بوتين: سنستخدم النووي في هذه الحالة.. وواشنطن ترد: "استخفاف وغير مسؤول"

time reading iconدقائق القراءة - 8
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يترأس اجتماعاً مع أعضاء مجلس الأمن عبر مكالمة هاتفية في مقر إقامة نوفو أوجاريوفو الحكومي، خارج موسكو. 6 ديسمبر 2022 - AFP
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يترأس اجتماعاً مع أعضاء مجلس الأمن عبر مكالمة هاتفية في مقر إقامة نوفو أوجاريوفو الحكومي، خارج موسكو. 6 ديسمبر 2022 - AFP
موسكو/برلين/ دبي- الشرقأ ف ب

أقرّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، بأن النزاع في أوكرانيا "طويل الأمد"، ملمحاً في الوقت نفسه إلى أنه لن يستخدم السلاح النووي "إلّا رداً على هجوم من هذا النوع"، فيما علّقت واشنطن على تصريحات بوتين بأن "أي استخفاف في الحديث عن الأسلحة النووية غير مسؤول على الإطلاق".

وقال بوتين خلال اجتماع متلفز مع المجلس الروسي للمجتمع المدني وحقوق الإنسان، القريب من الكرملين "لم نصبح مجانين، نعلم ما هي الأسلحة النووية"، مبرراً مرة ثانية الهجوم الذي أطلقه قبل أكثر من تسعة أشهر ضد الأراضي الأوكرانية.

وأضاف: "في ما يتعلق بالعملية الطويلة لنتائج العملية العسكرية الخاصة، فهي بالطبع عملية طويلة".

وفي رده إلى أحد المتحدثين، قال بوتين "ظهرت أراضٍ جديدة" وهذا يُعد "نتيجة مهمة بالنسبة إلى روسيا". وأوضح: "أصبح بحر آزوف بحراً داخلياً، وهذا أمر جدي" في إشارة إلى البحر المتاخم لروسيا ولجنوب شرق أوكرانيا التي باتت تسيطر عليه موسكو بالكامل.

من جانب آخر، أعلن بوتين في سبتمبر عن ضم أربع مناطق أوكرانية أخرى رغم أن السيطرة الروسية عليها ليست سوى جزئية، فيما تجري معارك بشكل شبه يومي.

هذا الشهر، اضطر الجيش الروسي إلى الانسحاب من خيرسون، عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، تلاه التراجع في سبتمبر من شمال شرق أوكرانيا.

ولطالما نفى الكرملين أن هجوم روسيا على أوكرانيا يهدف إلى احتلال مناطق جديدة، مؤكداً أنه يريد الدفاع عن السكان الناطقين بالروسية، وإنهاء التحالف بين كييف والغرب الذي ترى فيه روسيا تهديداً.

حرب نووية

بعد عدّة تهديدات صدرت عن مسؤولين روس في الأشهر الماضية، ألمح بوتين، الأربعاء، الى أن موسكو لن تستخدم السلاح النووي إلّا رداً على هجوم من هذا النوع.

وقال الرئيس الروسي: "نعتبر أسلحة الدمار الشامل، السلاح النووي، بمنزلة وسيلة دفاع. (اللجوء إليها) يستند إلى ما نسميه الرد انتقاماً: إذا تعرضنا لضربة، نضرب رداً على ذلك".

لكنه كشف أن "التهديد بحرب نووية يتزايد" نظراً للمواجهة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، محملاً الأميركيين والأوروبيين مسؤولية ذلك.

وخلال الاجتماع، تطرق بوتين إلى قرار تعبئة 300 ألف من جنود الاحتياط المدنيين، مشيراً إلى أن روسيا نشرت نصفهم فقط في أوكرانيا.

وأوضح بوتين: "من بين 300 ألف من مقاتلينا الذين تمت تعبئتهم ورجالنا والمدافعين عن الوطن، يوجد 150 ألفاً في منطقة العمليات"، مضيفاً أن 77 ألفاً منتشرون بشكل مباشر في مناطق القتال. وما زال الآخرون في طور التدريب في روسيا.

وكان الإعلان عن التعبئة أثار موجة نزوح للروس نحو الخارج، وكشف عن مشاكل التجهيز الخطيرة التي يواجهها الجيش. وتعهد بوتين مجدداً الأربعاء بأنه لن تكون هناك موجة ثانية من التعبئة.

وتابع: "الأسلحة النووية الأميركية موجودة بأعداد كبيرة في القارة الأوروبية. نحن لم نقدم سلاحاً نووياً لأحد، ولن نقدمه، لكن بالطبع سنحمي حلفاءنا بكل الوسائل المتاحة لدينا، إذا تطلب الأمر". 

وزاد: "الولايات المتحدة، وليس روسيا، هي من نشرت ما يسمى بالأسلحة النووية التكتيكية في دول أخرى، وفق ما أوردته وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء.

وأشار إلى أن "العملية العسكرية الخاصة" نشأت فقط، لأن "لا فرصة أخرى أمام روسيا لحل قضية دونباس سلمياً"، موضحاً أن العملية قد تكون "طويلة"، لافتاً إلى أن ذلك استخدم "كذريعة لإثارة المشاعر المعادية لروسيا ومعاداتنا".

وشدد الرئيس الروسي على أنه "لا يوجد شيء يثير الدهشة هنا من وجهة نظر التاريخ، فقد صادفت روسيا في كثير من الأحيان مؤامرات من هذا النوع"، مؤكداً أن الحرب في دونباس "لم تبدأ من قبل روسيا، ولكن من قبل أولئك الذين وصلوا إلى السلطة في أوكرانيا".

"مصالح روسيا"

وقال بوتين في هذا الصدد: "بدأت الحرب في دونباس، ليس من جانبنا، ولكن في عام 2014 بعد الانقلاب في أوكرانيا، وقد بدأتها السلطات الأوكرانية حينها، التي دخلت أروقة هذه الحكومة".

وكرر أن العملية هدفها "حماية الأشخاص الذين تعرضوا للتنمر والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف لمدة 8 سنوات"، مضيفاً أنه يخطط لـ"تقديم جميع مجرمي الحرب المسؤولين عن جرائم دموية ضد المدنيين في دونباس إلى العدالة".

وشدد الرئيس الروسي على أن روسيا "ستواصل الكفاح من أجل مصالحها الوطنية، وأنها ستفعل ذلك بالوسائل المختلفة، السلمية أولاً، وإن لم تفلح فبكل الوسائل المتاحة".


 وتابع: "لقد قلتم إنهم يتعاملون مع شعب دونباس كأنهم أناس من الدرجة الثانية. أود أن أشير لمن يجب عليه متابعة حقول الإنسان".

وأضاف: "لقد قلت منذ قليل لأي هدف تم إنشاء غالبية ما تسمى بالمنظمات الحقوقية الغربية، بالنسبة لهم فإن البشر ليسوا ذوي أهمية إطلاقاً. إنهم يعتبرون روسيا دولة من الدرجة الثانية، وليس لها حق في الوجود".

ميدانياً، تواصل القصف الأربعاء مع سقوط ستة مدنيين وإصابة خمسة في ضربة روسية على مدينة كوراخوفي التي تبعد 50 كيلومتراً غرب دونتيسك في شرق أوكرانيا، حيث يتركز القسم الأكبر من المعارك حالياً.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن "الإرهابيين هاجموا مدينة خوراكوفي المسالمة. تعرضت سوق ومحطة حافلات ومحطات وقود ومبانٍ سكنية لضربات. سقط 6  مدنيين على الأقل وأصيب خمسة بجروح"، واصفاً القوات الروسية بأنها "غير إنسانية".

واشنطن: بوتين "يستخف" بالنووي

من جانبها، اتهمت الولايات المتحدة بوتين "بعدم المسؤولية" بعد تصريحاته عن مخاطر اللجوء إلى الأسلحة النووية في النزاع في أوكرانيا.

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الرد مباشرة على بوتين، لكنه قال إن "أي استخفاف في الحديث عن الأسلحة النووية غير مسؤول على الإطلاق"، وذلك بعد أن صرّح الرئيس الروسي بأن بلاده لن تستخدم الأسلحة النووية إلّا "رداً" على ضربة معادية من هذا النوع على أراضيها.

وأضاف برايس أن القوى النووية في أنحاء العالم، بما في ذلك الصين والهند والولايات المتحدة وروسيا نفسها، كانت واضحة منذ الحرب الباردة في أن "الحرب النووية لا يجب خوضها أبداً ولا يمكن كسبها أبداً".

وتابع: "نعتقد أن أي خطاب آخر - سواء كان تهديداً نووياً أو حتى إثارة شبح استخدام أسلحة نووية تكتيكية، يعد أمراً خطيراً ويتعارض مع روح ذلك البيان الذي كان في صميم نظام منع الانتشار النووي منذ الحرب الباردة".

ولا تتبنى الولايات المتحدة ولا روسيا، أكبر قوتين نوويتين، سياسة عدم المبادرة باستخدام الأسلحة النووية.

وخلصت مراجعة أخيرة لموقف الولايات المتحدة أجراها الرئيس جو بايدن إلى أن الأسلحة النووية يجب ألا تستخدم إلا في "ظروف قصوى".

شولتز: الخطر تضاءل

فيما اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتز في مقابلة نشرت، الخميس، أنّ خطر لجوء موسكو إلى السلاح النووي في غزوها لأوكرانيا تضاءل لأنّ المجتمع الدولي "رسم خطاً أحمر" لروسيا.

وقال شولتز في مقابلة مع وسيلتي إعلام "فونكي" الألمانية و"ويست فرانس" الفرنسية، إنّ "أمراً واحداً تغيّر في الوقت الراهن: لقد توقّفت روسيا عن التهديد باستخدام السلاح النووي"، معتبراً أنّ هذا التراجع هو نتيجة لواقع أنّ المجتمع الدولي، ومن ضمنه الصين، "رسم خطاً أحمر" لموسكو بشأن تهديدها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات