مجلس الأمن يناقش تطورات الوضع في أفغانستان ويحذر من "عودة الإرهاب"

time reading iconدقائق القراءة - 9
المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن لبحث تطورات الوضع الأفغاني، 16 أغسطس 2021 - AFP
المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن لبحث تطورات الوضع الأفغاني، 16 أغسطس 2021 - AFP
دبي- الشرقوكالات

أكدت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، الاثنين، على ضرورة ضمان ألا تصبح أفغانستان أبداً "قاعدة للإرهاب"، وذلك في اجتماع طارئ لمجلس الأمن إثر سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابل.

ودعت المندوبة الأميركية طالبان إلى السماح للمنظمات الإنسانية بمواصلة عملها الحيوي في أفغانستان، مشددة على ضرورة احترام وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية لكل  الأفغان، خاصة النساء والفتيات والأقليات.

وشددت على أن الهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية "لا بد أن تتوقف"، مؤكدة أن المدنيين بما في ذلك الصحافيون يجب أن يتمتعوا بالحماية.

وأضافت أنه يجب السماح لكل المواطنين الأفغان والرعايا الدوليين بالمغادرة بشكل آمن إن أرادوا، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن قال بشكل واضح إن أي إجراءات تعرض العاملين الأميركيين أو البعثة الأميركية للخطر، ستواجه رداً عسكرياً قوياً.

وحثت المندوبة الأميركية جيران أفغانستان والبلدان الأخرى في المنطقة وخارجها على توفير الملجأ سواء الدائم أو المؤقت للمواطنين الأفغان الراغبين بالمغادرة أو اللجوء، مؤكدة أن شعب أفغانستان "يستحق أن يعيش بأمن وسلام وكرامة ونحن في المجتمع الدولي مستعدون لمساعدتهم".

وقالت إن الاحتياجات الإنسانية لابد أن تصبح "أولويتنا في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة"، داعية إلى تمكين العاملين الإنسانيين والمنظمات الإنسانية من الوصول الكامل من دون عوائق لتوفير المساعدة لإنقاذ الأرواح.

وعبرت عن "قلقها البالغ" من تعثر وصول المساعدات إلى المحتاجين، فوفقاً لبرنامج الغذاء العالمي ما يزيد عن 500 طن من المساعدات موجودة الآن عند المعابر الحدودية التي سيطرت عليها قوات طالبان. 

"مآساة كاملة الأوصاف"

بدوره وصف ممثل بريطانيا ما يحصل حالياً في أفغانستان بأنه "مآساة كاملة الأوصاف"، مؤكداً أن "سلاماً مستداماً في أفغانستان وفي المنطقة ككل مرهون على تسوية سياسية متفاوض عليها".

وقال الممثل البريطاني إن بلاده بذلت جهداً كبيراً من أجل إحلال مفاوضات سلمية بين طالبان والحكومة الأفغانية بالتنسيق مع الولايات المتحدة والقوى الإقليمية الأخرى، وقد التزمت طالبان بالمشاركة في تلك المحادثات في الدوحة بحسن نية، "لكن أعمالهم على الميدان تناقض أقوالهم".

ودعا حركة طالبان إلى "وقف كل الأعمال العدائية والعسكرية وأن تكفل حماية المدنيين والسماح بمغادرة كل من يريدون المغادرة".

كما دعا الحركة إلى "عدم السماح بإيواء الجماعات الإرهابية، والوفاء بالتزاماتنهم فيما يتعلق بحماية حقوق الأقليات والنساء والأطفال".

وأشار إلى أن الأيام الماضية شهدت رصد تجاوزات لطالبان في المناطق التي تسيطر عليها "بما في ذلك اضطهاد الأقليات، وفرض تقييدات على النساء، وادعاءات عن التزويج القسري، واستخدام المدنيين كدروع بشرية"، على حد تعبيره.

وقال إنه إذا واصلت طالبان انتهاك الحقوق الأساسية، "فعليها ألا تطمح لنيل للشرعية لدى الأفغان والأسرة الدولية"، داعياً الحركة إلى "احترام القانون الدولي الإنساني والسماح للمنظمات الإنسانية بمواصلة أعمالهادون عوائق".

وشدد على أن بريطانيا تعد من بين المانحين الرئيسيين، سنواصل العمل من أجل تقديم الدعم لأفغانستان.

"لا داعي للخوف"

وقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن العالم يتحمل مسؤولية استكمال المصالحة في أفغاسنتان، مشيراً إلى أنه لا داعي للخوف مما يحدث في أفغانستان، "فقد تجنبنا حمام دماء".

فيما عبر نائب المندوب الصيني في الأمم المتحدة عن أمل بكين في أن تقطع حركة طالبان علاقاتها بالجماعات الإرهابية نهائياً.

وقال إن طالبان "تتفاوض من أجل حكومة إسلامية شاملة ومفتوحة"، مشيراً إلى أن الصين تتوقع احترام ما تتفاوض طالبان عليه بما يضمن حماية الأفغان من الحرب والفوضى.

إدانة العنف

وشددت ممثلة فرنسا على إدانة بلادها للعنف وانتهاك حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في أفغانستان، داعية الأطراف المتحاربة إلى أن "تحترم واجباتها، وخاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين".

كما دعت إلى وقف إطلاق نار فوري واحترام القانون الدولي، مشيرة إلى أن مجلس الأمن لابد أن يتابع الوضع الأفغاني عن كثب خصوصاً فيما يتعلق بـ"حماية النساء وحقوقهن وحماية التقدم الديمقراطي ومكافحة الجرائم المنظمة خاصة تهريب المخدرات، وحماية الإرث الثقافي".

وشددت على أن فرنسا تدعم الأفغان وشركائهم للمضي قدماً على مسار السلام، خصوصاً الجهود التي تضطلع بها بعثة الأمم المتحدة، داعية الجميع إلى العمل للحفاظ على وحدة أفغانستان.

حكومة شاملة

بدوره حث المندوب الأفغاني لدى الأمم المتحدة، المنظمة الدولية على الدعوة إلى تشكيل فوري لحكومة انتقالية شاملة وممثلة للجميع في أفغانستان، والتشديد على أنها لن تعترف بأي إدارة في أفغانستان تستحوذ على السلطة بالقوة، أو أي حكومة لا تكون شاملة.

ودعا المندوب الأفغاني مجلس الأمن إلى "استخدام جميع الوسائل المتاحة للدعوة إلى وقف فوري للعنف واحترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي"،مؤكداً أنه يتحدث في المجلس نيابة عن ملايين الرجال والنساء والفتيات الأفغان "ممن على وشك أن يفقدوا الحرية في الذهاب إلى المدرسة والعمل والمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد".

تهديد الإرهاب

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعا في مستهل الاجتماع المجتمع الدولي إلى توحيد صفوفه بهدف "القضاء على التهديد الإرهابي" في أفغانستان بعد سيطرة طالبان على كابول.

وقال غوتيريش "على المجتمع الدولي توحيد صفوفه لضمان عدم استخدام أفغانستان مجدداً منصة أو ملاذاً لتنظيمات إرهابية".

وحث الأمين العام للأمم المتحدة، مجلس الأمن اليوم على "استخدام كل الأدوات المتاحة لديه لضمان احترام حقوق الإنسان الأساسية".

وقال: "نتلقى تقارير تقشعر لها الأبدان عن فرض قيود صارمة على حقوق الإنسان في جميع أنحاء البلاد. أشعر بقلق بشكل خاص من الروايات التي تتحدث عن تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان ضد النساء والفتيات في أفغانستان". وأضاف "لا يمكننا ولا يجب أن نتخلى عن شعب أفغانستان".

وقالت سفيرة إيرلندا لدى الأمم المتحدة، إن مجلس الأمن أخفق في الاستجابة للتحذيرات من الوضع أفغانستان وعلينا الآن مواجهة العواقب. وأضافت أن المجتمع الدولي عليه مسؤولية التصرف لحماية المدنيين وتخفيف المعاناة في أفغانستان.