"الصحة العالمية" ترجح فرضية انتقال كورونا عبر وسيط حيواني

time reading iconدقائق القراءة - 6
أعضاء في فريق منظمة الصحة العالمية خلال زيارة لمركز هوبي للسيطرة على أمراض الحيوان والوقاية منها في ووهان، 2 فبراير 2021 - AP
أعضاء في فريق منظمة الصحة العالمية خلال زيارة لمركز هوبي للسيطرة على أمراض الحيوان والوقاية منها في ووهان، 2 فبراير 2021 - AP
جنيف-أ ف ب

رجّح فريق من الخبراء الدوليين الذين زاروا الصين مؤخراً والمكلفين بالتحقيق في منشأ وباء كورونا، الثلاثاء، أن انتقال الفيروس من مصدره الحيواني إلى الإنسان، تم عبر وسيط حيواني، لم يتم تحديده حتى الآن.

وصدر التقرير المشترك لخبراء "منظمة الصحة العالمية" والصين، بعد قيام البعثة بمهمة لتقصي مصدر انتقال فيروس كورونا إلى الإنسان، تعتبر بالغة الأهمية لمحاولة التصدي بشكل أفضل لأي وباء محتمل مستقبلاً، إذ جرت المهمة بين يناير وفبراير الماضيين، وستعرض نتائجها، في وقت لاحق خلال مؤتمر صحافي افتراضي بجنيف.

وبحسب عناصر التقرير الذي حصلت وكالة "فرانس برس"، على نسخة منه الاثنين، يعتبر الخبراء أن "فرضية انتقال الفيروس إلى الإنسان عبر حيوان وسيط محتملة إلى محتملة جداً، مقابل استبعاد تام لفرضية تسرّب الفيروس من مختبر جراء حادث".

ويرجح التقرير الفرضية الشائعة بأن الفيروس "انتقل بشكل طبيعي من حيوان - وهو على الأرجح الخفافيش - عبر حيوان آخر لم يتم تحديده حتى الآن، ومن بين الحيوانات الوسيطة المشتبه بها الهرّ والأرنب والمنك، أو حتى البانغولين أو النمس".

غير أن الخبراء رأوا أن الانتقال المباشر للفيروس من الحيوان إلى الإنسان ممكن إلى مرجح، من غير أن يستبعدوا نظرية الانتقال عبر اللحوم المجمدة، وهي النظرية التي ترجّحها بكين، معتبرين أن هذا السيناريو "ممكناً".

ويوصي التقرير بـ "مواصلة الدراسات على قاعدة هذه الفرضيات الثلاث، ويستبعد في المقابل إمكانية أن يكون الفيروس انتقل إلى الإنسان جراء حادث في مختبر"، في حين لفت المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبرييسوس، الاثنين، إلى أنه مع صدور هذا التقرير "جميع الافتراضات مطروحة على الطاولة وتستحق دراسات إضافية وشاملة".

جوائح أخرى 

ويعرض غيبرييسوس ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الثلاثاء، مسودة "اتفاق دولي حول الجوائح"، وقعتها 20 دولة تسمح بمواجهة الأزمات الصحية، التي ستطرأ حتماً في المستقبل بشكل أفضل.

وكتب قادة الدول الـ 20 في مقالة مشتركة ستصدر في وقت لاحق، الثلاثاء، أنه "ستكون هناك جوائح أخرى وحالات صحية طارئة أخرى واسعة النطاق، ولا يمكن لأي حكومة أو هيئة متعددة الأطراف أن تواجه وحدها هذا الخطر".

وجاء في المقال أنه "في وقت يستغل وباء كورونا نقاط ضعفنا وانقساماتنا.. فإن مثل هذا الالتزام الجماعي المتجدد سيشكل محطة مهمة لتعزيز الاستعدادات للجوائح على أعلى المستويات السياسية".

وأضاف: "ينبغي لمعاهدة أن تقود إلى تحمل أكبر للمسؤولية بشكل متبادل وإلى تقاسم للمسؤوليات، وتشجيع الشفافية والتعاون داخل النظام الدولي، مع الدعوة إلى استخلاص العبر من كوفيد-19 والعمل مع المجتمع المدني والقطاع الخاص".

وبين موقعي المقال، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورؤساء كوريا الجنوبية مون جاي إن وجنوب إفريقيا سيريل رامافوزا وإندونيسيا جوكو ويدودو وتشيلي سيباستيان بينييرا.

تأثيرات كورونا

وفي هذه الأثناء، يتواصل الكفاح يومياً في جميع أنحاء العالم، سعياً لاحتواء انتشار الوباء والحد من وطأته المأساوية على المواطنين.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين، خلال لقاء مخصص للمساواة بين الرجل والمرأة إن "الهزات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 حطمت حياة ملايين النساء والفتيات وقضت على الكثير من مكتسباتنا".

وتابع: "في العديد من الأماكن، تعرضت حتى فكرة المساواة بين الرجل والمرأة لهجوم، القوانين الرجعية عادت والعنف حيال النساء يزداد".

وفي زيمبابوي، حذرت الأمم المتحدة من أن القيود المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا، أدت إلى تفاقم المجاعة في مدن البلاد، حيث بات ما لا يقل عن 2.4 مليون شخص يجهدون لتلبية حاجاتهم الغذائية الأساسية.

وقالت فرانشيسكا إردلمان، مديرة برنامج الأغذية العالمي في هذه الدولة الإفريقية إن "المحظوظين يفوّتون وجبة طعام، في حين أن الآخرين يضطرون إلى النوم بمعدة فارغة".

جواز سفر صحي 

وفي الولايات المتحدة، أعلن الرئيس جو بايدن، الاثنين، تسريع حملة التطعيم، محذراً في الوقت ذاته "إننا بعيدون عن الانتصار في الحرب ضد كوفيد-19"، مضيفاً: "لم يحن الوقت للاحتفالات، لا تستسلموا الآن".

من جهته، يدرس الاتحاد الأوروبي إمكانية اعتماد جواز سفر صحي أوروبي يدخل حيز التنفيذ في يونيو المقبل، هدفه تسهيل تنقلات الأوروبيين مع بدء موسم الصيف، إذ يشير إلى تلقيهم اللقاح أو خضوعهم لاختبار كشف الإصابة أو اكتسابهم مناعة بعد إصابتهم بالفيروس.

ومن المتوقع أن تتلقى أوروبا اعتباراً من 19 أبريل المقبل، أولى شحنات لقاح "جونسون أند جونسون" الأميركي.

وعلى الجانب الآخر من بحر المانش، استعاد سكان إنجلترا، الاثنين، حرية جزئية تمثلت في السماح لهم بممارسة أنشطة ولقاء الأصدقاء، لكنها تخشى أن تصلها موجة الإصابات التي تجتاح أوروبا حالياً. وبعد 15 شهراً من رصد أولى الإصابات بالفيروس في مدينة ووهان الصينية، أودى الوباء بما لا يقل عن 2.78 مليون شخص، وفق "فرانس برس".