ضغط أوروبي للبقاء طرفاً في المحادثات بشأن أوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الفرنسي إيمانيويل ماكرون يستقبل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بقصر الإليزية عقب تولي باريس رئاسة الاتحاد الأوروبي في 1 يناير - 7 يناير 2022 - AFP
الرئيس الفرنسي إيمانيويل ماكرون يستقبل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بقصر الإليزية عقب تولي باريس رئاسة الاتحاد الأوروبي في 1 يناير - 7 يناير 2022 - AFP
باريس-رويترزأ ف ب

شدّد الاتحاد الأوروبي، الجمعة، على أنه يجب أن يبقى طرفاً في أي محادثات أميركية روسية بشأن أوكرانيا والأمن في أوروبا، متهماً روسيا بمحاولة تخطي الاتحاد الأوروبي بإجراء مباحثات مباشرة مع الولايات المتحدة.

وشددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، على أهمية أن تكون أوروبا طرفاً في أي مفاوضات بين الروس والأميركيين حول الأمن في أوروبا.

وقالت فون دير لاين خلال المؤتمر الصحافي: "مهما كان الحل، يجب إشراك أوروبا"، مضيفة: "لن يكون هناك حلًا إلّا بحضور أوروبا".

رؤية أوروبية

وتولّت فرنسا لتوها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي التي تستمر ستة أشهر، وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مؤتمر صحافي الجمعة مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إنه يعتزم إجراء محادثات مع بوتين في القريب، لبحث قضايا من بينها أوكرانيا، لكنه لم يخض في التفاصيل كما لم يذكر الموعد المحتمل لتلك المحادثات.

وتابع قائلاً: "يتطّلب الوضع الجيوسياسي في المنطقة أن تكون أوروبا قادرة على طرح رؤيتها للأمور، والعمل والجلوس حول الطاولة مع الأطراف المعنية".

وأضاف ماكرون: "سنطرح معاً رؤيتنا لهندسة الأمن الأوروبي". وأشار إلى أنه طرح مع المستشار الألماني أولاف شولتس على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إقامة اجتماع جديد مع أوكرانيا "في الأسابيع المقبلة".

و"هنّأ" ماكرون نفسه بالاتصالات المباشرة بين نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن، قائلاً: "أظّن أنه أمر جيّد"، مشيراً إلى "التنسيق المثالي" بين الأوروبيين والأميركيين حول هذا الموضوع.

وقال: "على الاتحاد الأوروبي أن يتحاور مع روسيا"، وهو موضوع تمّت مناقشته بين الدول الأعضاء، لا سيّما الجمهوريات السوفياتية السابقة.

وأضاف أن "الحوار ليس تنازلاً، بل أولى أن نكون قادرين على تقييم خلافاتنا وأيضاً محاولة بناء المستقبل"، داعياً إلى "حوار صريح ومتطلّب ومنسّق"، محدداً أنه سيلتقي مرة أخرى "في الأيام المقبلة" بفلاديمير بوتين.

تجاوز أوروبا

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، الجمعة، إن روسيا تحاول تجاوز الاتحاد الأوروبي من خلال إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا، بعدما شدّدت رئيسة المفوضية الأوروبية على أن أوروبا "يجب أن تكون طرفاً في أي مفاوضات بين الروس والأميركيين حول الأمن في أوروبا".

وتستبق تلك التصريحات محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا في جنيف، الاثنين، بشأن أوكرانيا، يليها اجتماع بين حلف شمال الأطلسي وروسيا، واجتماع آخر في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بعد توتر على مدى أسابيع نتيجة نشر قوات روسية بالقرب من حدود أوكرانيا المجاورة.

وسيحاول الدبلوماسيون من الجانبين خلال المحادثات، تجنب حدوث أزمة.

ويتهم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأوكرانيا، روسيا بنشر عشرات آلاف العسكريين على الحدود الأوكرانية في إطار اجتياح محتمل، لكن موسكو تقول إن ذلك لا يعني تجهيزاً لغزو أوكرانيا، وإنما رغبة في أن يتوقف الغرب عن دعم حكومة كييف وطلبت ضمانات أمنية، بألا يتوسع حلف شمال الأطلسي شرقاً أكثر من هذا. 

وكانت روسيا قد ضمت شبه جزيرة القرم على البحر الأسود من أوكرانيا في عام 2014، وهو ما دفع الغرب إلى فرض عقوبات على موسكو وإدانة الخطوة. وتريد كييف استعادة شبه جزيرة القرم.

واتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الأميركي جو بايدن في المكالمة الهاتفية التي تمت بينهما في 30 ديسمبر، على إجراء حوار دبلوماسي عبر 3 مسارات، هي "الحوار الثنائي للاستقرار الاستراتيجي" والذي سيعقد مع روسيا في جنيف 10 يناير، وكذلك "الحوار بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا"، والمقرر عقده في بروكسل في 12 يناير، والمسار الثالث وهو الحوار بين روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والمقرر بفيينا في 13 يناير.

"ثغرات في الاتحاد"

وقال لو دريان لتلفزيون (بي.إف.إم) وإذاعة (آر.إم.سي) الفرنسيتين، إن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين يريد تخطي الاتحاد الأوروبي... يريد إحداث ثغرات في ترابط الاتحاد الأوروبي الذي يزداد قوة". وتابع: "لا يمكن تصور أمن الاتحاد الأوروبي بغير الأوروبيين".

وأضاف لو دريان: "بوتين اقترح نوعاً من العودة إلى مناطق النفوذ التي كانت في الماضي.. وهو ما يعني أن تستعيد روسيا روح يالتا"،وذلك في إشارة إلى المؤتمر الذي عقده الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، والذي أتاح للاتحاد السوفيتي السابق السيطرة على دول الجوار في شرق أوروبا.

واتهمت باريس موسكو بمحاولة العودة لفرض "مناطق نفوذ"، على غرار النموذج السوفياتي بعد الحرب العالمية الثانية.

وموسكو مستاءة منذ عدة أشهر من الصيغة الرباعية للاجتماع (فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا)، وتفضّل المحادثات المباشرة مع الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات