Open toolbar

غلاف كتاب "المترجم كاتب الظل" لكارلوس باتيستا - الشرق الأوسط

شارك القصة
Resize text
دبي-

عبر منجزه الجديد "المترجم كاتب الظل" يعود الناقد والمترجم المغربي محمد آيت لعميم، في ترجمة جديدة، ليقدم للقارئ العربي جانباً من تجربة الكاتب والمترجم البرتغالي الأصل والفرنسي المولد والنشأة كارلوس باتيستا.

ومن مقولة لبوشكين، يتحدث فيها عن المترجمين بوصفهم "خيول بريد التنوير"، انطلق، آيت لعميم في تقديمه للكتاب الصادر عن منشورات "مركز الحمراء للثقافة والفكر" بمراكش، والذي توزعته أربعة محاور تناولت "فن الحب" و"فن الخيانة" و"فن الإغواء" و"فن الفرار"، فضلاً عن مقدمة، ونص – سؤال "لماذا نترجم؟"، وتذييل – خاتمة.

 

الشاعر الروسي ألكسندر بوشكين - الشرق الأوسط
الشاعر الروسي ألكسندر بوشكين - (الشرق الأوسط)

 كما استحضر الجاحظ ورومان ياكوبسون بصدد "الاستحالة"، ومقولة لجاك ديريدا عن الترجمة المستحيلة والضرورية في الوقت نفسه؛ قبل أن يستدرك، بالقول: "أمام جدار الاستحالة الذي نصبه أهل التنظير في الترجمة أكد أهل التطبيق والممارسة إمكانية تحققها"، مشيراً إلى أن "التنظير محبط والممارسة تكذّبه".

ويرى آيت لعميم أن الترجمة وُجدت كأداة ربط تصل بين البشر الذين يتحدثون بألسن مختلفة، مشيراً إلى أن مشهد التعدد اللغوي قد عرض في "سياق الخطيئة"، كما ورد في القصة التوراتية، قبل أن يتحدث عن ورود هذا المشهد في القرآن الكريم بـ"صيغة مخالفة"، وشكل يُظهر أن التعدد كان في الأصل، ولم يكن حادثة عارضة؛ ليصير التعدد والاختلاف اللغوي آية شبيهة بالتعدد في الآيات الكونية، للتدليل على طلاقة القدرة الإلهية، بحيث يصير التعدد "أشبه بالنعمة منه إلى النقم"»، وتصبح وظيفة الترجمة "تقريب البعيد وضيافة الغريب"، و"مد حبل النجاة للإخوة الذين تشعبت بهم السبل وتاهوا في غابة القول".

بعد استعراض وجهات نظر عدد من المنظرين الذين كتبوا مؤلفات مرجعية في حقل التأمل الترجمي، وجاءت عناوين كتبهم محيلة إلى البعد العلمي والجمالي والأخلاقي والفكري والفلسفي للترجمة، ينقلنا آيت لعميم إلى السياق التأملي والتفكري للممارسة الترجمية بملذاتها وعذاباتها، الذي جاء فيه كتاب "المترجم كاتب الظل" لباتيستا.

 وتحدث الكاتب عن المؤلَّف، فقال إنه شبيه بالمختصرات، والتذكرات، "يظهر فيه المترجم كاتب الظل في واضحة النهار، من خلال شذرات مركّزة، تذكّرنا بكتب الحكم، ونوادر لا تعدم حس الدعابة، حيث أعطيت الكلمة للجميع كي يتحدثوا عن الترجمة، وفك ألغازها وأسرارها، والاستمتاع بلذائذها المشوبة بنوع من الألم الدفين. فالترجمة كما أبرزها هذا الكتاب همّ مشترك لكل فئات المجتمع وليست حكراً على المنظّرين، بل هي شأن إنساني، الكل مدعوّ لإعطاء تصوره حولها".

ورداً على سؤال "لماذا نترجم؟"، يقول باتيستا إن "للترجمة صلة باندفاع مغامرة العشق من حيث المثابرة، والتطور الجريء، والمقاومات المنتصرة، والإمساك بالأسرار، واقتحام الصيغ الحاسمة"، بحيث "يكسر المترجم الصمت الذي يفصل بين اللغات والشعوب"، هو الذي تصير بداخله "نهاية الكلام بداية".

مزيد من التفاصيل في صحيفة الشرق الأوسط 

Google News تابعوا أخبار الشرق عبر Google News

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.