بكين تريد تجنّب العقوبات الأميركية.. وتكرّر نفيها تسليح موسكو

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الخارجية الصيني وانج يي يتوسط وزير الدفاع وي فنجي، ووزير الأمن العام تشاو كيجي في مقر البرلمان ببكين - 4 مارس 2022 - REUTERS
وزير الخارجية الصيني وانج يي يتوسط وزير الدفاع وي فنجي، ووزير الأمن العام تشاو كيجي في مقر البرلمان ببكين - 4 مارس 2022 - REUTERS
دبي- الشرق

أعلنت بكين أنها تريد تجنّب التأثر بالعقوبات التي فرضتها الدول الغربية على موسكو، بعد غزوها أوكرانيا، إثر تسريب معلومات في وسائل إعلام غربية، أفادت بأن الصين مستعدة لتزويد روسيا بأسلحة، بما في ذلك مسيّرات وصواريخ أرض-جو، لدعم مجهودها الحربي.

ووصفت بكين هذه التقارير بأنها "معلومات مضلّلة"، فيما نفت موسكو أن تكون طلبت مساعدة صينية، معتبرة أن لديها موارد كافية لكسب الحرب، كما أفادت "بلومبرغ".

ووَرَدَ في بيان أصدرته السفارة الصينية في لندن: "تنشر الولايات المتحدة مرات معلومات مضلّلة خبيثة ضد الصين، بشأن قضية أوكرانيا. الصين تؤدي دوراً بناءً في تعزيز محادثات السلام. الأولوية القصوى الآن هي تخفيف حدة الوضع بدلاً من سكب الوقود على النار، والعمل من أجل تسوية دبلوماسية بدلاً من تصعيد الوضع على نحو أكبر"، بحسب وكالة "رويترز".

لقاء روما

في غضون ذلك، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤولة أميركية بارزة، قولها إن "تحيّز" الصين لروسيا "مقلق جداً"، وذلك بعد لقاء في روما دام 7 ساعات، الاثنين، بين مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان وأبرز الدبلوماسيين الصينيين يانج جيتشي، ناقشا خلاله الحرب في أوكرانيا وملفات أمنية أخرى، لكنه لم يساهم في خفض التوتر بشأن الغزو الروسي.

ووصفت المسؤولة هذا اللقاء بأنه "مكثف" و"صريح جداً"، مؤكدة أنه كان قيد التحضير منذ ديسمبر 2021. وأصدر البيت الأبيض بياناً، ورد فيه أن المسؤولَين أجريا "نقاشاً جوهرياً عن حرب روسيا على أوكرانيا"، وشددا على "أهمية الحفاظ على قنوات تواصل مفتوحة بين الولايات المتحدة والصين".

وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) ذكرت الثلاثاء أن النقاش في روما ركّز على كيفية عودة العلاقات الثنائية إلى "مسارها الصحيح". وأضافت أن يانج انتقد الإدارة الأميركية، نتيجة عدم التزامها بـ"مبدأ صين واحدة"، الذي تعتبر بكين أنه يعترف بسيادتها على تايوان.

وفي بيان منفصل حول أوكرانيا نقلته وسائل إعلام رسمية صينية، كرر يانج خلال الاجتماع دعوات بكين لتسوية سلمية للأزمة، مع اعتراف بمبرّرات روسيا للحرب. كما أدان ما وصفه بـ"تشويه" موقف الصين من الصراع، كما أوردت صحيفة "فايننشال تايمز".

"الصين ليست طرفاً في الأزمة"

وزير الخارجية الصيني وانج يي، قال لنظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس في اتصال هاتفي الاثنين: "الصين ليست طرفاً في الأزمة، ولا تريد أن تمسّها العقوبات. للصين الحق في حماية حقوقها ومصالحها المشروعة". وأضاف: "تعارض الصين دائماً استخدام العقوبات لتسوية المشكلات، وتعارض بشكل أكبر العقوبات الأحادية التي لا تستند إلى أساس في القانون الدولي، وتقوّض القواعد الدولية وتمسّ معيشة الناس في كل البلدان"، وفق "بلومبرغ".

وأشارت الوكالة إلى تزايد المخاوف لدى مستثمرين، من أن تواجه شركات صينية عقوبات أميركية، بعدما ذكر مسؤولون أميركيون أن موسكو طلبت مساعدة عسكرية ومالية من بكين. وأضافت أن الولايات المتحدة حذرت حلفاءها الأوروبيين، من أن روسيا طلبت من الصين طائرات مسيّرة مسلّحة، في أواخر فبراير، بعد بدء غزوها لأوكرانيا.

ونبّه مسؤولون أميركيون الصين مرات إلى وجوب الامتناع عن مساعدة روسيا في التهرّب من العقوبات، لكن وزيرة التجارة الأميركية، جينا ريموندو، قالت الأسبوع الماضي إنه لا دليل على تخطيط أي شركات صينية لمساعدة موسكو في الالتفاف على القيود الأميركية.

5 تجهيزات عسكرية

في السياق ذاته، أوردت "فايننشال تايمز" أن الولايات المتحدة أبلغت حلفاءها أن الصين أبدت استعدادها لتقديم مساعدة عسكرية لروسيا، بعدما طلبت 5 معدات، هي صواريخ أرض-جو، ومسيّرات، ومعدات متعلّقة بالاستخبارات، وعربات مصفحة ومركبات تُستخدم في الخدمات اللوجستية والدعم.

وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولاً بارزاً في الإدارة الأميركية اعتبر أن تقريرها بشأن قائمة المعدات، ليس دقيقاً.

ورفض مسؤول دفاعي أميركي بارز الكشف عن دعم عسكري محتمل قدّمته بكين لموسكو، مستدركاً أن وزارة الدفاع الأميركية تراقب الوضع "عن كثب". وقال: "إذا اختارت الصين دعم روسيا مادياً في هذه الحرب، فيُحتمل أن تكون هناك عواقب بالنسبة إليها". وأضاف: "رأينا الصين تمنح بشكل أساسي موافقة ضمنية على ما تفعله روسيا، من خلال رفضها الانضمام إلى العقوبات، ولوم الغرب والولايات المتحدة على المساعدة التي نقدّمها لأوكرانيا، والادعاء بأنهم يريدون نتيجة سلمية ولكنهم في الأساس لا يفعلون شيئاً لتحقيقها"، بحسب "فايننشال تايمز".

"يأس موسكو"

ونقلت الصحيفة عن إريك سايرز، وهو خبير في الشؤون الأمنية لآسيا في "معهد أميريكان إنتربرايز"، قوله إن قائمة المعدات التي طلبتها روسيا "صادمة" و"تشي بيأس موسكو". وأضاف: "إذا سلّمت بكين أي شيء (موجود) على القائمة، أتوقّع دفعاً قوياً من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) لفرض عقوبات وضوابط تصدير، تركّز على الجيش الصيني، لكن هذه ستكون البداية فقط".

وأشارت "بلومبرغ" إلى تحالف الصين وروسيا ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وسيطرتها على النظام المالي العالمي.

واستدركت أن ثمة تصدعات في علاقات موسكو وبكين، منذ غزو أوكرانيا، إذ أعرب مسؤولون صينيون عن قلقهم بشأن الخسائر في الأرواح بين المدنيين، وأقرّوا بسيادة أوكرانيا وعزّزوا نشاطاً دبلوماسياً مع دول أوروبية، داعين إلى إجراء محادثات سلام لتسوية النزاع.

واعتبرت الوكالة أن الرئيس الصيني شي جين بينج، لن يكسب الكثير سياسياً من حرب مديدة، تعكّر أسواق المال والسلع. وأضافت أن بكين تحتاج أيضاً إلى علاقات جيدة مع واشنطن وشركائها، من أجل تحقيق أهدافها الاقتصادية، لا سيّما بعدما سجّل نموّ الاقتصاد الصيني أبطأ وتيرة منذ أكثر من 3 عقود. وشكّلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أكثر من ربع إجمالي تجارة الصين في عام 2020، مقارنة بـ 2.5٪ لروسيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات