استدعت وزارة الخارجية المصرية، مساء الأربعاء، القائم بالأعمال الإثيوبي في القاهرة، لتقديم توضيحات رسمية مكتوبة حول ما نُقل من تصريحات عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، يتطرق فيها إلى الشأن الداخلي المصري.
وأوضح مصدر دبلوماسي مصري، طلب عدم ذكر اسمه، في تصريحات لـ"الشرق"، أن التصريحات المنسوبة للمتحدث باسم الخارجية الإثيوبية والتي دفعت الخارجية المصرية لاستدعاء القائم بالأعمال الإثيوبي في القاهرة بسببها، "تضمنت الحديث عن القبض على آلاف الإسلاميين وحبسهم"، مشيراً إلى أن هذا الأمر شأن داخلي.
وأضاف المصدر، أن "المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية اتهم القاهرة بتصدير أزمة سد النهضة وتسويقها للتغطية على بعض الأزمات الداخلية".
وأكد المصدر، أن القاهرة حذرت أديس أبابا من التدخل في شؤونها الداخلية، مشيراً إلى أن القائم بالأعمال الإثيوبي في القاهرة، أكد تقدير بلاده لمصر، ووعد بأن تقدم بلاده إيضاحات للسلطات المصرية خلال أيام، بعد أن طالبت القاهرة أديس أبابا بتوضيح رسمي مكتوب حول تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية".
وأضاف المصدر بأن "مصر حذرت الجانب الإثيوبي من خلط الأوراق حول ملف مفاوضات سد النهضة".
خلافات سد النهضة
وتوجد خلافات بين مصر وإثيوبيا، منذ بدأت أديس أبابا إنشاء سد النهضة، وفشلت جميع جولات التفاوض التي استمرت نحو 9 سنوات، في التوصل إلى اتفاق حول سنوات ملء السد فبينما تطالب إثيوبيا بملء بحيرة الخزان البالغة 74 مليار متر مكعب، خلال فترة تمتد بين 4-7 سنوات، تصر مصر على أن يتم الملء على مدار 10 سنوات، إلى جانب الاتفاق على منظومة قانونية لإدارة السد بما لا يؤثر في السد العالي في مصر، والسدود السودانية وإدارة التدفق المائي خلال سنوات الجفاف.
وفى أوائل ديسمبر، قرر السودان عدم المشاركة في الجولات القادمة من المفاوضات، ما لم يتم تغيير منهجية التفاوض، ومنح خبراء الاتحاد الإفريقي دوراً أكبر لحل أزمة المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، التي شهدت تعثراً خلال الفترة الأخيرة.
وقال وزير الري السوداني ياسر عباس، في مؤتمر صحافي، في 15 ديسمبر: "هناك 3 نقاط جوهرية لم يتم الاتفاق عليها بشأن أزمة سد النهضة، كما نشترط تغيير منهجية التفاوض، ومنح الاتحاد الإفريقي دوراً أكبر لحل الأزمة"، لافتاً إلى أنه لم يتم تحديد أي موعد لاستئناف التفاوض.
جولة جديدة الأحد
وفي المؤتمر الصحفي الأسبوعي لوزارته، الثلاثاء، قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، السفير دينا مفتي، إن جنوب إفريقيا، التي تترأس الاتحاد الإفريقي، دعت إلى اجتماع بشأن سد النهضة للدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان، الأحد، بعد توقف شهر كامل، بسبب مطالبة الخرطوم بـ"تغيير منهجية التفاوض".
وأضاف مفتي، أن الاجتماع "يأتي في إطار مسابقة الزمن، حيث ستنتقل الرئاسة المقبلة لتكتل القارة السمراء للدورة 2021 إلى دولة الكونغو الديمقراطية".