
لقي شاب فلسطيني حتفه وأصيب عشرات أخرين، الأحد، على خلفية قيام مستوطنين إسرائيليين بإحراق عدة منازل ومنشآت ومركبات جنوبي نابلس بالضفة الغربية المحتلة التي شهدت سقوط مستوطنيّن إسرائيليين من مستوطنة "هار براخا" القريبة.
ووقع إطلاق النار أولاً عند استهدف مركبة في مفترق طرق قرب قرية حوارة بين مدينتي نابلس ورام الله في الضفة الغربية المحتلة.
وذكر متحدث باسم خدمة إسعاف "نجمة داوود الحمراء" لوكالة "فرانس برس"، أنه "تم نقل مصابين 2 إلى المستشفى" قبل أن يعلن عن وفاتهما لاحقاً.
وأكدت المتحدثة باسم رئيس مجلس المستوطنات الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية أن الضحيتين هما الشقيقان اليهوديان هلل (22 عاماً) وياغيل (20 عاماً) يانيف من مستوطنة "هار براخا".
وعقب الهجوم اندلعت مواجهات بين مستوطنين وفلسطينيين على الطريق التي تعبر حوارة، وقالت وسائل الإعلام الاسرائيلية إن "محاولات سجلت لإحراق منازل مع دعوات إلى الانتقام".
وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن "أكثر من 200 مستوطن أطلقوا الرصاص الحي والمعدني، وألقوا زجاجات حارقة على منازل المواطنين وممتلكاتهم ومركباتهم في أطراف قرية بورين جنوبي نابلس".
وقال شهود عيان لوكالة "وفا" إن القوات الإسرائيلية "وفرت الحماية للمستوطنين وسهلت لهم تنفيذ اعتداءاتهم، بعد أن أغلقت الحواجز المحيطة بمدينة نابلس ومنعت المواطنين من المرور عبرها في كلا الاتجاهين، واحتجزتهم، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع صوبهم، كما أغلقت مدخل بلدة بيتا الرئيسي بالمكعبات الإسمنتية".
وعلى إثر ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية على فيسبوك، أن الهجوم أودى بحياة شاب جراء إصابته بالرصاص الحي في البطن خلال اعتداء المستوطنين والقوات الإسرائيلية على قرية زعترة جنوب نابلس.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمها "تعاملت مع 100 إصابة جراء اعتداءات للمستوطنين وجيش الاحتلال في بلدة حوارة".
وذكرت الجمعية أن من بين المصابين "مواطناً أصيب بعد الاعتداء عليه بالسكاكين من قبل مستوطنين، وآخر أصيب بعد ضربه بقضيب حديد، وحالة إغماء لمريض سكري، و97 حالة اختناق بالغاز".
وأضافت الجمعية أن القوات الإسرائيلية "منعت طواقمها من الدخول إلى حوارة والوصول إلى المصابين، واعتدت على 3 مركبات إسعاف، واحدة منها تابعة للهلال".
وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أسفه لسقوط المستوطنيّن، داعياً "الإسرائيليين إلى عدم الانتقام رداً على ذلك"، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".
ولفت إلى أن "الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن يبحثون حالياً عن القاتل، سنجده ونقبض عليه ونحاكمه"، مضيفاً: "أطلب منكم السماح للجيش الإسرائيلي وقوات الأمن بالقيام بعملهم".
من جهته، حمّل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في بيان السلطات الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة عن الجرائم المروعة التي يرتكبها المستوطنون بحماية من جنود الاحتلال بحق أبناء شعبنا في حوارة وزعترة والبلدات والقرى المجاورة".
واعتبر اشتية أن هذه "الجرائم تعكس سياسة ممنهجة، تمارسها، الحكومة الإسرائيلية التي يجاهر وزراؤها بدعمهم لتلك الجرائم في انتهاك للقوانين الدولية، وتنكر لجميع الاتفاقيات الثنائية الموقعة".
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية، بالتدخل العاجل لتوفير الحماية للفلسطينيين، مشدداً على وجوب "التدخل الدولي العاجل لحمل سلطات الاحتلال على وقفها".
ويأتي الهجوم بعد عدة أيام من العملية العسكرية الإسرائيلية، الأربعاء الماضي، في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية والتي قتلت خلالها إسرائيل 11 فلسطينياً وجرحت أكثر من 80 بالرصاص الحي.