هناك وفرّت في حرب عام 1948 عند قيام دولة إسرائيل".

إدانة عربية

أدان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات اقتحام باحة المسجد الأقصى واستهداف الفلسطينيين العُزل بقنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي، مُشدداً على أن الهجوم يستفز مشاعر المسلمين حول العالم، ويعكس سياسة إسرائيلية متعمدة في تصعيد الموقف.

وحذر أبو الغيط من مغبة اشعال الموقف، مؤكداً أن التصعيد الإسرائيلي يأتي في أعقاب سلسلة من الاستفزازات والتصرفات غير المسئولة ضد أبناء الشعب الفلسطيني خلال الفترة الماضية، بما يستوجب تحركاً دولياً عاجلاً لوقف هذه الاعتداءات التي قد تتسبب في تفجير الموقف في الأراضي المحتلة. 

ونقل مصدر مسئول بالأمانة العامة للجامعة عن أبو الغيط قوله، إن اختيار قوات الاحتلال لهذا التوقيت، بما ينطوي عليه من قدسية للمسلمين، يعكس نية مبيتة لاستفزاز الفلسطينيين، كما يعكس استهتاراً مرفوضاً بمشاعر المسلمين وحقهم في إقامة شعائرهم في الأقصى في هذه الأيام من شهر رمضان المبارك.

وحمل الأمين العام للجامعة العربية الحكومة الإسرائيلية مسئولية هذا التصعيد الخطير وغير المسئول، مؤكداً أن هذه الحكومة صارت أسيرة بالكامل للمستوطنين وأجندتهم المتطرفة، وأنها تتبنى هذه الأجندة وتنفذها بصورة كاملة.

الأردن: لعب بالنار

من جهته، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في تغريدة على تويتر إن "الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية والاستفزازية في القدس المحتلة، بما في ذلك التهديد غير الإنساني بطرد الفلسطينيين في الشيخ جرّاح من منازلهم، تدفع التوتر إلى حدود خطيرة". وأضاف: "القدس خط أحمر، هذا لعبٌ بالنار".

السعودية: نقف إلى جانب فلسطين

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن رفض المملكة لما صدر بخصوص خطط وإجراءات "إسرائيل" لإخلاء منازل فلسطينية بالقدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.

وشددت الوزارة، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية، على تنديد المملكة بأي إجراءات أحادية الجانب، ولأي انتهاكات لقرارات الشرعية الدولية، ولكل ما قد يقوض فرص استئناف عملية السلام لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وجددت وزارة الخارجية وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعم جميع الجهود الرامية إلى الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

مصر تستنكر

واستنكرت مصر قيام السلطات الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المقدسيين والمُصلين الفلسطينيين. وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان الجمعة، ضرورة تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسؤوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية، وكذلك وقف أي ممارسات تنتهك حُرمة المسجد الأقصى.

وشددت على رفضها الكامل لأي ممارسات غير قانونية تستهدف النيل من الحقوق المشروعة والثابتة للشعب الفسطيني؛ لا سيما تلك المتعلقة باستمرار سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية من خلال بناء مستوطنات جديدة أو توسيع القائم منها أو مصادرة الأراضي أو تهجير الفلسطينيين، لما تمثله من انتهاك للقانون الدولي، وتقويض لفرص التوصل إلى حل الدولتين، وتهديد لركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما أدانت الخارجية المصرية المساعي الحالية لتهجير عائلات فلسطينية من منازلهم في حي "الشيخ جراح" بالقدس الشرقية، والتي تمثل انتهاكاً لمقررات الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني واستمراراً لسياسة التهجير القسري للفلسطينيين.

الأزهر: انتهاك للحرمات

وقال شيخ الأزهر من خلال صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إنَّ "اقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك حرمات الله بالاعتداء السافر على المصلين الآمِنين، ومن قَبلِها الاعتداء بالسلاح على التظاهرات السلمية بحي الشيخ جراح بالقدس وتهجير أهله - إرهابٌ صهيوني غاشم في ظل صمت عالمي مخزٍ".

الكويت: تحد سافر 

وأعربت وزارة الخارجية الكويتية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاقتحام القوات الإسرائيلية باحة المسجد الأقصى، واستهداف أبناء الشعب الفلسطيني بقنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي.

وقال الوزارة في بيان نقلته وكالة الأنباء الكويتية، إن "الاقتحام تحدٍ سافر لمشاعر المسلمين في العالم والقانون الدولي ولأبسط قواعد حقوق الإنسان". وأوضحت أن "استفزازات وتصرفات الاحتلال الإسرائيلي تعرض أبناء الشعب الفلسطيني للخطر وتنذر بتصعيد للعنف، وهو ما يتطلب تحركاً دولياً سريعاً لوضع حد لهذه الاستفزازات"، وحمّلت سلطات الاحتلال مسؤولية هذا التصعيد الخطير، وما سيترتب عليه من عواقب.

البحرين: نستنكر بشدة الاعتداءات الإسرائيلية 

وأعربت البحرين عن "استنكارها الشديد لاعتداء القوات الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى"، ودعت "الحكومة الإسرائيلية إلى وقف هذه الاستفزازات المرفوضة ضد أبناء القدس، والعمل على منع قواتها من التعرض للمصلين في هذا الشهر الفضيل".

وأدانت وزارة الخارجية البحرينية "الخطط الإسرائيلية، لإخلاء منازل مواطني القدس، وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، باعتبارها مخالفة لقرارات الشرعية الدولية، وتقوض فرص إحياء عملية السلام، لتحقيق أمن واستقرار المنطقة".

الإمارات تدعو إسرائيل لتحمل المسؤولية

من جانبه، قال وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر، السبت، إن "الإمارات العربية المتحدة، تعرب عن قلقها الشديد إزاء أحداث العنف التي شهدتها القدس الشرقية المحتلة"، وإنها "تدين بشدة اقتحام المسجد الأقصى الشريف، وتهجير عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح، والتي نجم عنها إصابة عدد من المدنيين"، وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية "وام".

وأشار المرر إلى أن "دولة الإمارات تدين وتستنكر بشدة اقتحام السلطات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك"، مؤكداً "ضرورة تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسؤوليتها، وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين، وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية، وكذلك وقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك".

وشدد على "ضرورة احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات، بموجب القانون الدولي والوضع القائم التاريخي، وعدم المساس بسلطة وصلاحيات إدارة أوقاف القدس، وشؤون المسجد الأقصى المبارك".

ودعا السلطات الإسرائيلية إلى "تحمل المسؤولية في خفض التصعيد، وإنهاء كافة الاعتداءات والممارسات التي تؤدي إلى استمرار حالة من التوتر والاحتقان"، كما أكد على "ضرورة الحفاظ على الهوية التاريخية للقدس المحتلة والتهدئة، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب انجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار وتهديد السلم".