فيتامين "سي" والزنك لا يرتبطان بانخفاض خطر الإصابة بكورونا

time reading iconدقائق القراءة - 5
مكمالات غذائية معروضة في أحد متاجر سيدني في أستراليا. 9 مارس 2017. - REUTERS
مكمالات غذائية معروضة في أحد متاجر سيدني في أستراليا. 9 مارس 2017. - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

أظهرت نتائج دراسة كبيرة نشرتها دورية "BMJ Nutrition Prevention & Health" أن تناول مكملات فيتامين سي أو الزنك غير مرتبط بخفض خطر الإصابة بفيروس كورونا، خلافاً لما يعتقده كثيرون حول العالم.

وقالت الدراسة، المنشورة الاثنين، إن تناول "أوميغا 3" أو "بروبيوتيك" أو مكملات "فيتامين د" أو تناول الفيتامينات المتعددة -الحبوب التي تحتوي على أكثر من نوع من الفيتامينات- قد تقلل مخاطر الإصابة بالفيروس، على الأقل بين النساء.

و"بروبيوتيك" هي مكملات غذائية من البكتيريا الحية أو الخمائر يُعتقد أن لها فوائد صحية عديدة.

لاحظ الباحثون أنه كان هناك الكثير من الحديث بشأن استخدام المكملات الغذائية لصد وعلاج عدوى كورونا منذ بداية الوباء.

وفي المملكة المتحدة وحدها، ارتفعت حصة السوق بنسبة 19.5% في الفترة التي سبقت أول "إغلاق" وطني في 23 مارس 2020، مع ارتفاع مبيعات فيتامين "سي" بنسبة 110% كما ارتفعت أيضاً مبيعات الفيتامينات المتعددة بنسبة 93%.

وبالمثل، ارتفعت مبيعات مكملات الزنك بنسبة 415% في الأسبوع الأول من مارس 2020 في الولايات المتحدة.

ويمكن أن تساعد المكملات الغذائية في دعم نظام المناعة الصحي، ولكن ليس معروفاً ما إذا كانت هناك مكملات معينة مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بالعدوى الفيروسية.

وفي محاولة لسد هذه الفجوة المعرفية، اعتمد الباحثون على بيانات مُستقاة من تطبيق للهواتف الذكية، أطلقته المملكة المتحدة والولايات المتحدة والسويد في مارس 2020 لتخزين ومعالجة المعلومات المبلغ عنها ذاتياً بشأن تطور الوباء.

وفي البداية، كان التطبيق المعروف باسم "COVID Symptom study" يجمع المعلومات عن موقع المريض والعمر وعوامل الخطر الأساسية للمستخدمين. ولكن مع مرور الوقت، طُلب من المشتركين تقديم معلومات يومية مُحدثة عن حالتهم الصحية، بما في ذلك الأعراض ونتائج اختبار كورونا والرعاية الصحية؛ كما تم تشجيع الأشخاص الذين ليس لديهم أعراض واضحة على استخدامه.

وحلل الباحثون المشاركون في الدراسة، المعلومات التي قدمها نحو 372 ألف شخص من خلال التطبيق في المملكة المتحدة، عن استخدامهم المنتظم للمكملات الغذائية طوال أشهر مايو ويونيو ويوليو 2020، خلال الموجة الأولى من الوباء، بالإضافة إلى أي نتائج اختبار مسحة لفيروس كورونا.

وبين مايو ويوليو، تناول 175 ألفاً و652 مشتركاً في المملكة المتحدة، المكملات الغذائية بانتظام، بينما لم يتناولها 197 ألفاً و68 مشتركاً. وكان نحو الثلثين (67%) من النساء، وأكثر من النصف يعانون زيادة في الوزن وكتلة الجسم.

وخلال الفترة ذاتها، أظهر 23 ألفاً و521 من مستخدمي التطبيق إصابة إيجابية بكورونا، فيما كان 349 ألفاً و199 غير مصابين بالعدوى.

وارتبط تناول بروبيوتيك أو أحماض "أوميغا 3" الدهنية أو الفيتامينات المتعددة أو فيتامين "د" بانخفاض خطر الإصابة بالعدوى، بنسبة 14% و12% و13% و9% على التوالي.

ولم تُلاحظ مثل هذه التأثيرات بين أولئك الذين يتناولون مكملات فيتامين "سي" أو الزنك أو الثوم.

وحين نظر الباحثون على وجه التحديد في الجنس والعمر والوزن (BMI)، لوحظ وجود الارتباطات الوقائية للبروبيوتيك وأحماض أوميغا 3 الدهنية والفيتامينات المتعددة وفيتامين د فقط لدى النساء، من جميع الأعمار والأوزان، لم تظهر مثل هذه الارتباطات بوضوح لدى الرجال.

وعلى الرغم من بعض الاختلافات انعكست نفس الأنماط الإجمالية في كل من الولايات المتحدة (45 ألفاً و757 مشتركاً) والسويد (27 ألفاً و373).

وكانت الأرقام المكافئة للولايات المتحدة والسويد أقل خطراً، بنسبة 18% و37% على التوالي بالنسبة للبروبيوتيك. و21% و16% على التوالي لأحماض أوميغا 3 الدهنية، و12% و22% على التوالي للفيتامينات المتعددة، و24% و19% على التوالي لمكملات فيتامين د.

يذكر أن تلك الدراسة قائمة على الملاحظة فقط، ولا يمكنها إثبات السبب. 

ويقر الباحثون بالعديد من القيود، بما في ذلك أن الدراسة اعتمدت على البيانات المُبلّغ عنها ذاتياً، ولم يتم جمع أي معلومات عن جرعات المكملات أو المكونات أيضاً.

ويدعو الباحثون إلى ضرورة إجراء تجارب سريرية كبيرة للوصول إلى مجموعة من التوصيات العلاجية القائمة على الأدلة.