بعد جزر سليمان.. الصين تسعى لتوسيع نفوذها في المحيط الهادئ

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الخارجية الصيني وانج يي ورئيس كيريباتي تانيتي ماماو يتصافحان خلال حفل توقيع في بكين - 6 يناير 2020 - REUTERS
وزير الخارجية الصيني وانج يي ورئيس كيريباتي تانيتي ماماو يتصافحان خلال حفل توقيع في بكين - 6 يناير 2020 - REUTERS
دبي- الشرق

تكثّف الصين مساعيها للتمتع بنفوذ في المحيط الهادئ، من خلال التفاوض على اتفاقين أمنيين مع دولتين جديتين، بعد اتفاق أبرمته مع جزر سليمان، كما أوردت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين، إن ثمة محادثات متقدّمة لبكين مع كيريباتي، وهي من الدول الجزرية في المحيط الهادئ وتبعد 3 آلاف كيلومتر عن هاواي، حيث مركز قيادة القوات الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ.

وقال مسؤول استخباراتي غربي، في إشارة إلى الصينيين إنهم "يجرون محادثات مع كيريباتي ودولة أخرى على الأقلّ في جزر المحيط الهادئ، بشأن اتفاق من شأنه أن يشمل (مسائل) كثيرة (تضمّنها الاتفاق المُبرم) مع جزر سليمان".

وتحاول الصين تعزيز نفوذها في المحيط الهادئ، تزامناً مع زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى آسيا، لطمأنة حلفاء بلاده بالتزامها بالأمن الإقليمي، في ظلّ مساعي بكين لتقوية نفوذها، وفقاً للصحيفة.

"مواقع استراتيجية"

وقال مسؤول أميركي، إن الصينيين وضعوا أنظارهم على كيريباتي منذ فترة طويلة، مضيفاً: "أجروا مناقشات متقطعة حول هذا الأمر، ليس فقط لأشهر ولكن لسنوات". وتابع أن بكين تحاول إقامة "مواقع استراتيجية" في دول جزر المحيط الهادئ.

وأشار مسؤول غربي إلى مخاوف جدية من أن يكون الاتفاق مع كيريباتي، مشابهاً لذاك المُبرم مع جزر سليمان.

ونفى وزير خارجية كيريباتي، مايكل فون، إجراء الحكومة "مباحثات بشأن اتفاق أمني مع أي شريك". لكن تيسي إريا لامبورن، زعيمة المعارضة في كيريباتي، قالت إنها ليست على علم بتلك المحادثات، مستدركة أن العلاقات المتغيّرة بسرعة لبلادها مع بكين، أقلقت السكان المحليين.

وأضافت: "نحن (الدولة) التالية في خطة الصين لترسيخ وجودها العسكري في مواقع استراتيجية بمنطقتنا".

قاعدة بحرية في جزر سليمان

وتأتي المفاوضات مع كيريباتي بعد اتفاق أبرمته الصين مع جزر سليمان، يعتقد خبراء أنه سيمكّنها من تشييد قاعدة بحرية في الدولة الواقعة شمال شرقي أستراليا، علماً أن جزر سليمان نفت ذلك.

وأظهرت مسوّدة مسرّبة للاتفاق، في مارس الماضي، أنه يسمح لبكين بإرسال شرطيين وجنود إلى الجزر، في تطوّر صدم الولايات المتحدة وحلفائها في المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك أستراليا ونيوزيلندا واليابان، وفق الصحيفة.

والاتفاق الذي أبرمته بكين مع جزر سليمان، جعل التوترات الجيوسياسية مع الصين قضية مركزية في الانتخابات التي نظمتها أستراليا السبت، وأسفرت عن فوز مرشح حزب العمال المعارض، أنتوني ألبانيز، على رئيس الوزراء المنتهية ولايته سكوت موريسون.

ويُرجّح أن تستقبل جزر سليمان الأسبوع المقبل، وفداً صينياً ضخماً بقيادة وزير الخارجية وانج يي، بحسب "فايننشال تايمز".

تحديث مطار

وفي مؤشر آخر إلى أن بكين تكثّف مساعيها في المنطقة، أبرمت اتفاقاً مع فانواتو الجمعة، لتحديث مطار دولي في لوجانفيل، التي كانت قاعدة عسكرية أميركية أساسية خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية للصحيفة، إن بلاده تتعامل "بجدية بالغة"، مع المخاوف بشأن الاتفاقات الأمنية، بما في ذلك مع كيريباتي.

وتابع أن ثمة مخاوف من أن الصين تتفاوض أيضاً مع تونجا وفانواتو، وزاد: "يبدو أن الصينيين يبذلون جهوداً عالمية، لتوسيع الأماكن التي يمكنهم فيها العمل بطرق عسكرية أو شبه عسكرية. وهذا مصدر قلق".

وأبرمت بكين اتفاقات أمنية مع دول أخرى في المنطقة، بما في ذلك فيجي وبابوا غينيا الجديدة. لكن دبلوماسيين ومسؤولين أمنيين قالوا إن للاتفاق الموقّع مع جزر سليمان تداعيات أوسع بكثير، مرجّحين أن تكون لديها طموحات أكبر في ما يتعلّق بكيريباتي.

محطة فضائية في كيريباتي

وشغّلت الصين محطة تعقّب فضائية في كيريباتي، حتى عام 2003، عندما قطعت بكين علاقاتها مع الدولة الجزيرة، إثر إقامتها علاقات دبلوماسية مع تايوان.

ولكن منذ بدّلت كيريباتي علاقاتها الدبلوماسية مجدداً، من تايبه إلى بكين، في عام 2019، كان الدبلوماسيون يبحثون عن مؤشرات إلى إمكانية إعادة تشغيل محطة التعقّب.

وذكر خبراء أن التحسّن الهائل في القدرات العسكرية للصين، خلال العقدين الماضيين، سيجعل من تمركز سلاح الجوّ الصيني أو حصول البحرية الصينية على موطئ قدم قرب هاواي نسبياً، أكثر أهمية الآن، علماً أن بكين تعمل أيضاً مع كيريباتي لتحديث مهبط طائرات في جزيرة كانتون بالأرخبيل، بحسب "فايننشال تايمز".

ونقلت الصحيفة عن تيس نيوتن كاين، وهي خبيرة في شؤون المحيط الهادئ في "جامعة جريفيث" الأسترالية، قولها إن الاتفاق مع جزر سليمان وتعزيز العلاقات مع كيريباتي يعكسان "طاقة عالية" في مرحلة جديدة من الانخراط الصيني في المنطقة.

وأضافت: "هذه العلاقات جديدة جداً، وتطوّرت بسرعة كبيرة... هذا مختلف تماماً عمّا نراه في أماكن أخرى بالمنطقة، حيث قد تكون العلاقات أكثر نضجاً بعض الشيء".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات