مذكرات نادية لطفي (6): علاقة سعاد وحليم أكبر من الحب وأبقى من الزواج

time reading iconدقائق القراءة - 19
نادية لطفي مع سعاد حسني أثناء تسلم جوائز مهرجان جمعية الفيلم في إحدى دوراته - الشرق
نادية لطفي مع سعاد حسني أثناء تسلم جوائز مهرجان جمعية الفيلم في إحدى دوراته - الشرق
القاهرة-أيمن الحكيم

تواصل "الشرق" نشر مذكرات الفنانة الراحلة نادية لطفي (1937 - 2020)، والتي اختارت الكاتب الصحافي أيمن الحكيم لكتابتها قبل نحو 18 سنة. وعلى امتداد هذه السنوات الطويلة تواصلت بينهما الحوارات وتراكمت وتحولت العلاقة إلى صداقة إنسانية، فكانت تعتبره واحداً من أفراد أسرتها، وهو الصحافي الوحيد الذي سمحت له بمرافقتها في غرفة العناية المركزة عندما دخلتها في أزمتها الصحية الأولى قبل 5 سنوات.

وبحكم تلك العلاقة، تجمعت لدى "الحكيم" عشرات الساعات من التسجيلات التي تحدثت فيها الفنانة الراحلة عن تاريخها الفني والسياسي والإنساني، وهو ما يعد وثيقة في غاية الأهمية وشهادة على عصر كان زاخراً بالأحداث والنجوم.

المذكرات التي تنشرها "الشرق" في حلقات متتالية حصرياً، تأتي مدعمة بتسجيلات صوتية وصور من أرشيف الفنانة الخاص، بعضها يُنشر للمرة الأولى.

ويكتب "الحكيم" تفاصيل رحلة نادية لطفي كما روتها على لسانها. وفي ما يلي نص الحلقة السادسة التي تتحدث فيها عن علاقة الصداقة التي ربطتها بالفنانة الراحلة سعاد حسني، وكواليس عملهما معاً في ثلاثة أفلام، ورأيها في ما تردد عن انتحارها، وأخيراً تروي شهادتها حول علاقة سعاد حسني بعبد الحليم حافظ.

ميلاد سينمائي واحد

أطلت سعاد حسني على شاشة السينما لأول مرة في مارس 1959 مع فيلمها الأول "حسن ونعيمة"، أي بعد نحو خمسة شهور فقط من عرض فيلمي الأول "سلطان"، أي أن ميلادنا السينمائي كان متزامناً ومتشابهاً أيضاً، فكما اكتشفني رمسيس نجيب ومنحني فرصة بطولة فيلمه، اكتشفها عبد الرحمن الخميسي وأصر على منحها بطولة فيلمه، فجاءتنا السينما بالصدفة، وببداية واعدة ودور بطولة من الفيلم الأول والخطوة الأولى. 

ثم إننا كنا ننتمي لجيل جديد من بطلات السينما تواكب ظهوره مع ثورة يوليو وتأثيراتها الاجتماعية والسياسية، وكان عنواناً فيما بعد لجيل من البنات أكثر جرأة ووعياً وتمرداً، وكانت السينما وقتها تبحث عن وجوه نسائية جديدة تعبر عن المرأة الجديدة فيما بعد الثورة، فكنت أنا وسعاد.

السبع بنات

كان نجاحنا سريعاً وواعداً بما فاق التوقعات، وهو ما أغرى المنتجين بأن يجمعا بيننا في فيلم "السبع بنات" عام 1961من إخراج عاطف سالم،  وكان الفيلم الخامس في مشواري السينمائي، وتكرر اللقاء في العام التالي مع فيلم "من غير ميعاد" الذي أخرجه أحمد ضياء الدين وشاركنا بطولته المطرب محرم فؤاد، بطل فيلم سعاد الأول "حسن ونعيمة". 

 لكن التجربة الأهم كانت في فيلم "للرجال فقط" عام 1964، وكنت أنا وسعاد أصبحنا أكثر نضجاً، كما أن قصة الفيلم - عن فتاتين تجبرهما الظروف على التنكر في شخصية رجلين للعمل في حقل للبترول- أتاحت لنا أن نتنافس في توليد الكوميديا، وحقق الفيلم الذي أخرجه محمود ذو الفقار وشاركنا بطولته حسن يوسف نجاحاً أكبر جماهيرياً ونقدياً.

وحينها حاولت الصحافة الفنية - بمباركة شركات الإنتاج - أن تصنع منافسة ساخنة بيني وبين سعاد: "فرستي الرهان الجديدتان في السينما"، تماماً كما صنعتها من قبل بين حليم وفريد، وفاتن وماجدة، وتحية وسامية، وقبلهم بين الريحاني والكسار.

والحقيقة أني وسعاد كنّا على مستوى من الوعي والإدراك، فلم ننجرف إلى هذه المنافسة الوهمية والمعركة الزائفة، يمكن لأنني كنت مشغولة للغاية في أفلامي الجديدة، في سنة 1963 مثلاً قُمت ببطولة سبعة أفلام "حياة عازب"، و"جواز في خطر"، و"الناصر صلاح الدين"، و"النظارة السوداء"، و"سنوات الحب"، و"حب لا أنساه" والقاهرة في الليل"، فلم يكن عندي وقت أضيعه في مهاترات أو كلام فارغ.

وأقسم لك أنّ هناك أفلاماً لسعاد عُرضت وقتها، لكن شاهدتها لأول مرة بعد سنوات اعتزالي، وربما هي كذلك!

لكن يبقى السبب الأهم في رأيي وهو أن النجاح يولد الحب والصداقة، أما الفشل فيولد الكراهية والنفور، أنا وسعاد يجمعنا عشق السينما، وقتنا كله كان ملكاً لعملنا، ولا أبالغ عندما أقول إن سعاد لم تكن منافسة لي، فما أقدّمه أنا لا تستطيع هي أن تنافسني فيه، والعكس صحيح، كل واحدة منّا لها لونها و"سكتها" وهو ما بدا في الطريقة المختلفة التي قدّمنا بها دور الرجل في فيلم "للرجال فقط".

لم تكن الغيرة ولا الكراهية حاضرة قط في علاقتي بسعاد مهما أشاعوا عن منافسة وخصومة وصراع و"كيد نسا".

سعاد بين التمرد والخذلان

وربما كنت الأسبق والأشجع والأكثر إيجابية وقدرة على التمرد والتجريب وتكسير القيود والبحث عن مغامرات سينمائية، دون الاستسلام لقانون النجومية الذي يفرض على الفنان أن يرتدي القناع الذي يعجب الجمهور هذا الحاضر الغائب والمستبد.

وبتلك القناعة قدمت أدواراً صعبة وجريئة كسرت مفاهيم سابقة راسخة، كدوري في فيلم "النظارة السوداء " أو دور "ريري" بطلة "السمان والخريف"، ووقتها كتب نقاد لهم قيمة، منهم فوميل لبيب، الذي قال إنني حسمت المنافسة مع سعاد لصالحي.

لم أفرح بتلك الآراء ولم تُغازل فيّ نرجسية الفنان، فقد كنت مدركة أننا - سعاد وأنا - كل منّا تعزف في منطقة منفردة، ثم إنني كنت على ثقة من أن سعاد تمتلك من الموهبة والذكاء بما سيدفعها حتماً للتمرد على أدوار "الفتاة المرحة" و"البنت الشقية " والأفلام الخفيفة التي ظلمت موهبتها وطاقتها، وهو ما تحقق فعلاً، فقدّمت أفلاماً ذات قيمة وأدواراً متميزة كما هو الحال في "غروب وشروق" و"أين عقلي" و"الاختيار" وصولاً إلى أفلامها مع علي بدرخان في سنوات النضوج، وامتلكت فيها من الجرأة أن تتخلى عن دور "السندريللا".

وأختلف تماماً مع الرأي الرائج بأن السينما خذلت سعاد حسني وأن الجمهور انصرف عن أفلامها الأخيرة، هذا رأي ظالم وغير منصف ومجافٍ للحقيقة، ربما لم تُحقق تلك الأفلام النجاح الجماهيري المنتظر واللائق ببطلتها وتاريخها، لكن المشكلة لم تكن في سعاد، فقد بذلت كل جهدها وما في وسعها ومنتهى طاقتها.

 كانت الأزمة في رأيي في ما سميته أنا بـ"سينما البوتيك"، حيث دخلت السينما وقتها في مرحلة جديدة بمعايير جديدة - مختلفة ومختلة - لا تتفق مع ما تربيّنا عليه أنا وسعاد، وكنت أنا الأسبق في إدراكها، فقررت أن أنسحب حفاظاً على تاريخي ورصيدي وكرامتي، وحاولت سعاد أن تعافر وتقاوم، لكن الموجة كانت عاتية وطاردة لكل قيمة، فتكالبت عليها ظروف السينما وظروف المرض، فوجدت نفسها مجبرة على الابتعاد عن مهنة كانت بالنسبة لها هي الحياة.

رحلة إلى العريش  

ورغم أن أفلاماً ثلاثة جمعتني بسعاد وعرفتها فيها عن قرب داخل بلاتوهات التصوير، إلا أنه توجد تجربة شخصية لي مع سعاد اقتربنا فيها بشكل لا يُصدق، وعشت معها 12 يوماً لا نفترق ثانية واحدة.

كانت تجربة بدأت جادة ثم انقلبت إلى عبثية، فبعد تحرير مدينة العريش وعودتها للسيادة المصرية في أوائل ثمانينات القرن الماضي تحمست مع عدد من الأصدقاء لأن ننظم رحلة يوماً واحداً نزور فيها المدينة المحررة ونتفق مع محافظها على أن يُخصص لنا قطعة أرض نبني عليها مجمعاً فنياً يضم دوراً للعرض السينمائي والمسرحي وداراً للفنانين المسنين، وكانت سعاد متحمسة جداً للفكرة، وسافرت معي بصحبة علي بدرخان ورأفت الميهي ومحمود مراد الصحفي بالأهرام، وكانت خطتنا أن نذهب صباحاً ونعود في المساء، وفعلاً وصلنا للعريش ظهراً كما خططنا واستقبلنا المحافظ بترحاب شديد ووافق على كل طلباتنا وأخذنا في جولة بالمدينة، وكان الليل قد حلّ، فاقترح علينا أن نبيت ونسافر في الصباح لأن الطريق خطر في الليل.

كان الوقت صيفاً، وفي صباح اليوم التالي ذهبنا إلى مكتب المحافظ لنشكره على حسن الضيافة، وسرقنا الوقت، وقررنا تأجيل السفر إلى ساعات المساء بعد أن ينكسر الحر، وذهبنا إلى البحر وأعجبتنا المياه فنزلنا وأعجبنا السمان فأكلنا، وفي المساء قررنا تأجيل السفر للصباح خوفاً من أخطار الطريق في الليل، وظلّ هذا السيناريو 12 يوماً متواصلة رغم أننا لم نكن مستعدتين للإقامة وليس معنا أي متعلقات شخصية.

نذهب إلى مكتب المحافظ في الصباح لنودعه، ثم نذهب إلى البحر لنودعه ونأكل من خيراته فيسرقنا الوقت، أو قل يعجبنا المكان وهدوؤه وبحره فنؤجل السفر.

في تلك الرحلة العبثية اقتربت جداً من سعاد، وعرفت صفاتها النبيلة، وحكت لي كل أسرارها، واعتبرتني أختاً بجد.

صداقة حتى الرحيل

ولم تنقطع علاقتي بعدها حتى آخر يوم في حياتها، وظلت على اتصال دائم بي حتى في أثناء سفرها الطويل إلى لندن للعلاج، ولا أنسى أبداً لمساتها الرقيقة معي، ففي صبيحة يوم ميلادي أجد حارس عمارتها بالزمالك يطرق بابي وفي يده باقة ورد رائعة، فأتصور أنها عادت إلى القاهرة، لكنه يُخبرني بأنها اتصلت به أمس هاتفياً وشددت عليه أن يشتري "بوكيه" الورد وأملت عليه كلمات "الكارت" المصاحبة له وألحت على أن يصلني صباح عيد ميلادي.

وقبل سفرها كانت هديتي يوم ميلادي تجهزها بنفسها، وتقضي وقتاً في إبداع سلة كبيرة من الورود مُزينة بالفاكهة الطازجة، وكنت احتفظ بها كلوحة فنية من تصميم وقلب سعاد حسني.

وفي أسفارها كانت تحرص على أن تشتري لي هدية، وفوجئت مرة بها ترسل لي "باقة" من الأحذية جاءت بها من سفر لها، وتطلب أن أختار واحدة على ذوقي، واتصلت بها مداعبة: أنت شكلك سرقتِ محل أحذية حريمي.. واخترت حذاء "جينز" جميلاً كنت أرتديه دائماً لأنه مُريح للقدم.

وفي كل عيد حب كانت ترسل لي وردة حمراء وعليها إهداء رقيق منها ولا تنسى أبداً.

سفر سعاد إلى الخارج

لم تهرب سعاد من خذلان الجمهور لها كما ادعوا، فقد كانت حالتها الصحية تستدعي السفر لتلقي العلاج من آلامها المبرحة، ثم إنها كانت بحاجة إلى فترة هدنة تلتقط فيها أنفاسها وتراجع حساباتها، أو تعمل "تقدير موقف" بالتعبير العسكري، وفوق ذلك تشحن "بطاريات" إبداعها من خلال الفرجة على مسارح لندن ومتابعة أحدث العروض والأفلام والكتب.

وأذكر أنها أرسلت لي مجموعة قصصية قرأتها هناك وأعجبتها قصة منهم تدور أحداثها حول شخصيتين نسائيتين، واقترحت تحويلها إلى فيلم أشاركها بطولته، ومن جمالها منحتني الحق الكامل في أن أختار الشخصية التي تناسبني وتلمسني، وهذا فعل لا يقوم به إلا فنان موهوب وواثق من موهبته، ولما قرأت القصة أصبحت أكثر منها حماساً، واتصلت بصديقنا الكاتب رؤوف توفيق ليكتب السيناريو، فرحب بالطبع، وكلمته سعاد من لندن مرات للتابع معه تطورات الكتابة، ووعد بأن يكون جاهزاً بمجرد عودة سعاد من رحلة العلاج.

انتحار سعاد 

هذا المشروع (الفيلم) هو واحد من الأسباب القوية التي تدفعني للتشكيك في مسألة انتحار سعاد، في داخلي عشرات الأدلة التي ترفض سيناريو الانتحار، خاصة أنّ الشرطة الإنجليزية نفسها لم تغلق ملف القضية ولم تؤكد مسألة الانتحار، بل هناك شبهات تدفع بالموضوع إلي الشق الجنائي وتميل إليه.

وبعيداً عن التحقيقات الرسمية، قلبي يحدثني أنها لا يمكن أن تنتحر، فالتي تبحث عن فيلم جديد يُعيدها للشاشة بهذا الحماس مستحيل أن تُنهي حياتها بهذه السهولة، ثم أن روحها المعنوية كانت تزداد وتقوى مع تحسن حالتها الصحية وقرب عودتها للقاهرة، ولا أنسى أبداً فرحتها الغامرة عندما كلمتني وهي ترفرف من السعادة لتخبرني أنها حققت حلمها بتسجيل رباعيات صلاح جاهين - أبوها الروحي كما يعرف الجميع - وأنها ستُرسل لي نسخة منها لأقول لها رأيي وملاحظاتي، وما زال صدى صوتها يتردد في أذني: لازم تسمعيها يا بولا!.

تكريم مهرجان القاهرة السينمائي 

وبتلك الفرحة نفسها كلمتني عندما تقرر تكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وطلبت أن أتسلم عنها هذا التكريم، ورفضت أن أفسد فرحتها فوعدتها بأن أحلّ مكانها، واعتبرته تكريماً لجيلنا كله، لكن عندما فكرت بالأمر، وجدت أنه لا يليق ولا يصح أن أصعد مكان سعاد على المسرح وأتسلم جائزتها، لأن الأضواء ستتجه نحوي أنا.

 وتحدثت إلى حسين فهمي رئيس المهرجان وصارحته بما يدور في خاطري، وقلت له: أمامك خياران، إما أن تصعد أنت على المسرح وتتسلم التكريم وتحتفظ به حتى تعود سعاد بالسلامة، وإما أن يتسلمه أحد من أسرتها، واختار حسين الحل الثاني وتسلمته أختها "جانجاه".

وفي يوم جاءتني "جانجاه" وهي مرتبكة ووجهها يدل على "كارثة" حدثت، وبدون مقدمات راحت ترجوني بإلحاح: "أرجوكِ كلمي أبلة سعاد لأنها زعلانة جداً وقفلت السكة في وشنا ورافضة ترد علينا بعد ما قعدت تلومني بشدة لأني استلمت تكريمها، وفاكرة أننا كسرنا كلامها ورغبتها في إن حضرتك اللي تستلميه مكانها".

واتصلت بسعاد وشرحت لها وجهة نظري، وأنني التي اقترحت أن يتسلم تكريمها أحد من أسرتها، وبعد عتاب طويل لي اقتنعت أخيراً.

واستمرت الاتصالات حتى قبل الحادث بأيام (أبريل 2001)، وأبدت رغبتها في أن أكون في انتظارها بالمطار عندما تعود بعد هذا الغياب الطويل، ووعدتها، ولم أكن أتخيل أنني سأذهب إلى المطار لاستلام جثمانها.

زواج حليم وسعاد

بحكم قربي من سعاد وصداقتي بعبد الحليم حافظ، عندي كلمة يمكنني أن أقولها في المسألة التي أثارت عاصفة من الجدل والخلاف وما زالت، وهي حكاية زواج حليم وسعاد، وشهادتي يمكنني أن ألخصها في نقاط محددة وواضحة:

- المؤكد أنّ قصة حب نشأت بين الطرفين، حليم أحب سعاد، وسعاد أحبت حليم، حباً حقيقياً وليس مجرد نزوة أو علاقة عابرة، فحليم وجد فيها - في تصوري - حنان الأم الذي حُرم منه، وهي وجدت عنده حنان الأب الذي حُرمت منه، فكل منهما كان بحاجة حقيقية للآخر.

- كان حليم يرغب في الزواج الرسمي والعلني من سعاد، ولكن كانت هناك موانع حالت دون تحقيق هذه الرغبة، على رأسها طباع حليم، فبعيداً عن الأضواء والكاميرات فإن حليم لم ينسَ قط أنه "فلاح"، تسكنه أخلاق الفلاحين المحافظة، وهو ما كان يظهر في عزله لأسرته بعيداً عن حياته العملية، فقسم شقته إلى جزء "مُحرم" غير مسموح بالاقتراب منه، تسكنه أخته علية وبنات العيلة، وجزء يستقبل فيه أصدقاءه ويدير منه عمله ويُجري فيه بروفاته، هذا الفلاح الساكن تحت جلد العندليب كان صعباً أن يرتبط بفنانة عندها التزامات ومعجبون ووقتها ليس ملكاً لها ولديها طموح النجومية والمجد مثله تماماً ويمكنها أن تسافر لأيام متصلة بعيداً عن المنزل لو اقتضى عملها ذلك، ولذلك لم يُقدم على إتمام الزواج، لأنه لن يقبل بظروف عمل سعاد، وهي لن تتنازل وتضحي بكل ما حققته وتترك فنها وحياتها.

- كان حليم على قناعة بأنه ملك لجمهوره ولفنه، وكان يخشى بالطبع من رد فعل جمهوره وخاصة معجباته، فكان بين نارين: نار المجد ونار الحب.

- لا أستطيع أن أجزم برأيي في مسألة زواجهما العرفي، فليس عليه دليل قاطع، ثم إن الزواج عندي ليس توقيعاً على الورق بل على القلب، إيجاب وقبول بالروح وليس بالحبر.

- ما كان بين حليم وسعاد أكبر من الحب وأبقى من الزواج.    

في الحلقة المقبلة: تتحدث نادية لطفي عن علاقتها بالمخرج السينمائي حسن الإمام ورأيها في أفلامه، وكواليس التحضير لفيلم "قصر الشوق"، وتكشف سبب رفضها المشاركة بالفيلم في البداية.. وتحكي دور المخرج حسين كمال في العمل.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات