فرنسا تطلق عملية أمنية كبيرة ضد التيار "الإسلامي المتشدد"

time reading iconدقائق القراءة - 4
قوات الأمن الفرنسية خلال عملية أمنية في العاصمة الفرنسية باريس، 25 سبتمبر 2020 - REUTERS
قوات الأمن الفرنسية خلال عملية أمنية في العاصمة الفرنسية باريس، 25 سبتمبر 2020 - REUTERS
باريس-الشرق

أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان، الاثنين، إطلاق عمليات أمنية ضد عشرات الأشخاص الذين قال إنهم ينتمون إلى "التيار الإسلامي المتشدد"، مشيراً إلى أن فتوى كانت صدرت في حق أستاذ التاريخ الذي قطع رأسه الجمعة، على يد شاب شيشاني، عقب نشره رسومات للنبي محمد وصفت بأنها مسيئة في العالم الإسلامي.

وبدأت الشرطة الفرنسية منذ صباح الاثنين هذه العمليات في أعقاب اجتماع مجلس الأمن والدفاع الذي عقد، أمس ألأحد، على أن تتواصل خلال الأيام المقبلة.

وأشار دارمانان في حديثه لإذاعة "أوروبا-1" الفرنسية إلى أن العمليات لا تستهدف أفراداً "مرتبطين بالضرورة بالتحقيق المتعلق بجريمة قتل مدرس التاريخ صامويل باتي، لكنها تهدف إلى "تمرير رسالة مفادها أننا لن ندع أعداء الجمهورية يرتاحون دقيقة واحدة"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وأضاف الوزير الفرنسي أنه تم فتح أكثر من 80 تحقيقاً بشأن خطاب الكراهية عبر الإنترنت، وأن توقيفات حصلت في هذا الإطار.

فتوى قتل

وأكد الوزير جيرار دارمانان أن الناشط الإسلامي عبد الحكيم الصفريوي، ووالد تلميذة المدرس سامويل باتي، "من الواضح أنهما أصدرا فتوى ضد المدرس".

والرجلان هما من بين 11 موقوفاً على ذمة التحقيق في الجريمة التي ارتكبها الجمعة شاب شيشياني مولود في موسكو، يبلغ 18 عاماً.

وأفادت صحيفة "ليكسبريس" الفرنسية بأن عبد الحكيم الصفريوي كان قد رافق بداية أكتوبر الجاري والد إحدى تلميذات الأستاذ صامويل إلى المدرسة حيث يعمل هذا الأخير مدرساً للتاريخ، ليطالب بطرده.

ووصف الصفريوي، وهو مغربي الأصل، المدرس صامويل بـ"الوغد" في شريط فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب عرضه للكاريكاتور.

وأكد الصفريوي في الشريط أنهما عازمان على التعبئة لتنظيم احتجاجات أمام المدرسة والمفتشية الأكاديمية، إلا أن هذه الأخيرة اتصلت بوالد التلميذة بعد الظهر، وأخبرته بأنها ستتخذ إجراءات صارمة.

حل جمعيات 

وأعلن جيرار دارمانان عزمه حلّ عدد من الجمعيات الإسلامية، من بينها "التجمع ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا"، و"بركة سيتي"، مؤكداً أن "51 كياناً مجتمعياً ستشهد على مدى الأسبوع عدداً من الزيارات لأجهزة الدولة، والكثير منها سيتمّ حله في مجلس الوزراء، بناءً على اقتراحي".

وأوضح الوزير الفرنسي أن "التجمع ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا متورط علناً"، وهناك "عدد معين من العناصر يسمح لنا بالتفكير بأنهم أعداء للجمهورية"، مضيفاً أن الجمعية "تتلقى مساعدات من الدولة، وتخفيضات ضريبية، وتندد برهاب الإسلام في الدولة".

وأشار دارمانان كذلك إلى أن رئيس منظمة "بركة سيتي" (مدينة البركة) غير الحكومية، إدريس يمو، كان قد وُضع الخميس تحت المراقبة القانونية، في إطار تحقيق في قضية تحرّش على مواقع التواصل.

تعزيز أمني

وقرّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، تعزيز أمن المدارس ومراقبة ما قال إنها "الدعاية الإسلاميّة المتطرّفة على الإنترنت".

وقالت الرئاسة الفرنسيّة إنّ ماكرون أمر بعد اجتماع حضره ستّة وزراء والمدّعي العام لمكافحة الإرهاب جان-فرنسوا ريكار، باتّخاذ "إجراءات ملموسة سريعة، ضدّ الدعاية الإسلاميّة المتطرّفة على الإنترنت"، مطالباً باتّخاذ خطوات سريعة "وبعدم منح أيّ مجال لأولئك الذين يُنظّمون أنفسهم بغية الوقوف بوجه النظام الجمهوري". 

وأشارت الرئاسة إلى أنّ وزيرَي الداخليّة والعدل، جيرالد دارمانان وإريك دوبون موريتي، قدّما "خطّة عمل ستُنفّذ خلال الأسبوع"، وستُتّخذ بموجبها "إجراءات ملموسة" ضدّ أيّ مجموعات وأشخاص قريبين من "الدوائر المتطرفة"، ينشرون دعوات كراهية يمكن أن تُشجّع على تنفيذ هجمات.

وتجمّع الآلاف الأحد في معظم أنحاء فرنسا تكريماً للمدرّس صامويل باتي، وهتف المجتمعون: "أنا صمويل" و"حرّية التعبير وحرّية التدريس"، وشاركت في التجمّع شخصيّات سياسيّة عدّة من تيارَي اليمين واليسار.