ترمب يتبرأ من جماعة يمينية.. وبايدن يعتبر سلوكه "عاراً وطنياً"

time reading iconدقائق القراءة - 7
المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن خلال تجمّع انتخابي في ولاية بنسلفانيا - 30 سبتمبر 2020  - REUTERS
المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية جو بايدن خلال تجمّع انتخابي في ولاية بنسلفانيا - 30 سبتمبر 2020 - REUTERS
واشنطن-وكالات

حاول الرئيس الأميركي دونالد ترمب النأي عن جماعة تتبنّى نظرية تفوّق العرق الأبيض، بعدما وصف خصمه الديمقراطي في انتخابات الرئاسة جو بايدن موقفه في هذا الصدد بأنه "عار وطني". في الوقت ذاته، انتقد قياديون ديمقراطيون وخبراء انتخابيون مستقلون مطالبة ترمب أنصاره بمراقبة الاقتراع، معتبرين ذلك دعوة ضمنية إلى ترويع الناخبين.

واستأنف ترمب وبايدن حملتهما الانتخابية، بعد يوم على أول مناظرة جمعتهما في مدينة كليفلاند، وتميّزت بفوضى وصراخ وتبادل اتهامات.

وأعلنت لجنة المناظرات الرئاسية أن تلك الأولى "أوضحت وجوب إضافة هيكل إضافي إلى شكل المناظرتين المتبقيتين، لضمان مناظرة أكثر تنظيماً للقضايا"، مضيفة أنها "ستدرس بعناية التغييرات التي ستتبنّاها، وستعلنها قريباً"، كما أفادت وكالة "رويترز".

وذكرت شركة "نيلسن" أن نحو 73.1 مليون شخص تابعوا المناظرة الأولى، في مقابل 84 مليوناً شاهدوا مناظرة ترمب وخصمه الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016.

"براود بويز"

وكان الصحافي كريس والاس، مدير المناظرة الأولى بين ترمب وبايدن، سأل الرئيس الجمهوري هل هو مستعد لأن يدين صراحة دعاة نظرية تفوّق العرق الأبيض، فتملّص من الإجابة، قبل أن يدعو جماعة "براود بويز" (الشبان الفخورون) إلى "التراجع والاستعداد"، معتبراً أن المشكلة الحقيقية تكمن في "اليسار المتطرف".

وبدا أن الجماعة اليمينية شبه العسكرية أُعجبت بما قاله ترمب، إذ سارعت إلى تحويل عبارته شعاراً اعتمدته على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، وفق وكالة "فرانس برس".

وأفادت "رويترز" بأن أعضاء الجماعة شاركوا في احتجاجات مناهضة للتظاهرات بشأن التمييز العنصري وعنف الشرطة، في بورتلاند بولاية أوريغون في الأسابيع الأخيرة. وأضافت أنهم مسلحون غالباً.

واعتبر السيناتور تيم سكوت، الجمهوري الأسود الوحيد في مجلس الشيوخ الأميركي، أن على ترمب أن "يصحّح" تصريحاته. كذلك أعلن قياديون جمهوريون مواقف مماثلة، بينهم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.

وسعى الرئيس الجمهوري إلى استدراك الأمر، قائلاً: "لا أعرف من هم براود بويز، ولكن بصرف النظر عمّن يكونون، عليهم أن يتوقفوا. توقفوا واتركوا أجهزة تنفيذ القانون تؤدي عملها. الأمر الوحيد الذي يمكنني قوله هو أن عليهم أن يتراجعوا ويتركوا الشرطة تؤدي عملها"، وفق "فرانس برس".

مراقبون مستقلون للانتخابات

وبعدما أثار كلام ترمب عن الجماعة، خلال المناظرة، مخاوف من أنه يشجّعهم على العمل مراقبين مستقلين للانتخابات، شددت أليسا فرح، مديرة الاتصالات في البيت الأبيض، على أن "الرئيس دان الاعتقاد بتفوّق العرق الأبيض مرات لا تحصى". وأضافت في حديث لشبكة "فوكس نيوز"، في إشارة إلى "براود بويز": "أعتقد أن ليس هناك أي شيء لتوضيحه. طلب منهم أن يتراجعوا... إنه متقدّم ولا يحتاج إلى أي نوع من الحماية الشعبية".

في المقابل، رأى بايدن في "سلوك رئيس الولايات المتحدة عاراً وطنياً". وقال في ولاية أوهايو: "رسالتي إلى براود بويز وكل جماعة تنادي بتفوّق العرق الأبيض هي: توقفوا وكفّوا (عما تفعلون). هذا منافٍ لمبادئنا بوصفنا أميركيين. الشعب الأميركي سيقرّر مَن هو الرئيس المقبل. انتهى الأمر".

المرشح الديمقراطي اعتبر أن ترمب "زرع بذور شك" إزاء صدقية الانتخابات الأميركية، بترجيحه أن تشوب الاقتراع البريدي عمليات "تزوير لم تروا مثيلاً لها". وأضاف: "الرئيس سيتنحّى. الشعب الأميركي لن يدعم ذلك (رفض التنحي)".

بايدن وعمال أميركا

وسعى بايدن إلى التقرّب من طبقة العمال، وقبِل دعم "جمعية النجارين الأميركيين" التي تضمّ 550 ألف عضو. وقال: "دونالد ترامب يرى الأمور من جادة بارك أفينيو، وأنا أراها من حيث نشأت في سكرانتون"، وفق "فرانس برس".

وانتقد قياديون ديمقراطيون وخبراء انتخابيون مستقلون دعوة ترمب خلال المناظرة الأولى، أنصاره إلى "دخول مراكز الاقتراع ومراقبة الوضع بعناية شديدة". وتابع: "آمل بأن تكون انتخابات نزيهة، وإذا كانت كذلك، فسأفوز مئة بالمئة. ولكن إذا رأيتُ تلاعباً بعشرات الآلاف من بطاقات الاقتراع، فلا يمكنني قبول ذلك".

وفي هذا السياق، أفادت "رويترز" بأن خليطاً من القوانين الاتحادية وتلك الخاصة بالولايات، يحكم العملية الانتخابية، مضيفة أنها تطبّق مدوّنة سلوك صارمة على المراقبين المستقلين، الذين يُفترض ألا يتدخلوا في العملية.

وتُلزم نحو 40 ولاية مراقبي الانتخابات المستقلين بنيل تصريح لذلك قبل الاقتراع، كما تفرض ولايات حداً لعدد الذين يمكنهم الوجود في موقع محدد.

وعلّق المدعي العام لولاية نيفادا آرون فورد على تصريحات ترمب، وكتب على "تويتر"، مخاطباً إياه: "ترويع الناخبين غير قانوني في نيفادا. صدّقني عندما أقول: افعلها وستُحاكَم". كذلك اتهمت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الرئيس بـ "ترويع الشعب".

إلى ذلك، أفادت "رويترز" بأن إدارة ترمب أعلنت أنها تعتزم السماح بقبول 15 ألف لاجئ في الولايات المتحدة، في السنة المالية 2021، لتحدّد بذلك مستوى قياسياً منخفضاً جديداً في تاريخ برنامج اللجوء الحديث. في المقابل، تعهد بايدن بزيادة أعداد اللاجئين إلى 125 ألفاً سنوياً، إذا فاز في الانتخابات المرتقبة في الـ3 من نوفمبر المقبل.