كيف شلّ الهاكرز أكبر شركة للمنتجات البترولية في الولايات المتحدة؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
أحد خزانات شركة كولونيال بايبلاين - REUTERS
أحد خزانات شركة كولونيال بايبلاين - REUTERS
القاهرة-محمد عادل

تعرضت شركة "كولونيال بايبلاين" الرائدة في مجال شبكات أنابيب توزيع المنتجات البترولية، الأسبوع الماضي، لهجمة شرسة من مجموعة مخترقين، تمكنوا خلالها من شلّ الأنظمة الإلكترونية للشركة، ووضعها تحت رحمتهم من خلال استخدام فيروس فدية، إذ احتجزوا بيانات حساسة من خوادم الشركة، للضغط عليها لدفع فدية مالية ضخمة.

وأثر الهجوم بشكل واضح على حركة المنتجات البترولية في الساحل الشرقي للولايات المتحدة، إذ إن خطوط "كولونيال بايبلاين" تحمل حوالي 45% من الوقود المستهلك بالمنطقة.

وهي الشركة المسؤولة عن نقل المنتجات البترولية من ديزل وبنزين ووقود المركبات الطائرة من تكساس إلى نيويورك، وفقاً لما نشره موقع "NPR" الإخباري.

وقف الشبكة

وأعلنت الشركة إجراءات احتياطية لتقليل تأثير الهجوم، منها تعطيل بعض أنظمتها الإلكترونية، لتقويض قدرة المخترقين على الوصول إلى أنظمتها والبيانات المخزنة عليها.

لكن هذه الإجراءات كان لها تأثير مباشر على شبكة أنابيب الشركة التي توقفت عن العمل بشكل كامل، وكذلك مجموعة من أنظمة المعلومات الخاصة بها.

ويؤثر توقف الشبكة بشكل كبير على حركة المنتجات البترولية في السوق الأميركية، خاصة أن شبكة "كولونيال بايبلاين" مسؤولة عن نقل 100 مليون غالون من الوقود عبر شبكة بطول 5500 ميل من الأنابيب بين تكساس ونيو جيرسي.

100 غيغابايت بيانات

ولم يقتصر الهجوم فقط على تشفير المخترقين أنظمة "كولونيال بايبلاين" الإلكترونية، لكنهم استولوا أيضاً على حوالي 100 غيغابايت من البيانات من داخل تلك الأنظمة، وفقاً لما نشرته  وكالة "بلومبرغ".

وتعتبر الخطوة محاولة لتوسيع نطاق تأثير الهجوم، ليضغط الهاكرز على الشركة لمساومتها على دفع الفدية، أو تسريب البيانات.

تحقيقات مكثفة

وأوضحت الشركة الأميركية أنها تواصلت مع وكالات فيدرالية وبعض الوكالات القانونية، إلى جانب شركة "FireEye Mandiant" الأمنية، لإجراء تحقيقات مكثفة بشأن طبيعة الهجوم وكيفية حدوثه، ومدى تأثيره على الشركة.

وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي جو بايدن، على علم بآخر تطورات الهجوم، مشيراً إلى أن الحكومة الفيدرالية تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان استمرار عملية تغذية السوق الأميركية بالمنتجات البترولية، إلى جانب اتخاذ اللازم لاسترجاع شبكة أنابيب الشركة إلى وضعها الطبيعي، وفقاً لما نشرته وكالة "رويترز".

وتعد تحريات الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية في الولايات المتحدة من اختصاص وكالة الأمن الإلكتروني وأمن البنية التحتية "CISA" بوزارة الأمن الداخلي.

وأعلن إيريك غولدستاين، مدير قطاع الأمن المعلوماتي بالوكالة، أن الهجوم يؤكد الخطورة المتزايدة لهجمات الفدية التي لم تعد قاصرة على قطاع الشركات الكبرى فقط، مؤكداً ضرورة اهتمام كافة الشركات والمؤسسات في مختلف القطاعات بتأمين أنظمتها وشبكاتها الإلكترونية ضد الهجمات، وفقاً لما نشره موقع "CBS News".

350 مليون دولار فدية

وأكد وزير الأمن الداخلي الأميركي، أليخاندرو مايوركاس، أن هجمات فيروسات الفدية أصبحت تهديداً وجودياً لقطاع الأعمال.

وأشار مايوركاس إلى أنه تم دفع 350 مليون دولار من ميزانيات دعم مؤسسات قطاع الأعمال في 2020 في صورة فدية للمخترقين لاسترجاع البيانات من جديد، في ظل زيادة معدل الهجمات الإلكترونية بنسبة 300%.

ضربة جديدة

وتعتبر الهجمة الجديدة حلقة أخرى ضمن سلسلة من الهجمات الإلكترونية التي استهدفت الأمن القومي الأميركي إلكترونياً خلال الفترة الماضية، إذ تعرضت أكثر من 100 شركة ومؤسسة ووزارة، العام الماضي، للاختراق وتسريب بيانات من أنظمتها، بسبب الهجوم الذي تعرضت له إحدى الخدمات البرمجية المقدمة من شركة "SolarWind"، وهو الهجوم الذي أطلق عليه خبراء الأمن المعلوماتي "الهجوم الكبير".

اقرأ أيضاً: