الرياضة.. سلاح سحري لعلاج السرطان

time reading iconدقائق القراءة - 6
راقصة باليه مصابة بالسرطان تؤدي تمارين الرقص خارج غرفتها في مستشفى في مالطا، 15 مايو 2020  - REUTERS
راقصة باليه مصابة بالسرطان تؤدي تمارين الرقص خارج غرفتها في مستشفى في مالطا، 15 مايو 2020 - REUTERS
دبي- الشرق

غالباً، عندما يتم تشخيص مريض بإصابته بالسرطان، يحثّه أفراد الأسرة على الراحة. لكن العكس هو الصحيح؛ إذ تشير الأبحاث إلى أن الحركة وممارسة الرياضة يمكن أن تكون أحد أهم علاجات السرطان، فضلاً عن آثارها النفسية الإيجابية. 

تقول سارة مانسفيلد، مدرّبة تمارين السرطان المعتمدة في برنامج الحياة الصحية في مركز "مايو كلينيك" الأميركي، إن النشاط البدني يمكن أن يساعد الناس قبل وأثناء وبعد علاج السرطان. وتؤكد أن "الأبحاث تخبرنا، بشكل عام، أنه من الأفضل التحرك أكثر"، مضيفة أن انعدام الحركة "يمكن أن يؤدي إلى تدهور وظيفي". 

وتوصي مانسفيلد بأن يناقش مريضُ السرطان برنامجَ التمارين مع طبيبه قبل البدء بها. وبمجرد حصوله على الضوء الأخضر، يبدأ ممارستها. وتقترح البدء بممارسة رياضة المشي، التي تساعد على بناء العضلات والقدرة على التحمل. 

فوائد التمرين

بحسب "مايو كلينيك"، كثيرة هي الدراسات البحثية التي تدعم فكرة أن ممارسة الرياضة أثناء علاج السرطان تساعد المريض على الشعور بالتحسن. وتشمل بعض الفوائد الموثق بها: تقليل الاكتئاب والقلق، زيادة الطاقة والقوة، وانخفاض الألم. 

كما يساعد النشاط البدني على التحكم في الوزن، وهو عامل مهم لخطر الإصابة بالسرطان؛ إذ ربطت الأبحاث بين السمنة وزيادة خطر الإصابة بأنواع عدة من السرطان، بما في ذلك سرطان بطانة الرحم والمريء والكبد والبنكرياس والثدي. وهناك أيضاً أدلة متزايدة على أن زيادة الوزن قد تؤدي إلى زيادة خطر تكرار الإصابة بالسرطان، وحتى الموت المرتبط بالسرطان.

أمان مضمون وفعالية ضد الورم

يؤكد مركز "مايو كلينيك" أن ممارسة الرياضة أثناء علاج السرطان مسألة آمنة جداً، إذ ثمة دلائل علمية على الأمر. 

فعندما راجع الباحثون 61 دراسة شملت نساء مصابات بسرطان الثدي في المرحلة الثانية، وجدوا أن الجمع بين التمارين الأيروبية aerobic (مثل المشي والركض والسباحة وركوب الدراجات) وتمارين العضلات resistance exercise (مثل رفع الأثقال أو تمارين الشريط المطاطي) لم يكن آمناً فحسب، بل حسّن النتائج الصحية أيضاً. 

ووجدت دراسات أخرى أن ممارسة الرياضة أثناء العلاج يمكن أن تغيّر فعلياً البيئة الدقيقة للورم وتحفّز نشاطاً أقوى مضاداً للورم في جهاز المناعة؛ حتى إن دراسات حديثة على الحيوانات وجدت أن التمارين الرياضية يمكن أن تؤدي إلى تقليل الورم لدى القوارض. 

إرشادات التمرين

تشبه إرشادات النشاط البدني للأشخاص المصابين بالسرطان تلك الموصى بها للجميع: 150 دقيقة من النشاط المعتدل الشدة، أو 75 دقيقة من النشاط شديد الشدة كل أسبوع. 

وبحسب توصيات مانسفيلد، إذا لم يتمكن المريض من البدء بـ150 دقيقة في الأسبوع، فيجب أن يكون نشيطاً بقدر ما يستطيع. وتوصي بممارسة نوع من تمارين العضلات مرتين على الأقل في الأسبوع، والمحافظة على مرونة الجسم عبر تمارين التمدد المنتظمة stretching، وإدراج تمارين التوازن في الروتين اليومي. 

أما إذا خضع المريض للجراحة، فتوصي مانسفيلد بالعودة إلى الأنشطة اليومية العادية في أسرع وقت ممكن بعد الجراحة، بمجرد موافقة الطبيب على ذلك. 

وتقول مانسفيلد إن "علاج السرطان قد يجعل المريض يشعر كأن لديه جسداً مختلفاً. لكن بعد هذا الحدث المفصلي، يمكنه أن يتحكم بزمام الأمور ويحسّن نوعية حياته حقاً"، من خلال ممارسة الرياضة. 

*هذا المحتوى من "مايو كلينيك"