مدير المخابرات الأميركية يلتقي مستشار بوتين للأمن القومي في موسكو

time reading iconدقائق القراءة - 5
وليام بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية في مبنى الكابيتول بواشنطن - 24 فبراير 2021 - REUTERS
وليام بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية في مبنى الكابيتول بواشنطن - 24 فبراير 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، وليام بيرنز، الثلاثاء، بكبير مستشاري الأمن القومي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.

وقال مجلس الأمن الروسي في بيان مقتضب، إن سكرتير المجلس، نيكولاي باتروشيف، عقد اجتماعاً، الثلاثاء، مع بيرنز، الزائر في موسكو الثلاثاء، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الروسية "تاس".

وجاء في البيان الصحافي أن "الجانبين ناقشا العلاقات الروسية الأميركية".

في المقابل، قال متحدث باسم السفارة الأميركية في موسكو، إن بيرنز يرأس وفداً من كبار المسؤولين الأميركيين في موسكو لعقد سلسلة من الاجتماعات على مدى يومين مع المسؤولين الروس، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية.

وقال المتحدث "إنهم يجتمعون بأعضاء في الحكومة الروسية لمناقشة مجموعة من المسائل في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية"، لكنه لم يقدم تفاصيل.

أجندة المباحثات

وقال ناطق باسم السفارة الأميركية في موسكو، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن الجانبين ناقشا مجموعة من القضايا في العلاقات الثنائية، من بينها الحد من التسلح والأمن السيبراني وهجمات برامج الفدية فضلاً عن موضوعات استخباراتية وأخرى ذات اهتمام مشترك، بما في ذلك كوريا الشمالية وأفغانستان والتغير المناخي.

وأوضح مسؤولون من كلا الجانبين، أن المحادثات تهدف في المقام الأول إلى "استقرار العلاقة بين خصمين مسلحين نووياً يتنافسان بشكل متزايد في الفضاء السيبراني، وكذلك في الجغرافيا السياسية".

وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن الولايات المتحدة سلّمت روسيا أسماء وتفاصيل أخرى لعدد قليل من المتسللين الذين يشنون هجمات إلكترونية على واشنطن من موسكو، في حين تسعى الولايات المتحدة لمعرفة ما إذا كان ذلك سيسفر عن اعتقالات.

لكن ليس واضحاً ما إذا كان الجانبان تطرقا إلى الحالة الصحية المعروفة باسم "متلازمة هافانا"، إذ يتهم بعض المسؤولين الأميركيين، روسيا، بالمسؤولة عن تلك الحوادث الصحية.

أول اجتماع منذ 2013

وأشارت "تاس" إلى أن هذا كان أول اجتماع بين باتروشيف وبيرنز منذ أن تولى الأخير منصب مدير "سي آي إيه".

وكان اتصالهما السابق في عام 2013، عندما زار باتروشيف الولايات المتحدة، واستقبله بيرنز الذي كان يشغل آنذاك منصب نائب وزير الخارجية السابق، جون كيري، لأن الأخير كان يجري جولة في الشرق الأوسط.

ويجري باتروشيف اتصالات منتظمة مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، وتحدثا هذا العام عبر الهاتف 6 مرات، وعقدا اجتماعاً شخصياً واحداً، حسب الوكالة.

وشغل وليام بيرنز، منصب سفير الولايات المتحدة لدى روسيا في الفترة بين عامي 2005 و2008. وعين مديراً لـ"سي آي إيه"، في مارس 2021، ليصبح أول دبلوماسي محترف في تاريخ الولايات المتحدة يتولى هذا المنصب.

وتأتي زيارة بيرنز، التي امتنع متحدث باسم "سي آي إيه"، عن التعليق عليها، بعد أن رفعت موسكو العقوبات عن المسؤولة البارزة في وزارة الخارجية، فيكتوريا نولاند، للسماح لها بالاجتماع مع مسؤولي الكرملين الشهر الماضي.

ولم يسافر بوتين لحضور قمة مجموعة الـ20 في روما أو محادثات قمة مؤتمر الأمم المتحدة لمواجهة تغير المناخ في اسكتلندا، في ظل موجة شديدة من وباء كورونا تضرب روسيا، لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قال إن الاجتماع الثاني بين بايدن والزعيم الروسي قبل نهاية هذا العام "يبدو واقعياً".

توترات مستمرة

ولا تزال التوترات حادة بين الولايات المتحدة وروسيا، إذ حذرت الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي من أنها ستضطر إلى الإبقاء على "وجود مؤقت" فقط في موسكو، بعد أن منعت الحكومة الروسية السفارة الأميركية من تعيين موظفين محليين.

وبعد توليه منصبه، سارع الرئيس بايدن بفرض عدة سلاسل من العقوبات ضد روسيا، رداً على محاولة اغتيال المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني، والتدخل في انتخابات 2020، واختراق برمجيات "سولار ويندز" التي تستخدمها الوكالات الفيدرالية الأميركية.

ومنذ ذلك الحين، سعى بايدن إلى منع العلاقة من الخروج عن نطاق السيطرة بينما تركز للولايات المتحدة على مواجهة الصين، التي تعتبرها إدارته "التحدي الجيوسياسي الأكبر" في القرن الحادي والعشرين، حسب موقع "أكسيوس" الأميركي.

عقد بايدن قمة مع بوتين في يونيو، اتفقا خلالها على إطلاق مجموعة من "مشاورات الخبراء" بشأن منع هجمات برامج الفدية ضد الولايات المتحدة من الانطلاق من الأراضي الروسية.

ظلت العلاقة إلى حد كبير دون مواجهة كبيرة منذ ذلك الحين، لكن اكتشاف هجمات إلكترونية جديدة من قبل قراصنة مدعومين من روسيا، وحشد عسكري محتمل على الحدود الأوكرانية يهددان بتجدد التوترات.

اقرأ أيضا: