قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إن رد فعل ألمانيا على انفجار خطوط أنابيب بحر الشمال "نورد ستريم" يظهر أنها ما زالت "محتلة" وغير قادرة على التصرف باستقلالية بعد عقود من استسلامها في نهاية الحرب العالمية الثانية، معتبراً أن الولايات المتحدة "من الناحية النظرية لديها مصلحة" من هذه الحوادث.
وأضاف بوتين في مقابلة مع التلفزيون الروسي أن الزعماء الأوروبيين "تعرضوا للترهيب حتى فقدوا إحساسهم بالسيادة والاستقلال"، مشيراً إلى أن "الأمر هو أن السياسيين الأوروبيين أعلنوا بأنفسهم أن ألمانيا لم تكن قط دولة ذات سيادة كاملة بعد الحرب العالمية الثانية".
وأضاف: "لقد سحب الاتحاد السوفيتي قواته في وقت من الأوقات وأنهى ما يرقى إلى احتلال للبلاد. لكن هذا، كما هو معروف، لم يكن الحال مع الأميركيين فهم ما زالوا يحتلون ألمانيا".
المصلحة الأميركية
وقال بوتين خلال اللقاء إن التفجيرات نُفذت "على مستوى دولة" واستنكر الإشارة إلى أن مجموعة مستقلة مؤيدة لأوكرانيا مسؤولة عن التفجير واصفاً إياها بأنها "محض هراء".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية حمّلت، الأسبوع الماضي، "جماعة موالية لأوكرانيا" مسؤولية تفجير خطي أنابيب الغاز "نورد ستريم" 1 و2 العام الماضي.
ولفت الرئيس الروسي إلى أن "وقوع انفجار من هذا النوع، بهذه القوة وعلى هذا العمق يمكن فقط أن يتم من خلال خبراء مدعومين من كل أجهزة الدولة التي تمتلك التقنيات اللازمة لذلك".
واعتبر بوتين أن "الولايات المتحدة من الناحية النظرية لديها مصلحة في مثل هذه الحوادث كتفجيرات (نورد ستريم) حتى يتسنى لها تصدير الغاز الطبيعي المسال الخاص بها".
وأشار إلى عدم استطاعة بلاده التحقيق في تفجير أنابيب "نورد ستريم" بسبب أن "الدول الغربية تمنعها من المشاركة في التحقيق"، وأضاف: "من الصعب بالنسبة إلينا أن نطلق تحقيقنا الخاص، عندما يمنعوننا من الوصول إلى مكان العمل الإرهابي هذا".
وذكر أن "ليس سراً أنه عمل إرهابي، وهذا الأمر اعترف به الجميع على ما يبدو. ومن الواضح أنه عمل إرهابي مرتكب على مستوى دولة، لأن الهواة ليس بإمكانهم القيام بعمليات من هذا القبيل".
وتوخت الدول الغربية، ومنها ألمانيا، الحذر في رد فعلها على التحقيقات في الانفجارات التي ضربت خطوط أنابيب "نورد ستريم" الروسية للغاز العام الماضي، قائلة إن التفجير كان عملاً متعمداً فيما يبدو لكنها امتنعت عن الإفصاح عمن تعتقد أنه المسؤول، بحسب وكالة "رويترز".
وكان الهدف من خطوط الأنابيب هو نقل الغاز الروسي إلى ألمانيا لكن برلين اتخذت خطوات لتقليص اعتمادها على الوقود الأحفوري الروسي منذ بدء غزو موسكو لأوكرانيا قبل عام.
وتوخت السلطات في برلين الحذر حيال تحديد المسؤول عن التفجيرات، حيث قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الأسبوع الماضي إن التفجيرات ربما تكون هجوماً يوحي بأن فاعله طرف آخر "لإلقاء اللوم على أوكرانيا".
سير التحقيقات
وأوضح نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، الثلاثاء، أنه لم يتم إطلاع بلاده على سير التحقيقات بشأن التفجيرات التي تعرض لها خطا أنابيب نورد ستريم العام الماضي.
وأضاف أن روسيا أعدت "وثيقة رسمية" تستند إلى مراسلاتها مع الدنمارك والسويد وألمانيا وقدمت نسخاً منها إلى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة.
ولفت بوليانسكي عبر منصة تليجرام إلى أن "الوثائق تتيح لزملائنا في الأمم المتحدة التحقق من أن المزاعم الخاصة بأن هذه الدول أبلغتنا بالتقدم الذي أحرزته تحقيقاتها غير صحيحة".
ووقعت انفجارات في 26 سبتمبر الماضي في خطي الأنابيب اللذين يربطان روسيا وألمانيا في المنطقتين الاقتصاديتين الخالصتين للسويد والدنمارك.
وأبلغت الدنمارك وألمانيا والسويد مجلس الأمن في رسالة مشتركة في فبراير الماضي بأنه "تم إطلاع السلطات الروسية على ما يتعلق بالتحقيقات" التي تجريها سلطاتها الوطنية.
وتولت شركة "جازبروم" الروسية التابعة للدولة بناء خطي أنابيب "نورد ستريم 1" و"نورد ستريم 2" الذي يتكون كل منهما من أنبوبين تحت بحر البلطيق لضخ 110 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً إلى ألمانيا.