ناقلات النفط الروسية تواجه مزيداً من التأخير للعبور إلى البحر المتوسط

time reading iconدقائق القراءة - 6
ناقلة نفط تبحر عبر مضيق البوسفور في إسطنبول بتركيا، 6 ديسمبر 2022 - REUTERS
ناقلة نفط تبحر عبر مضيق البوسفور في إسطنبول بتركيا، 6 ديسمبر 2022 - REUTERS
دبي/ إسطنبول- رويترزالشرق

قالت مصادر ملاحية الثلاثاء، إن ما لا يقل عن 20 ناقلة نفط تصطف قبالة تركيا للعبور من موانئ روسيا على البحر الأسود إلى البحر المتوسط تواجه مزيداً من التأخير في الأيام المقبلة مع تسابق المشغلين للامثتال للوائح التأمين الجديدة التي أقرتها تركيا قبيل فرض مجموعة السبع حداً أقصى لسعر النفط الروسي المنقول عبر البحر.

وبدأت ناقلات النفط في التكدس قبالة سواحل تركيا، الاثنين، في اليوم الأول من بدء تطبيق سقف الأسعار على الخام الروسي، مع مطالبة أنقرة بتقديم إثبات جديد على وجود تغطية تأمينية لجميع السفن، وفق ما ذكرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

وورد في التقرير، نقلاً عن وسطاء شحن وتجار نفط وخدمات التعقب بالأقمار الصناعية، أن نحو 20 ناقلة نفط خام كانت تنتظر لعبور المياه التركية الاثنين.

وبدأت دول مجموعة السبع وأستراليا ودول الاتحاد الأوروبي، تطبيق سقف لسعر النفط الخام الروسي المنقول بحراً عند 60 دولاراً للبرميل هذا الأسبوع، وهو أحدث إجراء غربي لمعاقبة موسكو على غزوها أوكرانيا.

ويسمح الاتفاق بشحن النفط الروسي إلى دول أخرى باستخدام ناقلات من دول مجموعة السبع والدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، وشركات التأمين والمؤسسات الائتمانية، إن كانت الشحنة مشتراة عند السقف المحدد لسعر البرميل أو أقل.

وقال تقرير "فاينانشيال تايمز" إنَّ 4 رؤساء تنفيذيين في قطاع النفط قالوا إن تركيا طالبت بإثبات جديد على وجود تغطية تأمينية كاملة لأي سفن تبحر في مضايقها في ضوء الإجراءات، وذلك تحسباً لأي ظرف عند الإبحار عبر المياه التركية أو عند الرسو في موانئها.

ونقل التقرير عن أحد وسطاء الشحن طلب عدم ذكر اسمه قوله إن أول ناقلة وصلت يوم 29 نوفمبر وتنتظر منذ ذلك الحين.

وذكرت وكالة جي.إيه.سي للشحن البحري، الثلاثاء، إن 13 سفينة تنتظر عبور مضيق البوسفور في طريقها باتجاه الجنوب، وجميعها ناقلات نفط، مضيفة أن عشر ناقلات تحمل خاماً لكازاخستان بعد تحميلها في ميناء نوفوروسيسك الروسي.

ورست السفن قرب مضيقي البوسفور والدردنيل، وهما المضيقان اللذان يربطان موانئ روسيا في البحر الأسود بالأسواق العالمية.

وتعبر ناقلات النفط المحملة بملايين البراميل من النفط يومياً من الموانئ الروسية؛ عبر مضيقي البوسفور والدردنيل في تركيا إلى الجنوب نحو البحر الأبيض المتوسط.

تدّخل روسي

ولم ترد وزارة النقل والبنية التحتية التركية فوراً على طلب من وكالة "رويترز" للتعليق، لكن وثيقة أظهرت أنَّ ناقلة نفط عبرت المياه التركية للمرة الأولى منذ عدة أيام، بعد أن قدمت شركة التأمين الروسية إنجوستراخ خطاباً يسمح لها بالعبور، في ظل فرض السلطات التركية لوائح أكثر صرامة.

وقدمت شركة إنجوستراخ الأوراق المطلوبة لعبور ناقلة النفط "فلاديمير تيخونوف" التي ترفع علم ليبيريا، والتي تضمنت التأمين ضد مخاطر التلوث طوال فترة بقائها في المياه التركية، وفقاً لخطاب أصدرته شركة التأمين في 29 نوفمبر، واطلعت عليه وكالة "رويترز".

وأظهرت بيانات تتبع السفن أنَّ الناقلة "فلاديمير تيخونوف" أكملت إبحارها عبر مضيق البوسفور في الثالث من ديسمبر.

كما سمحت السلطات التركية بمرور الناقلات التي تحمل منتجات مكررة مثل البنزين والديزل، إذ لن تبدأ عقوبات الاتحاد الأوروبي على هذه الأنواع من الوقود في السريان حتى فبراير المقبل، وذلك بحسب "فايننشيال تايمز".

إشكاليات التأمين

وتقول الشركات الغربية الرائدة في مجال التأمين على السفن إنها لا تستطيع تقديم غطاء تأميني لجميع الظروف التي قد تحدث بحجة أنها لا يمكن أن تكون مسؤولة عن دفع الاستحقاقات في حال طالت العقوبات إحدى شحنات السفن مثلاً.

واعتبرت المجموعة الدولية لأندية الحماية والتعويض، التي تمثل 13 شركة تأمين متبادلة توفر الغطاء التأميني لحوالي 90% من الشحن العالمي، قالت، الاثنين، إنَّ الطلب التركي "تجاوز بكثير" المعلومات العامة المطلوبة عادة، وفقاً لـ"فاينانشيال تايمز".

وقالت المجموعة في بيان صادر عن أحد أعضائها إنه لم يكن من الممكن لمقدمي الحماية والتعويض ضمان التغطية حتى في حالة انتهاك العقوبات.

وكشف نيك شو، الرئيس التنفيذي للمجموعة، أنه يجري "مناقشات بناءة ومستمرة مع السلطات المعنية لمحاولة حل الوضع".

قلق أميركي

وعلى الرغم من موقف شركات التأمين، إلّا أنَّ مصدراً ملاحياً قال لـ"رويترز": "يبدو أن التغطية الإضافية من (شركات) تأمين الحماية والتعويض الروسية هي السبيل الوحيد لمشغلي الناقلات"، وذلك في ظل إصرار تركيا على مطالبها.

وأضاف المصدر: "سنرى مزيداً من التأخير إذا لم يتمكن المالكون (أو) المشغلون من تقديم الضمانات المطلوبة".

وقال مسؤول بوزارة الخزانة الأميركية إنَّ الولايات المتحدة كانت "على دراية بالكيفية التي يمكن أن تؤدي بها السياسة الجديدة للحكومة التركية إلى تعقيد حركة السفن عبر المضائق التركية".

وأشار المسؤول الأميركي إلى أنَّ بلاده والمملكة المتحدة أثارتا هذه المخاوف خلال نقاشاتهما الأخيرة مع المسؤولين الأتراك.

مواصلة التصدير

وقالت روسيا، الاثنين، إن سقف الأسعار الغربي على نفطها من شأنه زعزعة استقرار أسواق الطاقة العالمية، لكنه لن يؤثر في قدرتها على إكمال ما سمته "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا.

وتعهدت روسيا بمواصلة تصدير نفطها حتى لو انقطعت عن أسواق التأمين الغربية، مشددة على أنها لن تتعامل مع أي دولة تلتزم بالحد الأقصى.

وذكرت "فاينانشيال تايمز" أن روسيا حشدت ما يسمى بـ"أسطول الظل" المكون من أكثر من 100 ناقلة، في محاولة للالتفاف على القيود الغربية على صادراتها النفطية، مشيرة إلى أن هذا الأسطول سيعمل إمَّا بدون تأمين أو من مزودين خارج الدول الغربية. ولكن نفت روسيا تلك التقارير.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات