
التقى إنريكي مورا نائب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، مع علي باقري كاني نائب وزير الخارجية الإيراني، في طهران، الخميس، لبحث العلاقات بين الجانبين، وجهود استئناف مفاوضات فيينا، الهادفة لإحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى الموقع عام 2015.
وعقد مورا، الذي يمثل الاتحاد الأوروبي في محادثات فيينا، اجتماعاً مع باقري، لبحث تطورات جهود استئناف المحادثات المتوقفة منذ يونيو الماضي، إضافة إلى الوضع في أفغانستان، والعلاقات الأوروبية الإيرانية. وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية أن مباحثات مورا وكاني تضمنت بحث "إلغاء الحظر المفروض على إيران".
قبل ساعات من اللقاء، كتب مورا على صفحته في "تويتر"، إن زيارته لطهران تأتي في وقت حرج، مضيفاً أنه سيركز على ضرورة استئناف محادثات فيينا، باعتباره منسق تلك المحادثات. وتابع: "من المهم استئناف المباحثات من النقطة التي توقفنا عندها في يونيو الماضي، لاستكمال العمل الدبلوماسي".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعید خطیب زاده، الأربعاء، إن زيارة مورا تأتي في إطار المشاورات والاتصالات بين الجانبين "التي لم تنقطع أبداً حول مختلف القضايا".
واشنطن: مستعدون لكافة الخيارات
تأتي زيارة المسؤول الأوروبي قبل يوم من جولة يقوم بها المبعوث الأميركي الخاص للشأن الإيراني روبرت مالي، إلى دول خليجية، الجمعة.
وذكر بيان لوزارة الخارجية الأميركية أن مالي سيجري جولة تستمر أسبوع، تشمل الإمارات والسعودية وقطر، بهدف التباحث مع الشركاء الخليجيين حول إيران، وأنشطتها في المنطقة، وجهود الولايات المتحدة للتفاوض حول "عودة متبادلة للالتزام بخطة العمل المشتركة"، الموقعة عام 2015.
كان مالي أكد أن بلاده مستعدة للتكيف مع كل الخيارات، إذا لم تكن إيران مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي، قائلاً إنه يوجد "احتمال كبير" لأن تتخذ إيران بديلاً مختلفاً (عن العودة للاتفاق النووي)، ولذلك "علينا أن نكون مستعدين لأي احتمال".
وأضاف مالي خلال ندوة لمعهد كارنيجي للدراسات بثت عبر موقع "يوتيوب"، الأربعاء، أن العودة لخطة العمل الشاملة المشتركة هو أفضل سبيل "للمضيّ قدماً"، ثم مناقشة سبل تعزيزه، مؤكداً أنه "يجب أن تكون هناك إمكانية للتفاوض بشأن شيء أقوى من خطة العمل المشتركة".
فرنسا متشككة
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، الأربعاء، إن الزيارة التي من المنتظر أن يقوم بها منسق الاتحاد الأوروبي في محادثات فيينا، ستكون على درجة بالغة من الأهمية بالنسبة لمستقبل المحادثات، مشككة في التزام الإدارة الإيرانية الجديدة بإنقاذ الاتفاق.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الاثنين، قوله إن طهران "لن تتفاوض على نص جديد في مفاوضات فيينا"، مؤكداً أن "الحوار سيكون في إطار الاتفاق النووي" الذي وقعته إيران عام 2015، مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا، وانسحبت منه الولايات المتحدة أحادياً عام 2018.
وأجريت 6 جولات مباحثات بين إيران من جهة، والدول الأعضاء في اتفاق عام 2015 من جهة أخرى، في حين تشارك واشنطن بصورة غير مباشرة، في العاصمة النمساوية فيينا بين أبريل ويونيو الماضيين، دون تحديد موعد جديد حتى الآن.
ومنذ أن سحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بلاده من الاتفاق في 2018، وأعاد فرض عقوبات على إيران، تعيد طهران بناء مخزونات اليورانيوم المخصب، وتزيد مستوى النقاء الانشطاري، وتقوم بتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة لتسريع الإنتاج.