وفاة لطيف نصيف جاسم.. أشهر وزير إعلام في عهد صدام حسين

time reading iconدقائق القراءة - 4
لطيف نصيف جاسم القيادي البارز في نظام صدام حسين
لطيف نصيف جاسم القيادي البارز في نظام صدام حسين
دبي- الشرق

أُعلن الاثنين في محافظة ذي قار جنوبي العراق، أن وزير الإعلام العراقي في عهد صدام حسين والقيادي البارز في النظام، لطيف نصيف جاسم، توفي إثر مضاعفات أمراض كثيرة ألمّت به داخل "سجن الحوت" قرب مدينة الناصرية الذي يضم كبار رجالات العهد الماضي.

وأفادت صحيفة "الشرق الأوسط" التي أوردت الخبر، بأن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي كان أمر - على إثر مناشدة له من عائلة الوزير جاسم - بإخراجه من السجن لأسباب إنسانية، وعرضه على الأطباء في أحد مستشفيات العاصمة العراقية بغداد، مع توفير أقصى ما يمكن من رعاية له. 

وقبيل وفاته بيومين، كتب ابنه الأصغر باسم تغريدة على "تويتر" شكر فيها الكاظمي والكادر الطبي في مستشفى الكرخ الجمهوري الذي خضع فيه جاسم للعلاج قبيل وفاته. 

وقال نجل الوزير السابق في تغريدته: "نتقدم بخالص الشكر والتقدير والامتنان لمقام دولة رئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي على أمره بالوقوف ومتابعة الحالة الصحية لوالدنا فور اطلاعه على مناشدتنا". وأضاف: "وإن دل هذا فإنما يدل على حالة المساواة والنظرة الإنسانية لكافة أبناء العراق على حد سواء".

استثناء

بحسب الصحيفة، هذه هي المرة الأولى التي يستجيب رئيس وزراء عراقي لمناشدة من أسرة قيادي كبير ضمن قائمة الـ55 التي وضعتها القوات الأميركية لقادة الصف الأول من نظام صدام حسين، يتقدمهم صدام حسين نفسه وولداه وأشقاؤه، وأعضاء مجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية لحزب "البعث"، منهم لطيف نصيف جاسم وبعض الوزراء ممن شملتهم تلك القائمة". 

فعلى مدى السنوات الماضية وبعد صدور أحكام متباينة بحق هؤلاء المسؤولين من قبل المحكمة الجنائية العليا بين إعدام ومؤبد، فإن أشهر ثلاثة من قادة ذلك النظام أثيرت حولهم ضجة داخلية وخارجية، هم طارق عزيز نائب رئيس الوزراء الأسبق، الذي توفي في السجن بعد فشل كل مساعي إطلاق سراحه، وسلطان هاشم أحمد، وزير الدفاع الذي توفي العام الماضي في السجن متأثراً بما أصيب به من أمراض خلال الاعتقال، حيث فشلت كل الضغوط الخاصة بالإفراج عنه، وصابر الدوري، مدير الاستخبارات السابق في نظام صدام، الذي لا يزال يقضي محكوميته بالسجن رغم عشرات المناشدات والوفود من محافظة كربلاء الشيعية، مطالبة بإخراجه من السجن لأنه كان - من وجهة نظر الأهالي هناك - أفضل محافظ خدم المحافظة بينما هو من الطائفة السنية ومن محافظة صلاح الدين. 

ولم تنفع الرعاية الطبية المتأخرة التي حظي بها جاسم، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، أمس الاثنين، عن عمر ناهز ثمانين عاماً. 

صديق مقرب لصدام

ومع أن لطيف نصيف جاسم شغل على مدى العقود الثلاثة التي حكم فيها "البعث"، عدة مناصب رفيعة منها رئيس المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، ووزير الزراعة، ووزير الإعلام، فضلاً عن عضوية القيادة القطرية، فإنه كان صديقاً شخصياً لصدام ومن أشد معاونيه المعتمدين. ونعته رغد صدام حسين، ابنة الرئيس السابق، في تغريدة وكتبت: "أنعى إليكم وفاة رفيق والدي الشهيد الأستاذ لطيف نصيف جاسم".

ويعدّ لطيف نصيف جاسم أشهر وزير إعلام خلال فترة الحرب العراقية - الإيرانية (1980 - 1988)، حيث لعب دوراً في التعبئة الإعلامية خلال تلك الحرب الطويلة.

وكان جاسم الذي ألقي القبض عليه عام 2003، يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة في "سجن الحوت" بالناصرية. وكان تخرج من كلية العلوم بجامعة بغداد عام 1966، بينما انضم إلى "حزب البعث" عام 1957، واعتُقل عدة مرات قبل وصول "البعث" إلى السلطة في العراق عام 1968. 

*هذا المحتوى من صحيفة "الشرق الأوسط"