اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، فيما حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين في المسجد القبلي، وسط إدانات من وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" الأحد.
وقالت الوكالة إن قوات الاحتلال حاصرت المصلين والمعتكفين في المسجد القبلي، فيما أدّى عشرات المصلين صلاة الضحى بشكل جماعي، تزامناً مع اقتحامات المستوطنين، الذين أدّوا "طقوساً تلمودية"، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.
وأضافت أن القوات الإسرائيلية استبقت اقتحامات المستوطنين بإغلاق أبواب المسجد القبلي بالسلاسل الحديدية، لتأمين الاقتحامات وحماية المقتحمين.
تأتي هذه الاقتحامات تلبية لدعوات أطلقتها منظمات الهيكل المزعوم لمناسبة "عيد نزول التوراة".
وجاء في بيان للوزارة أن الاقتحامات "لن تصبح جزءاً" من الواقع التاريخي والقانوني، وأنها تعد "إحدى مظاهر الاحتلال الاستعماري العنصري المفروضة بالقوة على المسجد".
وتابع البيان: "لن تنشئ الاقتحامات حقاً أو التزاماً من وجهة القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، بل هي تدّخل احتلالي عنيف في شؤون المسجد الأقصى في محاولة لتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم".
ولفتت إلى أن ذلك يعد "جزءاً لا يتجزأ من أهداف ومخططات الاحتلال المعلنة وعدوانه على القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية بهدف تعميق تهويدها، وفرض السيادة الإسرائيلية عليها بالقوة، واستكمال عمليات التطهير العرقي ضد أصحابها الأصليين".
ازدواجية المعايير الدولية
وحمّلت الخارجية الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة والمباشرة" عن هذه الاقتحامات ونتائجها على ساحة الصراع وتداعياتها على الجهود المبذولة لوقف التصعيد، فيما حذّرت من مخاطر التعامل مع الاقتحامات كجزء من الواقع القائم والتسليم بها كأمور باتت اعتيادية، لأنها تتكرر يومياً.
وأشارت إلى أنها "تتابع ما تتعرض له القدس والمسجد الأقصى من استهداف استعماري عنصري على كافة المستويات وبالتنسيق الكامل مع الأردن (الوصي على المقدسات)، لحشد أوسع جبهة دولية ضاغطة على إسرائيل، لوقفها واتخاذ ما يلزم من الإجراءات العملية لتوفير الحماية للقدس ومقدساتها".
وأضافت الوزارة أن "ازدواجية المعايير الدولية وغياب الإرادة الدولية لاحترام قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، باتت تشكل غطاءً وحماية للاقتحامات وللانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقانون الدولي، ما يشجع الاحتلال على التمادي على الاتفاقات الموقعة والانقلاب عليها، والاستخفاف بإرادة السلام الدولية وبالتزاماتها كقوة احتلال".
مواجهات جنين
في سياق موازٍ، اقتحم الاحتلال الإسرائيلي فجر الأحد، مدينة جنين ومخيّمها، وعدة بلدات وقرى بالمحافظة وسط اندلاع مواجهات.
وذكرت مصادر أمنية ومحلية لـ"وفا"، أن الاحتلال الإسرائيلي "سيّر آلياته العسكرية في شوارع مدينة ومخيم جنين، وشنّ حملة تمشيط واسعة، ما أدّى إلى اندلاع مواجهات، كما اندلعت مواجهات بالقرب من حاجز الجلمة".
وبحسب المصادر، فإن الاحتلال اقتحم قرى "الطيبة وعانين وزبوبا"، فيما كثف من تواجده في محيط بلدتي السيلة الحربية واليامون غرب المدينة، كما أطلق جنود الاحتلال المتمركزون على مدخل بلدة سيلة الظهر الجنوبي، فجر الأحد، القنابل الضوئية فوق أراضي البلدة.