"من شارع الهرم إلى.." يثير جدلاً في الكويت .. ومطالبات بوقفه

time reading iconدقائق القراءة - 6
هدى حسين في مشهد من مسلسل "من شارع الهرم إلى..." - المكتب الإعلامي لمنصة شاهد
هدى حسين في مشهد من مسلسل "من شارع الهرم إلى..." - المكتب الإعلامي لمنصة شاهد
بيروت- رنا نجار

أثار  مسلسل  "من شارع الهرم إلى.."، جدلاً واسعاً خلال الأيام القليلة الماضية في الكويت، خصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر قطاع كبير من الجمهور الكويتي، أن "هناك جرأة في طرح القضايا مثل تعدّد الزوجات، واللاجئين، واستغلال المرأة الضعيفة" بالإضافة إلى قضايا أخرى.

وناشد قطاع من الجمهور، بضرورة وقف عرض المسلسل، من خلال إطلاق هاشتاج "مسلسلات الفسق والمجون"، مبررين بأن العمل يُسيء لعادات وتقاليد المجتمع الكويتي وأخلاقياته.

المسلسل الذي يعرض في موسم دراما رمضان، يضم ممثلين من جنسياتٍ عربية وخليجية مختلفة، منهم العراقية هدى حسين، والسعودي خالد البريكي، والمصرية نور الغندور، واللبنانية ليلى عبد الله، والكويتيين أحمد إيراج، ومحمد الرمضان، وخالد الشاعر، وناصر الدوسري، والممثلة السورية روعة السعدي، وهو من تأليف الكويتية هبة مشاري حمادة، وإخراج السوري المثنى صبح.

وتدور أحداث المسلسل، حول طبيبة نسائية بارعة، ووالدة متحكّمة، وحاكمة تضع قوانين مملكتها الخاصة في العمل والمنزل وتطالب الجميع بالتنفيذ، حتى تنقلب حياتهم رأساً على عقب عندما تتعرّف راقصة مصرية على أحد الأبناء وتضطر للمكوث في المنزل، بعد إحياء حفل زفاف واحد من العائلة، هذه الحادثة تكشف كثير من الأسرار والمشكلات الحياتية اليومية والاجتماعية والدينية الفقهية والمهنية.

موقف رسمي

وأكدت وزارة الإعلام الكويتية، أن مسلسل "من شارع الهرم إلى.."، من إنتاج شركة غير كويتية، ولم يتمّ إجازة العمل من الأساس، كما أنه يُصور ويُعرض عبر منصة خارج البلاد.

وأوضحت الوزارة في بيان صحافي، أن "وزير الإعلام والثقافة الدكتور حمد ‏روح الدين، طلب التحقيق فيما إذا تم تصوير أي مشاهد داخل الكويت دون الحصول ‏على ترخيص مسبق، مما يشكل مخالفة للقانون واللوائح المنظمة لإنتاج الأعمال ‏الفنية داخل البلاد".‏

كما صرّح وكيل وزارة الإعلام الكويتية سعود الخالدي، لصحيفة "الرأي" الكويتية، أن "وزير الإعلام وجه جميع ‏قطاعات الوزارة بعدم التعاقد أو استضافة أي من المشاركين في المسلسل المثير ‏للجدل، الذي يعرض على إحدى القنوات الفضائية".

وأشار إلى أنه "سيتم اتخاذ ‏الإجراءات ‏لمحاسبة كل من شارك في العمل من موظفي الوزارة دون ‏إذن رسمي".

وفي المقابل، رفض كلّ من المنتج اللبناني جمال سنّان، والممثلة هدى حسين، التعليق على الجدل المثار حول العمل، مؤكدين لـ"الشرق"، أن "المسلسل ناجح، ومن ضمن الأعمال الأكثر مشاهدة في شهر رمضان، وهذا يكفي".

أزمات متلاحقة

ومن جهته، استعرض الناقد الفني في الكويت سعدالله محفوظ، الأزمات التي واجهها هذا المسلسل، منذ طرح الإعلان التشويقي له قبل حلول شهر رمضان، إذ خرجت مطالبات من قبل الجمهور المصري بوقف عرض العمل، معتبرين أنه يُسيء للمرأة هناك ويُظهرها بشكلٍ غير أخلاقي.

وأضاف أن "المسلسل تغيّر اسمه، بعد حذف اسم مدينة المسايل منه، وهي منطقة راقية في العاصمة الكويتية، حيث فُهم بطريقة خاطئة وكأنه يتناول بنات الهوى وقضايا غير أخلاقية".

وتابع أن الحلقة الـ7، أثارت موجة غضب كبيرة، ما اضطرت منصة "شاهد" لحذفها قبل أن تعاود رفعها مجدداً بعد حذف المشهد محل الأزمة، والذي ظهرت فيه الممثلة ليلى عبد الله التي تجسّد دور "لبنى"، داخل الحمّام وتخلع ملابسها.

وأشار إلى مشهد آخر، أثار جدلاً واسعاً، جمع بين الممثل أحمد إيراج وزوجته في المسلسل (ليلى عبد الله)، حيث طلب منها ارتداء "بيكني" لإبراز عمليات النحت والتنحيف التي أجراها لها، كونه طبيب تجميل.

وقبل ساعات، وُجهت اتهامات للمسلسل، بممارسة العنصرية تجاه اللاجئات السوريات، إثر عرض مشهد يقول فيه أحد أبناء الدكتورة عبلة، بأنه تزوج من لاجئة سورية لإشفاقه عليها وإنقاذها من الجوع والبرد.

خطوط حمراء

ويعتبر سعد الله محفوظ، أن "هذا الجدل مبالغ فيه، خاصة وأن المسلسل يتناول واقع اجتماعي وحياتي من زاوية واحدة، ولا يجوز تحميله قضايا العنصرية والتحيّز وإهانة أي فئة معينة".

وقال لـ"الشرق": "هذا نصّ تخيلي، يحكي وجهة نظر الكاتبة، وهو اقتباس من جزئيات في الحياة ولا تدّعي الكاتبة أن نصّها يمثّل كل فئات المجتمع وأطيافه"، لافتاً إلى أن غالبية أعمال الكاتبة هبة حمادة "تتميز بالجرأة في التناول والطرح، وتلامس الخطوط الحمراء غير المعتاد عليها الجمهور".

وأشار إلى أن " هناك قصصاً كثيرة يتناولها المسلسل موجودة في المجتمع الكويتي، وفي كثير من المجتمعات العربية، منها الفساد الطبي، والاستغلال التجاري للحالات الانسانية، وتسليع المرأة".

"تيارات متطرفة"

ويرى الناقد الفني، أن "الهجوم على المسلسل، يأتي من قبل مؤيدي التيارات الدينية المتطرفة، التي لا تريد التطرق إلى مسألة تعاطي هؤلاء في يومياتهم مع واقع الأزمات الحياتية، مثل الزواج والطلاق واستغلال المرأة الضعيفة وفق مفهوم ديني متطرف".

وأوضح أن "الممثل محمد الرمضان، يُمثل هذا التيار المتطرف داخل المسلسل، حيث يُجسد شخصية جراح يُدعى نزار، متعدّد الزواج ويتيح لنفسه ما تمليه عليه مصلحته، سواء مع النساء أو في الأمور السياسية، إذ ينوي الترشّح للانتخابات النيابية ويعتمد مبدأ المبررات تُبيح المحظورات"، موضحاً أن "هذه الشخصية فجّة وتحرج الإسلاميين".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات