الغرب لـ"طالبان": هذه مطالبنا لاستئناف المساعدات    

time reading iconدقائق القراءة - 7
وفد طالبان خلال المباحثات مع الغرب في أوسلو - 25 يناير 2022. - AFP
وفد طالبان خلال المباحثات مع الغرب في أوسلو - 25 يناير 2022. - AFP
أوسلو - أ ف ب

طالب الغربيون الثلاثاء، حركة "طالبان" بتلبية مجموعة شروط، على رأسها احترام حقوق الإنسان، مقابل استئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان، وذلك في اليوم الأخير من زيارة غير مسبوقة للحركة إلى أوروبا، أثارت جدلاً واسعاً.

ففي أول زيارة رسمية للحركة إلى أوروبا منذ عودتها إلى السلطة في أفغانستان في أغسطس، أجرت "طالبان" الساعية لانتزاع اعتراف دولي بشرعية حكمها وإنعاش اقتصاد بلادها، اجتماعات ثنائية مغلقة مع عدد من الدبلوماسيين الغربيين.

واغتنم ممثلو دول الغرب هذه المحادثات لعرض المطالب التي يريدون من الحركة التي عادت إلى السلطة في بلاد يتهدد خطر المجاعة أكثر من نصف سكانها في الشتاء، تلبيتها.

وجاء في تغريدة أطلقها المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي إلى أفغانستان توماس نيكلاسون: "لقد شدّدت أيضاً على أهمية فتح المدارس للبنين والبنات في كل أنحاء البلاد مع بداية العام الدراسي في مارس".

تغريدة نيكلاسون جاءت رداً على تغريدة كان قد أطلقها المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية رحّب فيها بتعهّد الاتحاد الأوروبي بـ"مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لأفغانستان".

ومن مقر الأمم المتحدة في نيويورك، اعتبر رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره، أن وفد طالبان كان "جاداً وصادقاً" في المحادثات.

وأضاف أن اللقاء بين الغرب والحركة يشكل "خطوة أولى نحو التعامل مع أولئك الذين يتولون بحكم الأمر الواقع السلطة في أفغانستان".

وأجرى الوفد الأفغاني برئاسة وزرير الخارجية الذي عينته الحركة أمير خان متّقي لقاءات ثنائية مع مسؤول منطقتي آسيا وأوقيانيا في وزارة الخارجية الفرنسية برتران لوتولاري، والمبعوث البريطاني الخاص نايجل كايسي، ومسؤولين في وزارة الخارجية النرويجية.

ولم يتم تأكيد حصول محادثات مع ممثلين عن الولايات المتحدة.

وأجريت المحادثات بدعوة من النرويج في فندق "سوريا موريا" الواقع على تلة تغطيها الثلوج خارج أوسلو.

والاثنين اعتبر متّقي أن مجرّد عقد اللقاء هو "إنجاز بحد ذاته". وتابع: "نحن واثقون من أن هذه الاجتماعات ستفضي إلى توفير الدعم للقطاعات الإنسانية والصحية والتعليمية في أفغانستان".

انتقادات

وشددت النرويج على أن المحادثات "لن تمثل شرعنة لطالبان أو اعترافاً بها". لكن قرار أوسلو استضافة وفد "طالبان" الذي تكفّلت بنقله من أفغانستان في طائرة خاصة، لقي انتقادات حادة، إذ ندد به خبراء كثر وقسم من الشتات الأفغاني ونشطاء.

وشارك في وفد "طالبان" أنس حقّاني، زعيم "شبكة حقّاني"، الفصيل الأكثر عنفاً في الحركة والمسؤول عن بعض أسوأ الهجمات التي شهدتها أفغانستان. و"شبكة حقاني" مدرجة في القائمة الأميركية للمنظمات "الإرهابية".

تغيرات تدريجية

وإلى الآن لم تعترف أي دولة بحكومة "طالبان"، وما زال المجتمع الدولي بانتظار معرفة كيف تنوي الحركة حكم أفغانستان قبل استئناف تقديم المساعدات للبلاد.

وقال وزير الخارجية النرويجي هنريك تون الذي من المقرر أن يلتقي مساءً وفد "طالبان"، إنه "ليست هذه بداية مسار مفتوح لا نهاية زمنية له".

وفي تصريح للوكالة النرويجية "إن.تي.بي" الاثنين، قال: "سنقدم مطالب ملموسة يمكننا متابعتها والتثبت من تقيّدهم بتنفيذها".

وتتمحور المطالب حول حقوق الإنسان وخصوصاً حقوق النساء والأقليات على غرار توفير التعليم والخدمات الصحية، واحترام الحق في العمل وحرية التنقل.

وتصر "طالبان" على أنها باتت أكثر اعتدالاً، لكن النساء ما زلن محرومات إلى حد كبير من العمل في القطاع العام، فيما بقيت المدارس الثانوية بمعظمها مغلقة أمام الفتيات.

وهذا الأسبوع فُقد أثر ناشطتين بعد اعتقالهما من منزليهما في كابول، عقب مشاركتهما في تظاهرة.

وقبيل لقاء بين منظمات غير حكومية و"طالبان" الثلاثاء، قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيجلاند في تصريح لوكالة "فرانس برس": "لا يمكن إنقاذ أرواح من دون رفع العقوبات".

وأوضح أن تجميد المساعدات "يشكل عقاباً للمدنيين أنفسهم الذين أنفقت دول حلف شمال الأطلسي حتى أغسطس مئات المليارات دفاعاً عنهم".

واليوم يهدد شبح الجوع 23 مليون أفغاني أي ما يعادل 55 في المئة من السكان، وفق بيانات الأمم المتحدة، التي تشير إلى أنها تحتاج إلى 4,4 مليار دولار من الدول المانحة هذه السنة للتعامل مع الأزمة الإنسانية.

وفي أوسلو قال مراقب غربي، إنه لمس "تغيرات تدريجية لدى الجانبين".

وشدد لـ"فرانس برس" على اعتقاده "بأننا سنكون بحاجة إلى مزيد من هذه الاجتماعات قبل أن تتوصل طالبان والغرب إلى التعامل مع بعضهما البعض".

اقرأ أيضاً: 

تصنيفات