ملك الأردن يشدد على صون مؤسسات الدولة وإبعادها عن التجاذبات

time reading iconدقائق القراءة - 4
ملك الأردن عبد الله الثاني خلال افتتاح دورة سابقة للبرلمان  -  Getty
ملك الأردن عبد الله الثاني خلال افتتاح دورة سابقة للبرلمان - Getty
دبي-الشرق

دعا ملك الأردن عبد الله الثاني، مجلس الأمة الأردني، إلى إقرار قانوني الانتخاب والأحزاب والتعديلات الدستورية، للوصول إلى "حاضنة للحياة الحزبية وتشكيل برلمانات المستقبل"، مطالباً الأحزاب السياسية بوضع برامج قابلة للتطبيق لخدمة مصالح المواطنين، ومشدداً على سيادة القانون على الجميع دون محاباة أو تمييز.

وقال الملك في خطاب العرش في افتتاح أعمال الدورة العادية لمجلس الأمة الأردني التاسع عشر، إن "التجارب أثبتت من حولنا أن الانتقال ضمن برامج واضحة هو الطريق الآمن لتحقيق التحديث المطلوب حفاظاً على المكتسبات وحماية للاستقرار".

وشدد على أن المملكة عازمة على السير في هذا المجال "دون تأخير لتعزيز مصادر قوة الدولة"، وأن المملكة "لن تسمح بإعاقة العمل الحزبي أو التدخل فيه من أي جهة كانت".

تحديث المنظومة السياسية

وأشار في خطابه إلى جهود تحديث المنظومة السياسية قائلاً: "شهدنا خلال الشهور الماضية جهوداً كبيرة لتحديث المنظومة السياسية ضمن إطار أشمل لتحديث اقتصادي وإداري تعمل الحكومة على إنجازه، ولابد من التأكيد على ضمان سيادة القانون على الجميع دون تمييز أو محاباة."

وقال مخاطباً أعضاء مجلس الأمة: "عليكم مناقشة وإقرار قانوني الانتخاب والأحزاب السياسية والتعديلات الدستورية التي قدمتها الحكومة للمجلس بهدف الوصول لبيئة حاضنة للحياة الحزبية لتشكيل برلمانات المستقبل بحيث يكون لشباب والمرأة دور بارز فيها".

وشدد على أن عملية التحديث لا تقتصر على حزمة القوانين والتشريعات وحسب، بل هي عملية تطور اجتماعي وثقافي بالأساس.

وقال إن ضمان التحول لبرلمان حزبي يعني أن "أمامنا عمل كبير لتطوير أحزاب تستند إلى برامج قابلة للتطبيق وتخدم مصالح المواطنين وتحقق مشاركة فاعلة ومنتجة على جميع المستويات الوطنية والمحلية".

وطالب القوى السياسية والأحزاب بالنهوض بدورها ومسؤولياتها لتحقيق ذلك، وقال إن التشريعات المقترحة لها أصل دستوري، وتشمل ضمانات للعمل الحزبي الذي "لن نسمح بإعاقته أو التدخل فيه من أي جهة كانت".

وقال إنه في إطار التحديث يجب الحرص على صون مؤسسات الدولة السياسية والدينية والتعليمية والرقابية من التجاذبات الحزبية "لتبقى درعاً للوطن والمواطنين من دون تسييس أو تحزيب وفي حماية الدستور ونصوصه".

وأضاف: "أؤكد على ضرورة التعاون بين جميع السلطات وفي إطار الفصل المرن الذي حدده الدستور للمضي قدماً في مسارات التحديث والتطوير".

التعافي من كورونا

وأشار إلى أن الإصلاح الإداري والاقتصادي يهدف للتعافي من ظروف أزمة كورونا وبناء أسس راسخة لشراكة بين القطاعين العام والخاص. وقال: "حان الوقت للارتقاء بوطننا إلى مراتب متقدمة تجعل الأردنيين يزدادون فخراً بانتمائهم للوطن العظيم".

وقال: "أكملت الدولة 100 عام من عمرها المجيد، يحميها دستور عصري متقدم، ستبقى عصية على عبث العابثين وأطماع الطامعين".

وشدد على أن قوة الأردن، عمادها الأمن والاستقرار، مضيفاً: "وطننا يحميه جيش عربي وأجهزة أمنية محترفة ولهم منا باسم كل الأردنيين تحية الاعتزاز والتقدير والاحترام للعاملين منهم والمتقاعدين".

دولة فلسطينية

وأشار إلى تضحيات الجيش الأردني، في دفاعه عن فلسطين. وقال: "هذا هو الجيش العربي الذي ظل وفياً لاسمه وشعاره وسطر أعظم صور البطولة دفاعاً عن فلسطين، وما زالت دماء شهدائهم تعطر ترابها وترسم منارات تضحية شجاعة على أسوار القدس التي تعيش في ضمير الهاشميين ووجدانهم منذ مئات السنين".

وقال إن الأردن قدم للقضية الفلسطينية "ما لم يقدمه أحد غيره، وهذا واجبنا.

وشدد على أن الأردن سيظل الأردن إلى جانب أشقاءه الفلسطينيين حتى يستعيدوا حقوقهم الكاملة ويقيموا دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني.

وأضاف: "أما الوصاية الهاشمية، فهي أمانة أتشرف بحملها، لحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. وهذا التزام منا بمبادئنا وتاريخنا وإرثنا الهاشمي، وتجسيد لإرادتنا الحرة وقرارنا الوطني، الذي لا نسمح لأحد أن يتدخل فيه أو يساومنا عليه".