استطلاع انتخابي: "فتح" تتفوق على "حماس" والبرغوثي على عباس

time reading iconدقائق القراءة - 6
أحد أنصار حركة فتح الفلسطينية أمام ملصق للأسير مروان البرغوثي خلال مسيرة في الخليل. 20 مارس 2007 - REUTERS
أحد أنصار حركة فتح الفلسطينية أمام ملصق للأسير مروان البرغوثي خلال مسيرة في الخليل. 20 مارس 2007 - REUTERS
رام الله -محمد دراغمة

أظهر استطلاع جديد للرأي العام الفلسطيني، تفوق حركة "فتح" على حركة "حماس"، وسط صعود لافت لقائمة ناصر القدوة، في الانتخابات التشريعية التي أكدت الرئاسة على إقامتها في موعدها، كما أظهر تفوق الأسير مروان البرغوثي على الرئيس محمود عباس، في حال إجراء الانتخابات الرئاسية.

وأجرى الاستطلاع "مركز القدس للإعلام والاتصال"، بالتعاون مع مؤسسة "فريدريش إيبرت الألمانية"، ونشرت نتائجه الأربعاء، وشمل عينة عشوائية من 1200 شخص تزيد أعمارهم على 18 سنة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

توزع الأصوات

وبينت نتائج الاستطلاع الذي أجري بين الثالث والثالث عشر من الشهر الجاري، أن 25.3% من المستطلعة آراؤهم، سيصوتون لقائمة "فتح" (23.1% في الضفة الغربية -28.7% في قطاع غزة)، تليها نسبة 13% ستصوت لقائمة "الحرية" برئاسة ناصر القدوة المفصول من حركة "فتح" بواقع (15% في الضفة الغربية و10.1% في قطاع غزة)، ثم قائمة "المستقبل" التابعة لمحمد دحلان 8.8% بواقع (20.2% في قطاع غزة - 1.1% في الضفة الغربية)، وقائمة "القدس موعدنا" التابعة لحركة "حماس" 8.2% بواقع ( 5.9% في الضفة الغربية - 11.5% في قطاع غزة)، وقائمة "نبض الشعب" برئاسة أحمد سعدات الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" بنسبة 2.2%، ثم قائمة "قادرون" برئاسة سلام فياض رئيس الوزراء الأسبق، بنسبة 2.1%.

لكن نسبة كبيرة بلغت 23.5 في المئة، قالت إنها لن تصوت، فيما قال 13 في المئة من العينة، إنهم لم يقرروا بعد.

ولم يستبعد مدير المركز، غسان الخطيب في تصريحه لـ"الشرق"، أن يصوّت جزء كبير من الناخبين الذين يخفون توجهاتهم، لصالح حركة "حماس" وقوى أخرى غير "فتح"، مشيراً إلى أن الكثيرين في الضفة الغربية يميلون "لإخفاء هويتهم السياسية لأسباب مختلفة".

وعزا الخطيب التراجع الكبير في مكانة "حماس" الانتخابية إلى عدة عوامل منها، "سوء أداء حماس في الحكم في قطاع غزة، وتغيير النظام الانتخابي، وإلغاء نظام الدوائر الذي أضاع أعداداً كبيرة من الأصوات من مؤيدي حركة فتح"، جراء التنافس بين أعضائها، و"وجود كتل مستقلة خرجت من داخل فتح تجذب الناخبين المعترضين على السياسة الرسمية للحركة والسلطة الفلسطينية"، وفقاً لتعبيره. 

صراع على الرئاسة

وبيّنت نتائج الاستطلاع، أن الأسير مروان البرغوثي سيفوز على الرئيس محمود عباس في حال إجراء انتخابات رئاسية.

وقال 33.5% من المستطلعة آرائهم، إنهم سيصوتون للبرغوثي، و24.5% لصالح محمود عباس، في حين 10.5% سيصوتون لرئيس حركة "حماس" إسماعيل هنية. وفي المقابل، قال 31.5% إنهم لم يحددوا خياراتهم، حتى الآن. 

وأيد 60.2% فكرة ترشيح الأسير البرغوثي للرئاسة، مقابل 19.3% عارضوا هذه الفكرة.

وعبرت أغلبية المستطلعة آرائهم (79.2%) عن تأييدها لإجراء انتخابات تشريعية، مقابل 14.3% قالوا إن ذلك غير مهم.

وقالت نسبة كبيرة (74.2%) إنها ستشارك في الانتخابات، مقابل 25.8% قالوا إن مشاركتهم غير محتملة.

ومن المقرر أن تجري الانتخابات التشريعية الفلسطينية، الأولى منذ 15 عاما، في 22 مايو المقبل على أن تعقد الانتخابات الرئاسية في 31 يوليو، وسيفتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية في 6 يونيو.

"الانتخابات في موعدها"

وفي السياق، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن قيادة بلاده ملتزمة بإجراء الانتخابات وفق المراسيم الرئاسية والمواعيد المحددة.

وقال أبو ردينة في تصريحات لـ"إذاعة صوت فلسطين"، نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية، الأربعاء، إنه "لن يتم تغيير أو تعطيل أي شيء يتعارض مع المصلحة الفلسطينية، كون هذه الانتخابات مطلباً فلسطينياً، وأن عملية التشويش المستمرة لا قيمة لها".

وجدد أبو ردينة التأكيد على أن "القدس خط أحمر، ولن يتنازل الشعب الفلسطيني عنها، كما أنه لن يقبل بدولة ذات حدود مؤقتة، ولا بمشاريع تتناقض مع قرارات المجلس الوطني، وقرارات الشرعية الدولية"، مشدداً على أنه "لن يتم اتخاذ أي قرار يتعلق بالقدس من دون العودة للقيادة وللفصائل ولكل القوى".

وأشار أبو ردينة إلى أن الانتخابات ستجري في موعدها، بالإضافة إلى أن الجهود مستمرة مع كافة الأطراف، ومنها الاتحاد الأوروبي الذي يحاول بذل كل جهد ممكن، إلا أنه غير قادر على أن يفرض على إسرائيل إجراء الانتخابات.

وفي ما يتعلق بالعلاقة مع الإدارة الأميركية الحالية، قال أبو ردينة إن إدارة الرئيس جو بايدن لم تعط جواباً حتى الآن بخصوص الضغط على إسرائيل "من أجل عدم عرقلة إجراء الانتخابات". معتبراً الإدارة الحالية أفضل من الإدارة السابقة، كون الرئيس الأميركي أعلن التزامه بحل الدولتين، كما أعلن عودة المساعدات للشعب الفلسطيني.

تحرك أميركي بطيء

ووصف أبو ردينة تحركات الإدارة الأميركية "بشديدة البطء"، لافتاً إلى أنها بدأت بداية جيدة لكنها غير كافية، مشدداً على أن السلام والعلاقة مع أميركا، "لن يكون بأي ثمن سوى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 67 وعاصمتها القدس".

وأعرب أبو ردينة عن أمله بأن تتطور العلاقة الفلسطينية مع الإدارة الأميركية، بالشكل الذي يؤدي لتحقيق مناخ يقود إلى سلام، ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.