كوارث المناخ تخلف أضراراً بقيمة 150 مليار دولار في 2020

time reading iconدقائق القراءة - 7
حيوان الكوالا الأسترالي الشهير الذي تضرر من حرائق أستراليا - REUTERS
حيوان الكوالا الأسترالي الشهير الذي تضرر من حرائق أستراليا - REUTERS
دبي-الشرق

قال تقرير بريطاني إن 10 كوارث مناخية عصفت بالعالم في عام 2020، خلفت أضراراً تُقدر قيمتها التأمينية بحوالي 150 مليار دولار، متجاوزة قيمة الأضرار التي وقعت في العام السابق، ما يعكس تأثيراً طويل المدى لظاهرة الاحتباس الحراري. 

ونقلت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية عن تقرير لمؤسسة "كريستان إيد" أن تلك الكوارث أودت بحياة أكثر من 3 آلاف و500 شخص على الأقل، فيما شردت أكثر من 13.5 مليون شخص آخرين.

ولفتت المؤسسة إلى أن عدد من الكوارث الناجمة عن تغير المناخ التي وقعت خلال العام، بدءاً من حرائق الغابات في أستراليا إلى الأعاصير في المحيط الأطلسي في نوفمبر الماضي، كانت تكلفتها أعلى بكثير، لأن معظمها خسائر غير مؤمنة.

وأشار التقرير إلى أن 4% فقط من الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الأحداث المتأثرة بالمناخ في البلدان المنخفضة الدخل تم التأمين عليها، مقارنة بـ 60% في الاقتصادات ذات الدخل المرتفع.

شواهد التغير المناخي

وقالت كات كرامر، رائدة سياسة المناخ في المؤسسة: "استمر أثر تغير المناخ في الظهور خلال عام 2020، متمثلاً في الفيضانات التي وقعت في قارة آسيا، واجتياح الجراد قارة إفريقيا، والعواصف التي ضربت كل من أوروبا والأميركتين".

وتابعت: "عصفت كوارث الطقس القاسي بالبشرية قبل وقت طويل، من بدء ظاهرة الاحتباس الحراري التي ظهرت بسبب عبث الإنسان في نظام المناخ على كوكب الأرض".

وأشارت إلى أن "بيانات درجات الحرارة ومعدلات هطول الأمطار، بالإضافة إلى بيانات الأقمار الاصطناعية عن الأعاصير وارتفاع مستوى سطح البحر، لم تترك أي مجال للشك في أن ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض يزيد من تأثير الكوارث".

ورجّحت أن تدوم "العواصف المدارية الهائلة والمعروفة باسم الأعاصير الحلزونية لفترة أطول، وأن تحمل المزيد من المياه".

ظواهر متطرفة

وأشار التقرير إلى أكثر 5 ظواهر مناخية"متطرفة"، كلفت العالم خسائر عدة في عام 2020، مرتبطة بالرياح الموسمية الممطرة بشكل غير عادي في آسيا.

ولفت إلى أن حرائق الغابات التي اجتاحت كاليفورنيا وأستراليا وحتى المناطق النائية في سيبيريا بروسيا، أسهمت في زيادة درجات الحرارة، إذ ارتفع متوسط ​​درجة حرارة كوكب الأرض بما لا يقل عن 1.1 درجة مئوية، مقارنة بأواخر القرن الـ19.

ووفق جامعة "أوكسفورد"، فإن حرائق الغابات غير المسبوقة دمرت 20% من غابات أستراليا وقتلت عشرات الملايين من الحيوانات البرية في أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020، وزادت بنسبة 30% على الأقل.

رقم قياسي

وبيّن التقرير أن الأعاصير الأطلسية سجلت رقماً قياسياً في عام 2020، وتسببت بوفاة ما لا يقل عن 400 شخص، وخسائر بقيمة 41 مليار دولار، مشيراً إلى إمكانية أن يشهد العالم "المزيد من هذه العواصف".

وأوضح أن تأثير الرياح الموسمية غير الطبيعية، أسهم في سقوط كميات كبيرة من الأمطار، التي تسببت بدورها بموجة من الفيضانات الصيفية الشديدة في كل من الصين والهند.

من جهته، قال شاه جهان موندال، مدير معهد "إدارة الفيضانات والمياه" في جامعة بنغلاديش للهندسة والتكنولوجيا: "كان فيضان عام 2020 الأسوأ في تاريخ بنغلاديش، حيث غمرت المياه أكثر من ربع مساحة البلاد".

ولفتت سارة بيركنز كيلباتريك، وهي محاضرة في مركز "أبحاث تغير المناخ" بجامعة نيو ساوث ويلز إلى أن "الشعور بتأثيرات تغير المناخ ينتج من الممارسات البشرية المتطرفة".

"اتفاق باريس"

وتُلزم اتفاقية باريس لعام 2015 دول العالم بـ "وضع حد جماعي للاحتباس الحراري عند أقل من درجتين مئويتين حتى 1.5 درجة مئوية إذا كان ذلك ممكناً".

وأظهر تقرير نُشر في عام 2018 من اللجنة الاستشارية لعلوم المناخ التابعة إلى "الهيئة الحكومية الدولية" المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة أن 1.5 درجة مئوية تعد "عتبة أكثر أماناً، لكن احتمال البقاء دونها أصبح ضئيلاً للغاية".