أوكرانيا تدعو الناتو لتسريع المساعدات.. وأسمدة روسيا تتجه إلى إفريقيا

time reading iconدقائق القراءة - 9
وزير الخارجية الأوكراني والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال اجتماع وزراء خارجية الحلف في بوخارست برومانيا. 29 نوفمبر 2022 - REUTERS
وزير الخارجية الأوكراني والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال اجتماع وزراء خارجية الحلف في بوخارست برومانيا. 29 نوفمبر 2022 - REUTERS
بوخارست/كييف/نيويورك-أ ف برويترز

حثت أوكرانيا دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) على سرعة تزويدها بالأسلحة والمعدات الكهربائية، وتعهدت الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى بتقديم مزيد من الدعم، فيما انطلقت أولى شحنات الأسمدة الروسية من هولندا تجاه مالاوي في إفريقيا.

ودعت أوكرانيا، الثلاثاء، الدول الأعضاء في حلف الناتو المجتمعة في العاصمة الرومانية بوخارست إلى تسريع تزويدها بالأسلحة والمعدات الكهربائية، لمساعدة البلاد التي دمّرتها أكثر من 9 أشهر من الحرب، على مواجهة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للطاقة بسبب القصف الروسي.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قبل وقت قليل من بدء لقاء مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج: "في المرة السابقة، قلت 3 كلمات: أسلحة، أسلحة، أسلحة. هذه المرة لدي 3 كلمات أخرى: أسرَع، أسرَع، أسرَع".

أما عن الحاجات الأوكرانية الأكثر إلحاحاً، فقد أشار إلى أنها مولّدات وصواريخ باتريوت للدفاع الجوي.

وكان ستولتنبرج قد صرّح، في وقت سابق الثلاثاء، أثناء استضافته الاجتماع الذي يستمر يومين لوزراء خارجية الحلف، بأنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد استخدام الشتاء كـ"سلاح حرب" ضد أوكرانيا، مع "هجمات متعمّدة" على المنشآت المدنية لحرمان البلاد من التدفئة والكهرباء والماء.

وأضاف أن هدف الكرملين هو "إلحاق أكبر قدر ممكن من المعاناة بالمدنيين الأوكرانيين لمحاولة كسر صمودهم ووحدتهم في مكافحة الغزو الروسي".

حشد المساعدة

في الأثناء، دعا اجتماع لمجموعة السبع، عُقد برئاسة ألمانيا على هامش حلف شمال الأطلسي، إلى حشد المساعدات في مواجهة أزمة الطاقة التي سببتها الحرب في أوكرانيا.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي وصل مساء الاثنين إلى بوخارست، عن مساعدة مالية بقيمة 53 مليون دولار ستُضاف إلى حزمة بقيمة 55 مليون دولار خُصّصت لشراء مولّدات، بهدف مساعدة أوكرانيا.

وقال مصدر أميركي إنّ هذا المبلغ سيُستخدم في شراء معدات كهربائية (بما في ذلك محوّلات)، سيتم تسليمها "بسرعة" إلى أوكرانيا.

وفي المجموع، خصّصت إدارة الرئيس جو بايدن 1.1 مليار دولار للطاقة في أوكرانيا ومولدافيا.

وتدخل المساعدة الأميركية في إطار مؤتمر دولي للمانحين لـ"دعم المقاومة المدنية الأوكرانية" سيُعقد في 13 ديسمبر في فرنسا.

"لنرسل دبابات"

وشرعت روسيا في بداية أكتوبر في حملة ضربات صاروخية مكثّفة تستهدف منشآت الطاقة في أوكرانيا. ووفقاً للأرقام التي استشهدت بها الحكومة الأوكرانية، فقد تضرّر 25 إلى 30% من هذه المنشآت.

وقال مسؤول أميركي "ما يفعله الروس، هو استهداف محطات تحويل الضغط العالي خصوصاً"، وليس فقط محطات الطاقة نفسها، بهدف تعطيل سلسلة الطاقة بأكملها، من الإنتاج إلى التوزيع.

من جهته، كرّر الأمين العام للحلف تأكيده على سياسة "الباب المفتوح" للحلف تجاه أوكرانيا، وقال "ستكون رسالتنا جميعاً أنه يجب أن نقوم بالمزيد" لمساعدة كييف، بما في ذلك في مجال الدفاع الجوي.

وأضاف: "روسيا تفشل في ساحة المعركة، ورداً على ذلك، يطاردون أهدافاً مدنية ومدناً لأنهم لا يستطيعون تحقيق مكاسب ميدانية".

بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إنّ "هذا التكتيك باستهداف البنية التحتية المدنية، و(البنية التحتية) للطاقة، من الواضح أنه مصمّم لإخضاع الأوكرانيين عبر البرد". وأضاف "لا أعتقد أنّ هذا سينجح".

لكن القلق يتزايد بشأن استمرار هذه الجهود على المدى الطويل في الوقت الذي تبدأ فيه المخزونات في الانخفاض.

وقال وزير الخارجية الليتواني جابريليوس لاندسبيرجيس "دعونا نحافظ على الهدوء ونرسل دبابات".

من جهته، طالب الاتحاد الأوروبي بتفعيل آلية الحماية المدنية، التي يتم من خلالها تسليم حوالي 500 مولّد لأوكرانيا، بالإضافة إلى ألفي خيمة مقاومة لظروف الشتاء، وذلك نتيجة تعاون بين 17 دولة عضو.

وأعلنت وزارة الاقتصاد والمال الفرنسية أنّ باريس ستمنح قرضاً ثنائياً قيمته 100 مليون يورو لمساعدة كييف. وتُضاف هذه المساعدة المالية إلى قرض بقيمة 300 مليون يورو جرى تقديمه في مارس. وساهمت فرنسا بمئة مولّد وصلت إلى سوتشافا في رومانيا، وستسلم قريباً إلى أوكرانيا.

كذلك، أعلن متحدث باسم الحكومة الألمانية أنّ بلاده ستقدّم "أكثر من 350 مولّد" لأوكرانيا. وقال شتيفن هيبرستريت، في بيان، إنّ المستشار أولاف شولتز تحدّث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي و"أكد له دعماً إضافياً على المدى القصير"، مضيفاً أنّ المساعدة الألمانية في مجال الطاقة ستبلغ الآن 56 مليون يورو.

وأضاف أنّ شولتز "أكد من جديد دعم ألمانيا المستمر لأوكرانيا، بما في ذلك في مجال الدفاع الجوي وإعادة الإعمار على المدى الطويل".

وتضرّرت رومانيا، وكذلك مولدافيا المجاورة، بشدّة من الحرب في أوكرانيا، فيما مرّ أكثر من مليوني شخص بأراضيها لدى هروبهم من أوكرانيا. وتستضيف بوخارست حالياً نحو 86 ألف لاجئ.

تنسيق التحقيقات

من ناحية أخرى، وافقت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، الثلاثاء، على إنشاء شبكة لتنسيق التحقيقات في جرائم الحرب كجزء من حملة لمحاكمة المشتبه في تورطهم في ارتكاب فظائع محتملة في أوكرانيا.

 وقال وزير العدل الألماني ماركو بوشمان، في بيان، إن "الفحص القضائي للفظائع التي ارتُكبت في أوكرانيا سيستغرق سنوات وربما عقوداً. لكننا سنكون مستعدين جيداً وسنستمر بقدر ما يتطلبه الأمر".

جاء ذلك بعد اجتماع لوزراء عدل مجموعة السبع في برلين، حضره أيضاً المدعون الخاصون للمحكمة الجنائية الدولية والمدعي الاتحادي الألماني ووزير العدل الأوكراني دينيس ماليوسكا.

وقال الوزراء في إعلان مشترك إن دول مجموعة السبع ستكفل وجود نقطة اتصال مركزية في كل دولة للتقاضي في الجرائم الدولية.

وذكر بوشمان أن هذا سيكفل إمكانية مشاركة المعلومات المتعلقة بالأدلة والمتطلبات القانونية بين الدول والمنظمات الدولية.

وأضاف أنه يجب تسجيل أقوال ضحايا الاعتداء الجنسي أمام القضاء، بحيث لا يضطر الضحايا إلى الإدلاء بأقوالهم إلا مرة واحدة.

وأشاد بوشمان باجتماع الثلاثاء باعتباره أول تجمع من نوعه في تاريخ مجموعة السبع. وكان بوشمان قد أشاد من قبل بالدور القيادي لألمانيا في محاكمة جرائم الحرب في دول أخرى.

شحنة الأسمدة

على صعيد آخر، أعلنت الجمارك الهولندية أنّ شحنة من الأسمدة الروسية غادرت ميناء تيرنوزن في جنوب غرب هولندا متوجّهة إلى مالاوي الثلاثاء، في الوقت الذي تمكّنت فيه الأمم المتحدة من تجاوز العقبات المتعلّقة بالعقوبات التي تواجهها روسيا.

وبقيَت صادرات الأسمدة الروسية معطلة منذ فترة طويلة. وكانت هذه أول شحنة يسمح لها بمغادرة الاتحاد الأوروبي في 12 نوفمبر، منذ بدء العقوبات. ووفقاً لوزارة الخارجية الهولندية، فقد جُمدت الشحنة لأنّ فرداً مشمولاً بالعقوبات له صلة بالشركة الروسية المالكة.

وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الشحنة التي تضم 20 ألف طن متري من السماد، هي الأولى في سلسلة من الصادرات التي ستوجه لإفريقيا في الأشهر المقبلة، مضيفاً أن شحنة الثلاثاء ستُرسل إلى مالاوي عبر موزمبيق.

وتم تجديد الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وأُبرم لأول مرة في يوليو، في وقت سابق هذا الشهر ويسمح بشحن صادرات الحبوب من موانئ أوكرانية محددة مُطلة على البحر الأسود، بالإضافة إلى صادرات السماد من منتجي السماد الروس، رغم الغزو الروسي لأوكرانيا.

وعلقت روسيا مشاركتها في الاتفاق 4 أيام في أكتوبر لكنها عادت إلى المشاركة لاحقاً.

وذكر متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن السماح بصادرات تقدم كتبرعات، وتبلغ 260 ألف طن متري من السماد الروسي المخزن في أوروبا "سيُسهم في تخفيف الاحتياجات الإنسانية ومنع الخسائر الكارثية في المحاصيل في إفريقيا، حيث موسم غرس البذور حالياً".

وتابع المتحدث: "تواصل الأمم المتحدة جهودها الدبلوماسية المكثفة مع جميع الأطراف لضمان وصول صادرات المواد الغذائية والأسمدة الضرورية بلا عوائق من أوكرانيا والاتحاد الروسي، المعفاة من العقوبات المفروضة على النظام الحاكم، إلى الأسواق العالمية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات