الولايات المتحدة تحذر أوروبا من "غزو روسي محتمل" لأوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
دبابات قتال روسية خلال تدريبات خارج موسكو، 24 أغسطس 2021 - REUTERS
دبابات قتال روسية خلال تدريبات خارج موسكو، 24 أغسطس 2021 - REUTERS
دبي-بلومبرغ

حذّرت الولايات المتحدة حلفاءها في الاتحاد الأوروبي، من أن روسيا "ربما تستعد لشن غزو محتمل ضد أوكرانيا"، في ظل تصاعد التوترات بين موسكو والتكتل الأوروبي، بشأن المهاجرين وإمدادات الطاقة.

وأفادت وكالة "بلومبرغ"، نقلاً عن مصادر مطلعة على الأمر، بأن المسؤولين الأميركيين أطلعوا نظراءهم في الاتحاد الأوروبي على مخاوفهم بشأن عملية عسكرية محتملة، وتأتي هذه المعلومات بينما تراقب الولايات المتحدة عن كثب التحركات العسكرية الروسية قرب الحدود الأوكرانية، وتعزيز حضورها العسكري هناك.

وأشارت المصادر إلى أنه يُعتقد أن التقييمات الأميركية، تستند إلى معلومات لم تشاركها بعد مع الحكومات الأوروبية، وهو ما يجب أن يحدث قبل اتخاذ أي قرار بشأن استجابة جماعية، مضيفة "لقد تم دعمهم بأدلة متاحة للجمهور".

بدورها، أكدت روسيا في أكثر من مناسبة أن الانتشار العسكري على أراضيها أمر داخلي، نافيةً وجود أي نوايا عدوانية، في حين تتهم موسكو الولايات المتحدة بالاستفزاز، من خلال السفن الحربية التي مرت في البحر الأسود قرب أراضيها هذا الأسبوع.

وفي الربيع الماضي، اندلعت توترات مماثلة عندما اتهمت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، روسيا بحشد ما يصل إلى 100 ألف جندي ضمن قوة مدعومة بالطائرات والدبابات بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، لكن سرعان ما تراجعت حدة الأزمة بعد أن اتصل الرئيس الأميركي جو بايدن بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وعرض عقد قمة، عُقدت في يونيو.

وبحسب "بلومبرغ"، قال مسؤول في الإدارة الأميركية إن مخاوف الولايات المتحدة بشأن النوايا الروسية تستند إلى "أدلة متراكمة"، و"اتجاهات تحمل أصداء الفترة التي سبقت ضم بوتين لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014".

واشنطن تحذر موسكو

في وقت سابق، الخميس، طلبت الولايات المتحدة من روسيا "توضيحاً" بشأن تحرّكات "غير اعتيادية" للقوات الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، محذّرة روسيا من تكرار "الخطأ الفادح" الذي ارتكبته في 2014، وأشعل حرباً في شرق أوكرانيا.

ودعا المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي روسيا لـ"توضيح نواياها" بشأن "النشاط العسكري غير الاعتيادي في روسيا قرب الحدود الأوكرانية"، مؤكّداً أنّ ما يثير الريبة بشأن هذه التحركات العسكرية الروسية هو "حجمها" و"نطاقها".

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني ديميترو كوليبا في واشنطن: "ليس لدينا وضوح بشأن نوايا موسكو، لكنّنا نعرف استراتيجيتها".

وأضاف الوزير الأميركي: "نخشى أن ترتكب روسيا خطأ فادحاً بأن تحاول تكرار ما فعلته في 2014، عندما حشدت قواتها على طول الحدود ودخلت أراضي أوكرانية ذات سيادة، مدّعية كذباً أنّها تعرّضت للاستفزاز".

وأوضح بلينكن، أنّ الاستراتيجية التي اتّبعها الروس في أوكرانيا في الماضي هي "القيام باستفزازات لتنفيذ ما خطّطوا له منذ البداية".

مزيد من القوات

تصريحات وزير الخارجية الأميركي جاءت بعد أيام، من تقرير بشأن إرسال روسيا لقوات إلى الحدود مع روسيا. إذ أعلنت مؤسسة "جاينز" البريطانية للبحوث العسكرية في 9 نوفمبر الجاري، أن كتيبة على الأقلّ من دبابات القتال الرئيسية من طراز "تي-80 يو"، نُشرت في محطة للسكك الحديدية بمنطقة فورونيج.

ورجّح أن تكون الدبابات متجهة إلى ساحة التدريب في بوجونوفو، وهي المنطقة التي أثار فيها حشد عسكري روسي في الربيع الماضي، مطالب غربية لموسكو بسحب قواتها.

وأعلنت "جاينز" أنها رصدت نشر دبابات ومدفعية من الكتيبة الروسية ذاتها، إلى منطقتَي بريانسك وكورسك على الحدود الشمالية لأوكرانيا، في 28 و29 أكتوبر.

واندلع قتال عنيف أحياناً في الأسابيع الأخيرة بشرق أوكرانيا، بين القوات الحكومية والانفصاليين المدعومين من روسيا.

واستخدمت كييف للمرة الأولى طائرة مسيّرة تركية الصنع لمهاجمة مدفع "هاوتزر" يستخدمه الانفصاليون، بعد غارة أسفرت عن مصرع جندي وجرح آخر في 26 أكتوبر الماضي. وتتزايد انتهاكات لوقف النار في شرق أوكرانيا، علماً أن النزاع بدأ في عام 2014، وفشلت اتفاقات سلام أُبرمت في عام 2015، في إنهائه.

ودفع أحدث تحرك للقوات والدبابات الروسية تجاه أوكرانيا، مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز لزيارة موسكو هذا الشهر، حيث تحدث هاتفياً مع بوتين.

كما طلبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من بوتين في مكالمة الأربعاء، استخدام نفوذه مع روسيا البيضاء الحليفة لروسيا، لنزع فتيل أزمة بشأن آلاف المهاجرين من الشرق الأوسط الذين يسعون لعبور الحدود مع بولندا إلى الاتحاد الأوروبي.

ونقلت "بلومبرغ"، عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية قولها، إن روسيا دبرت أزمة المهاجرين بين بيلاروسيا وبولندا ودول البلطيق في محاولة لزعزعة استقرار المنطقة.

اقرأ أيضاً: