"متلازمة هافانا" تضرب 5 عائلات أميركية في كولومبيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
مبنى السفارة الأميركية في العاصمة الكوبية هافانا - 12 أغسطس 2015 - REUTERS
مبنى السفارة الأميركية في العاصمة الكوبية هافانا - 12 أغسطس 2015 - REUTERS
دبي-الشرق

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن 5 عائلات أميركية على الأقل في سفارة الولايات المتحدة بكولومبيا، أصيبت بالمرض العصبي الغامض المعروف بـ"متلازمة هافانا"، في أحدث هجوم من نوعه يستهدف بعثات دبلوماسية أميركية في الخارج. 

ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين، أن السفير الأميركي لدى كولومبيا فيليب جولدبرج، أرسل رسائل بالبريد الإلكتروني إلى موظفي السفارة، تعهد فيها بأن تتعامل وزارة الخارجية مع هذه القضية "بجدية وموضوعية وحساسية".

وأشار السفير في رسائله إلى أن المسؤولين الأميركيين يعملون على تحديد نطاق تلك المشكلة في السفارة، التي تعد أحد أهم المنشآت الدبلوماسية للولايات المتحدة.

وتعد السفارة مترامية الأطراف، وهي واحدة من أكبر السفارات التابعة للولايات المتحدة في العالم، منشأة غنية بالأهداف لعملاء الاستخبارات ونشطاء مكافحة المخدرات، إضافة إلى دورها في دعم عمال الإغاثة والتنمية والدبلوماسيين، بحسب الصحيفة.

"حادث صحي غير مبرر"

وقالت الصحيفة إنه تم تنبيه موظفي السفارة في البداية إلى "حادث صحي غير مبرر" عبر البريد الإلكتروني في منتصف سبتمبر.

وفي رسالة بريد إلكتروني لاحقة ، بتاريخ 1 أكتوبر، تم إبلاغهم بأن مكتب الأمن الإقليمي يحقق في "حوادث صحية غريبة إضافية"، وهو المصطلح الذي تستخدمه الحكومة الأميركية لتوصيف "متلازمة هافانا".

ونقلت الصحيفة عن العديد من المسؤولين، أنه تم الإبلاغ عن حالتي إصابة في البداية عندما علم مسؤولو السفارة لأول مرة بوقائع محتملة، لكن يعتقد الآن أن العديد من الأشخاص قد تأثروا. وقال مسؤول أميركي، إن عائلة واحدة على الأقل نُقلت جواً خارج البلاد لتلقي العلاج، وقد ازدادت المخاوف في الأيام الأخيرة.

كما نقلت عن دبلوماسي أميركي سابق رفيع المستوى على دراية بالمتلازمة، قوله إن بعض الأميركيين الذين اشتكوا من تلك الأعراض في كولومبيا ،يعملون في مجال الاستخبارات.

وتأتي هذه التطورات قبل أيام من زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن المتوقعة لكولومبيا. وقال العديد من المسؤولين إن زيارة بلينكن المتوقعة إلى بوجوتا الأسبوع المقبل، ستكون جزءاً من جولة سريعة في أميركا اللاتينية. ورفضت السفارة الأمريكية في بوجوتا التعليق.

كما رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس التعليق على تقارير عن حالات الإصابة بمتلازمة هافانا في بوجوتا، مستشهداً بالخصوصية.

وقال برايس إن وزارة الخارجية تعمل على ضمان حصول جميع الأفراد على "الرعاية العاجلة التي يحتاجونها"، عندما يعتقدون أنهم يعانون من هذه الأعراض.

 "هجمات طاقة موجهة"

تحقيق للحكومة الأميركية في أعراض "متلازمة هافانا"، كشف عن أدلة جديدة على أن الأعراض ناتجة عن "هجمات طاقة موجهة"، حسبما أفادت مجلة "بوليتيكو".

وقالت المجلة الأميركية في تقرير، السبت، إنه "خلال الاجتماعات المغلقة، تتزايد ثقة المشرعين في أن روسيا أو حكومة أجنبية معادية أخرى تقف وراء الهجمات المشتبه بها، بناءً على إحاطات إعلامية دورية من مسؤولي الإدارة، على الرغم من أنه لا يوجد حتى الآن دليل دامغ يربط الحوادث بموسكو".

ونقلت عن مسؤول حالي وآخر سابق لديهما معرفة مباشرة بالمسألة، قولهما إن مجلس الأمن القومي عقد مؤخراً اجتماعات متكررة رفيعة المستوى بشأن هذه المسألة، في مؤشر على تسارع وتيرة تحقيق الحكومة.

وذكرت عضوة مجلس الشيوخ الجمهورية عن ولاية مين، سوزان كولينز، التي كانت تقود حملة الضغط من أجل الحصول على إجابات في الكابيتول: "حدثت هجمات إضافية جديدة، وهو أمر يبعث على القلق الشديد".

وأضافت: "هذا الأمر يؤخذ على محمل الجد الآن، وهذا يُعزى إلى مدير وكالة الاستخبارات المركزية (وليام بيرنز) الذي كلّف أشخاصاً ذوي كفاءات عالية للعمل عليه".

بينما أعرب السيناتور الجمهوري ماركو روبيو نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، عن أمله في إحراز بعض التقدم لأنها "مشكلة تتصاعد"، قائلاً: "هذا ليس شيئاً حدث في الماضي، إنه شيء حدث ولا يزال مستمراً".

في المقابل، أكد مسؤول في إدارة الرئيس جو بايدن، أن التحقيق مستمر ولم يتوصل بعد إلى نتائج محددة.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه: "نحن عازمون على الوصول إلى حقيقة هذا الأمر بأسرع ما يمكن. دوائر الاستخبارات تدرس بنشاط مجموعة من الفرضيات، لكنها لم تتخذ أي قرار بشأن سبب هذه الحوادث أو من المسؤول".

"متلازمة هافانا"

وتحظى هذه الظاهرة باهتمام رفيع المستوى، إذ واصل مسؤولون حكوميون الإبلاغ عن حوادث في بلدان عبر أوروبا وآسيا وإفريقيا وأميركا الجنوبية على مدار العام.

وكان أبرز هذه الحوادث إرجاء رحلة نائبة الرئيس كامالا هاريس في أغسطس الماضي، من سنغافورة إلى فيتنام لأكثر من 3 ساعات، عندما أبلغ العديد من الموظفين الأميركيين عن أعراض تتفق مع "متلازمة هافانا" في هانوي.

وفي سبتمبر الماضي، أبلغ أحد أعضاء فريق بيرنز عن أعراض مماثلة، واضطر لتلقي رعاية طبية خلال رحلة مدير الوكالة إلى الهند، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية.

وكانت مجلة "بوليتيكو" أشارت لأول مرة في مايو الماضي، إلى أن مسؤولين أميركيين يعتقدون أن "وحدة تجسس روسية محترفة، كانت تقف وراء الأحداث".

وعلى الرغم من أن بيرنز ومشرعين مطلعين على هذه المسألة، أشاروا بشكل علني إلى الحوادث على أنها هجمات، لا يزال بعض المسؤولين متشككين في النظرية السائدة، ووصف بعض أطباء الأعصاب البارزين هذا التفسير بأنه "غير قابل للتصديق".

اقرأ أيضاً: