الصومال.. هجوم على معسكر للاتحاد الإفريقي يودي بحياة العشرات

time reading iconدقائق القراءة - 4
جنود صوماليون في العاصمة مقديشو- 27 أبريل 2022 - REUTERS
جنود صوماليون في العاصمة مقديشو- 27 أبريل 2022 - REUTERS
مقديشو-أ ف ب

شن مقاتلون مدججون بالسلاح من حركة الشباب المتطرفة هجوماً على معسكر للاتحاد الإفريقي في الصومال، الثلاثاء، تلته اشتباكات عنيفة أدت إلى عدد لم يعرف بعد من الإصابات، على ما أعلن مسؤولون عسكريون وشهود عيان.

وأرسلت قوات الاتحاد الإفريقي مروحيات قتالية عقب الهجوم الذي وقع قبيل الفجر بسيارة مفخخة وإطلاق نار على المعسكر الذي يضم عناصر حفظ سلام بورونديين قرب قرية سيل باراف التي تبعد 160 كيلو متر شمال شرق العاصمة مقديشو، بحسب المصادر.

وأشار مسؤول عسكري بوروندي رفيع المستوى إلى أن الهجوم أودى بحياة حوالى 30 جندياً فيما أصيب 22 آخرون وفُقد العشرات، في حين لم يتم تأكيد حصيلة القتلى من الصومال أو مسؤولين بالاتحاد الإفريقي.

وقال القائد العسكري المحلي محمد علي: "وقعت اشتباكات عنيفة ألحقت خسائر بشرية في الجانبين، لكن ليس لدينا تفاصيل إضافية عن هذه الحادثة حتى الآن".

وأضاف: "شنوا الهجوم بتفجير سيارة مفخخة قبل اندلاع تبادل كثيف لإطلاق النار".

وتخوض حركة الشباب تمرداً دامياً ضد الحكومة الصومالية الهشة منذ أكثر من عقد.

ويُعد هذا الهجوم الأول من نوعه بهذا الحجم على قاعدة لحفظ السلام منذ حلّت بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال مكان قوة حفظ السلام السابقة التابعة للاتحاد الإفريقي في الصومال في 1 أبريل.

ولم يصدر أي تعليق من بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال أو الحكومة المركزية على الهجوم، الذي يأتي في وقت تعاني البلاد أزمة سياسية عميقة بسبب الانتخابات المتأخرة، وتُواجه خطر المجاعة.

وقال المصدر العسكري البوروندي إن حوالى 400 مقاتل من الحركة اقتحموا القاعدة بعد تفجير سيارتين مفخختين، بينما انسحب الجنود البورونديون بعد ذلك إلى منحدر قريب حيث واصلوا القتال مدعومين بطائرات مسيّرة وطائرات هليكوبتر.

وأصدرت الحركة المتطرفة بياناً قالت فيه إنها سيطرت على المعسكر، وزعمت أنها قتلت 173 جندياً تابعاً للاتحاد الإفريقي.

كما نشرت حركة الشباب مقطع فيديو يُظهر جثثاً يبدو أنها لجنود ملقاة على الأرض، بحسب مجموعة "سايت إنتليجنس جروب"، التي تُراقب المنظمات المتطرفة.

ولم يتسن التأكد من الفيديو بشكل مستقل.

صواريخ ونيران رشاشات ثقيلة

وقال شاهد عيان اسمه وليو معاليم إن "مسلحي الشباب اقتحموا المعسكر في ساعة مبكرة صباحاً، ثم وقعت انفجارات كبيرة وتبادل لإطلاق النار. وأخلى البورونديون المعسكر ودخلوا قرية سيل باراف قبل أن تصل مروحيات وفرت إسناداً جوياً".

وأضاف شاهد عيان آخر هو أحمد عدنان، أن "المروحيات أطلقت صواريخ ونيران رشاشات ثقيلة، ورأينا الدخان يتصاعد فوق المعسكر، لكننا لا نعرف الوضع على وجه التحديد".

وحلت مهمة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال "أتميس" مكان بعثة "أميصوم" لحفظ السلام عقب انتهاء تفويضها في نهاية مارس.

والبعثة الجديدة مُكلفة بمهمة مساعدة القوات الصومالية على تحمل المسؤولية الرئيسية عن الأمن في الدولة المضطربة الواقعة بالقرن الإفريقي.

وبموجب قرار الأمم المتحدة، يُفترض أن تُخفض البعثة الانتقالية عدد أفرادها من 20 ألف جندي وشرطي ومدني، إلى الصفر بحدود 2024.

وسيطر مقاتلو حركة الشباب على مقديشو حتى 2011، عندما أخرجتهم منها قوة الاتحاد الإفريقي، لكنهم لا يزالون يسيطرون على مناطق في الريف، وكثيراً ما يهاجمون أهدافاً مدنية وعسكرية وحكومية في مقديشو وخارجها.

ويأتي الهجوم الأخير بعد أقل من أسبوع على اختيار رئيسين جديدين لغرفتي مجلس النواب، وهي خطوة رئيسية في مسار انتخابات تأخرت عن موعدها.

وشهد مسار الانتخابات أعمال عنف دامية، وصراعاً مريراً على السلطة بين الرئيس ورئيس وزرائه.

ويُثير هذا التأخير المتكرر للانتخابات قلق المجتمع الدولي الذي يعتقد أنه يصرف انتباه السلطات عن القضايا المصيرية للبلاد مثل تمرد حركة الشباب وخطر المجاعة المتزايد في أجزاء كبيرة من البلاد.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات