بلينكن: منحنا بولندا "الضوء الأخضر" لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحفي في تشيسيناو عاصمة مولدافيا، 6 مارس 2022 - REUTERS
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحفي في تشيسيناو عاصمة مولدافيا، 6 مارس 2022 - REUTERS
دبي-الشرقأ ف ب

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، إن بلاده أعطت "الضوء الأخضر" لبولندا لإرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، في إطار دعم كييف ضد الغزو الروسي لأراضيها، موضحاً أن واشنطن تبحث مع وارسو إمكانية تعويض ما ستقدمه لأوكرانيا.

جاءت تصريحات بلينكن رداً على سؤال في برنامج "واجه الأمة" على شبكة "سي بي إس" الأميركية، بشأن ما إذا كانت بولندا تعتزم إرسال طائرات مقاتلة لدعم أوكرانيا إذا كانت ستحصل على دعم من الولايات المتحدة.

وقال بلينكن الذي يزور مولودفا حالياً: "نحن نتحدث مع أصدقائنا البولنديين الآن، حول ما قد نتمكن من تقديمه لسد احتياجاتهم إذا اختاروا في الواقع توفير هذه الطائرات المقاتلة للأوكرانيين. هل يمكننا المساعدة في الحصول على بدائل لتعويض الطائرات التي سيسلمونها إلى الأوكرانيين؟".

وأوضح بلينكن للصحافيين خلال وجوده في مولدوفا أن بلاده "تعمل جاهدة" للتوصل إلى اتفاق مع بولندا لتزويد أوكرانيا بطائرات حربية.

وأفادت تقارير بأن الاتفاق قد ينص على تسليم أوكرانيا مقاتلات من طراز ميج-29 تعود إلى الحقبة السوفيتية، بما أن الطيارين الأوكرانيين مدرّبون عليها.

وكان مسؤولون أميركيون قد استبعدوا إلى حد كبير تسليم أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" أسلحة لأوكرانيا المحاصرة منذ مطلع الأسبوع.

لكن بلينكن صرّح للصحافيين خلال زيارة إلى مولدوفا: "لا يمكنني التحدّث عن جدول زمني، لكن يمكنني القول إننا نتعامل مع الأمر بشكل نشط جداً".

وأضاف أن الولايات المتحدة تجري "محادثات نشطة للغاية مع مسؤولين أوكرانيين للحصول على تقييم محدّث لاحتياجاتهم".

تعويض بولندا

وتابع وزير الخارجية الأميركي: "مع تلقينا هذا التقييم، نعمل على النظر في ما يمكننا نحن والحلفاء والشركاء إيصاله" لتعزيز دفاعات كييف ضد الغزو الروسي.

وقال أنتوني بلينكن: "ننظر حالياً بشكل نشط في مسألة الطائرات التي يمكن لبولندا أن تقدّمها لأوكرانيا والكيفية التي سيكون بإمكاننا التعويض من خلالها في حال قررت بولندا تقديم هذه الطائرات".

وجاءت تصريحات الوزير الأميركي غداة لقاء نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، عند الحدود الأوكرانية-البولندية، وحضّ خلالها الأخير الولايات المتحدة على توفير المقاتلات.

وبعد مرور عشرة أيام على اندلاع الحرب، قال كوليبا "الطلب الأكبر لدينا هو الطائرات المقاتلة، والطائرات الهجومية وأنظمة الدفاع الجوي".

وتابع عقب لقائه نظيره الأميركي: "إذا خسرنا الأجواء، فستُسفك دماء أكثر بكثير على الأرض".

وفي حين لا يزال القسم الأكبر من قدرات سلاح الجو الأوكراني بمنأى عن أي أضرار منذ بداية الحرب في 24 فبراير، تكبّدت روسيا وأوكرانيا خسائر فادحة ولم تتمكن أي منهما من السيطرة بشكل مطلق على أجواء البلاد.

لكن قدرات سلاح الجو الروسي الكبيرة جداً والتي تحشدها موسكو يمكنها أن تقوّض دفاعات أوكرانيا.

تعزيز قدرات كييف

وأفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الأحد، بأن الولايات المتحدة تحاول عقد صفقة مع بولندا، تقضي بتزويد أوكرانيا بطائرات حربية روسية الصنع، مقابل حصول بولندا على مقاتلات "إف-16" الأميركية، وذلك مع تزايد ضغوط كييف على الغرب لتعزيز قدرات سلاحها الجوي.

وأشار البيت الأبيض إلى أنه كان يتفاوض مع بولندا، ويتشاور مع حلفاء آخرين لحلف الناتو، لكنه لفت إلى "عدد من المشكلات العملية الصعبة، تشمل الطريقة التي يمكن بها نقل الطائرات فعلياً من بولندا إلى أوكرانيا".

وأضاف متحدث باسم البيت الأبيض: "نعمل أيضاً على القدرات التي يمكننا توفيرها لمساعدة بولندا إذا قررت نقل الطائرات إلى أوكرانيا".

في حين قال مسؤول بولندي إن "بلاده ليست في حالة حرب مع روسيا، لكنها ليست دولة محايدة"، متابعاً: "ندعم أوكرانيا كضحية للعدوان. ومع ذلك، نعتقد أن جميع المسائل العسكرية يجب أن تكون بقرار من الناتو بصفة عامة"، بحسب فاينانشيال تايمز.

ضغط أوكراني

وتحثّ كييف الغرب على تزويدها بمساعدات عسكرية بما فيها طائرات حربية، للدفاع عن نفسها ضد الغزو الروسي. ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحديداً دول أوروبا الشرقية إلى تزويده بطائرات روسية الصنع.

وطالب زيلينسكي خلال اتصال عبر الفيديو مع أعضاء في الكونجرس الأميركي، السبت، بزيادة التمويل وتشديد العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، لا سيما حظر واردات النفط والغاز الروسي.

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" التي نقلت أقوال مشاركين في هذا الاتصال، طلب الرئيس الأوكراني مقاتلات عندما سأله زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل عمّا يحتاج إليه.

وتعهّد أعضاء في الكونجرس بإرسال 10 مليارات دولار من المساعدات لأوكرانيا. غير أن البيت الأبيض استبعد، في هذه المرحلة، فرضية منع واردات النفط الروسية، خوفاً من ارتفاع الأسعار للمستهلكين الأميركيين المتأثرين بالأساس من تضخم قياسي.

وأفادت "وول ستريت جورنال" بأن المسؤولين الأميركيين ذكروا عدداً من القضايا العملية الصعبة، بما في ذلك تسليم الطائرات إلى أوكرانيا، وبأن الاتفاق سيتطلب موافقة البيت الأبيض وتحرّكاً في الكونجرس.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات