بكين تفرض عقوبات على بومبيو و27 مسؤولاً في إدارة ترمب

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو - AFP
وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو - AFP
دبي-وكالات

أعلنت الصين الأربعاء فرض عقوبات على نحو 28 مسؤولاً في إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، من بينهم وزير الخارجية مايك بومبيو، بدعوى انتهاكهم "سيادتها".

وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان صدر بينما كان جو بايدن ينصب رئيساً في واشنطن: "قررت الصين فرض عقوبات على 28 شخصاً انتهكوا بشكل خطير السيادة الصينية".

وأضافت، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس): "على مدى السنوات القليلة الماضية، قام بعض السياسيين المناهضين للصين في الولايات المتحدة، بدافع مصالحهم السياسية الأنانية والتحيز والكراهية ضد الصين وعدم إبداء أي اعتبار لمصالح الشعبين الصيني والأميركي، بالتخطيط لسلسلة من الخطوات المجنونة والترويج لها وتنفيذها".

ولفتت إلى أن هذه التصرفات "تدخلت بشكل خطير في الشؤون الداخلية للصين وقوضت مصالحها وأساءت إلى شعبها وأضرّت بالعلاقات الصينية-الأميركية بشكل خطير".

وبالإضافة إلى بومبيو، يشمل القرار مستشار ترمب التجاري بيتر نافارو، ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، ومساعد وزير شؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ ديفيد ستيلويل، ووزير الصحة أليكس عازار، ومبعوثة الأمم المتحدة كيلي كرافت، وغيرهم.

كذلك، فرضت بكين عقوبات على مستشار الأمن القومي السابق لترمب، جون بولتون ومستشاره السابق ستيف بانون.

وأوضحت الوزارة أن المسؤولين وأفراد عائلاتهم سيمنعون من دخول البر الرئيسي للصين وهونغ كونغ وماكاو، مضيفة: "هم والشركات والمؤسسات المرتبطة بهم ممنوعون أيضاً من التعامل مع الصين".

ولفتت الوزارة في بيانها إلى أن "الحكومة الصينية مصممة على الدفاع بحزم عن سيادتها الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية".

اتهامات بالإبادة

ووصفت وكالة "رويترز" الخطوة التي اتخذتها الصين، بأنها تعبير عن الغضب، من اتهام أطلقه بومبيو في آخر يوم له في منصبه، قال فيه إن "الصين ارتكبت إبادة جماعية بحق الإيغور". وقال أنتوني بلينكن، وهو من اختاره بايدن ليحل محل بومبيو، إنه متفق مع سلفه في هذا الرأي.

وقال بومبيو في بيان "أظن أن هذه الإبادة لا تزال مستمرة وأننا نشهد محاولة منهجية للقضاء على الأويغور من جانب الحزب والدولة الصينيين".

وتحدث أيضاً عن "جرائم ضد الانسانية" ترتكب "على الأقل منذ مارس 2017" من جانب السلطات الصينية في حق الإيغور و"أفراد آخرين من الأقليات الإثنية في شينجيانغ".

ويمهد هذا القرار الذي اتخذ في ختام عملية قانونية داخلية في وزارة الخارجية الأميركية، لفرض عقوبات جديدة.

وفقاً لخبراء أجانب، احتجز مليون فرد من الإيغور، خلال السنوات الأخيرة في معسكرات "لإعادة التأهيل السياسي".

وتتهم دراسات أجرتها معاهد أبحاث أميركية استناداً إلى تفسيرات مستندات رسمية صينية وشهادات واستقراءات، الصين بتعقيم الإيغور وإرغامهم على العمل القسري.

إلا أن بكين تنفي ذلك وتقول إنها مراكز تدريب مهني تهدف إلى إبعاد الناس عن التطرف والإرهاب، على حد تعبيرها.

بايدن والصين

وأظهرت اختيارات بايدن لقيادة السياستين الاقتصادية والخارجية أنها لن تتوانى في مواصلة مواقف واشنطن الصارمة تجاه بكين، وهي أمر مشترك مع ترمب الذي أطلق العنان على مدى السنوات الأربع الماضية لحرب تجارية فرض من خلالها تعريفات جمركية عقابية بمليارات الدولارات على البضائع الصينية.

وقال أنتوني بلينكن، مرشح الرئيس الأميركي جو بايدن لمنصب وزير الخارجية، إن الرئيس السابق ترمب كان محقاً في اتباع نهج صارم تجاه الصين، حتى إن لم يتفق معه في كل أساليبه، مؤيداً تقييماً يفيد بأن بكين ترتكب إبادة جماعية في إقليم شينجيانغ.

وقال بلينكن خلال جلسة بمجلس الشيوخ لإقرار ترشيحه، الثلاثاء، إنه "لا يوجد شك" في أن الصين تمثل التحدي الأخطر أمام الولايات المتحدة مقارنة بأي بلد آخر، مضيفاً أنه يعتقد وجود أساس قوي جداً لوضع سياسة للحزبين الديمقراطي والجمهوري للوقوف في وجه بكين.

وعندما سئل عما إذا كان يتفق مع تقييم أعلنه مايك بومبيو وزير الخارجية في إدارة ترمب، بأن الصين ترتكب إبادة جماعية بحق أقلية الإيغور، قال بلينكن: "هذا تقديري أيضاً".

في المقابل، نقلت وكالة رويترز، عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ، في إفادة لممثلي وسائل الإعلام الأربعاء: "كذب بومبيو كثيراً في السنوات الأخيرة، وهذه (الإيغور) مجرد كذبة أخرى".

وأضافت "هذا المسمى بالقرار من جانب بومبيو هو مجرد حبر على ورق. هذا السياسي الأميركي معروف بالكذب والخداع ويجعل من نفسه أضحوكة".

ونفت الصين مراراً اتهامات أمريكية لها بارتكاب انتهاكات ضد الإيغور في شينجيانغ.