واشنطن تطيح بعميل سابق لـ"سي آي إيه" بسبب تعاونه مع بكين

time reading iconدقائق القراءة - 8
مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في فرجينيا، الولايات المتحدة. - REUTERS
مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في فرجينيا، الولايات المتحدة. - REUTERS
دبي- الشرق

أعلنت وزارة العدل الأميركية الاثنين، توقيف عضو سابق في "وكالة الاستخبارات المركزية" (سي آي إيه)، بتهمة التجسس لمصلحة الصين، فيما أعلنت وزارة التجارة الأميركية فرض قيود جديدة على شركة الاتصالات الصينية "هواوي".

وجاء إعلان وزارة العدل الأميركية، تزامناً مع تشديد واشنطن عقوباتها على مجموعة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي"، وحظر تطبيقي "تيك توك" و"وي تشات" الصينيين في الولايات المتحدة، باعتبارها أذرع مراقبة وتجسس لمصلحة "الحزب الشيوعي" الصيني.

اختراق "سي آي إيه"

وقالت وزارة العدل الأميركيّة في بيان الاثنين، إنه تم اعتقال العميل السابق في "سي آي إيه" أليكساندر يوك تشينغ ما (67 عاماً)، يوم الجمعة الماضي، ووجهت إليه تهمة "التآمر برفقة قريبٍ له، كان أيضاً عميلاً سابقاً في وكالة الاستخبارات المركزية، بتسريب معلومات سرية لفائدة مسؤولين استخباراتيين، تابعين لجمهورية الصين الشعبية".

وأوضح البيان أن قريب تشينغ ما، الذي تآمر معه في عملية التسريب، اشتغل عميلاً سرياً في الاستخبارات الأميركية من عام 1967 إلى عام 1983. ولفت إلى أنه يعاني من ضعف إدراكي، ولن تتم ملاحقته قضائياً بالنظر إلى عمره حالياً (85 عاماً)، وحالته الصحية المتدهورة.

وأضاف البيان أن المتهم الرئيس أليكساندر تشينغ ما، وُلد في هونغ كونغ وحصل على الجنسية الأميركية، وعمل بين عامي 1982 و1989 في وكالة الاستخبارات المركزية، بصفته عميلاً سرياً. 

وبحسب وزارة العدل، قدم العميلان السابقان منذ عام 2001، تفاصيل عن أنظمة اتصالات وكالة الاستخبارات المركزية، وأنشطتها على الأرض، وكشفا لأجهزة الاستخبارات الصينية أسماء مخبرين أميركيين.

ويستند التحقيق بشكل خاص، إلى صور مأخوذة من فيديو، حصل عليه "مكتب التحقيقات الفيدرالي" (إف بي آي)، وتُظهر المتهمين وهم يلتقيان عملاءً صينيين، يقدمون لهم مبلغاً بقيمة 50 ألف دولار.

ونقل البيان عن مساعد المدعي العام الأميركي للأمن القومي جون ديميرز، قوله إن "تاريخ التجسس الصيني طويل جداً، وللأسف تورط فيه ضباط استخبارات أميركيون سابقون، الذين قاموا بخيانة زملائهم، وبلدهم، وقيم الديمقراطية الأميركية، بهدف مساعدة النظام الصيني الشمولي".

"هواوي" تحت مزيد من القيود

وتزامن توجيه التهم لعميل "سي آي إيه" السابق مع إعلان وزارة التجارة الأميركية في بيان الاثنين تشديد عقوباتها على شركة  الاتصالات الصينية  "هواوي" من أجل الحد من وصولها إلى شرائح وتقنيات أميركية.

وفقاً للبيان، فإن إجراءات وزارة التجارة الأميركية الجديدة ستوسع نطاق القيود المعلنة في مايو  بهدف منع هواوي من الحصول على الشرائح أميركية، لتشمل حتى الرقائق التي تصنعها شركات أجنبية وجرى تطويرها أو إنتاجها ببرمجيات أو تكنولوجيا أميركية.

 وقال وزير التجارة الأميركي ويلبر روس، إن "هواوي" والشركات التابعة لها "عملت عبر أطراف ثالثة من أجل استخدام التكنولوجيا الأميركية بطريقة تقوّض الأمن القومي الأميركي ومصالح السياسة الخارجية".

وأضاف الوزير روس أن التدبير الجديد يوضح أن أي استخدام للبرامج أو لمكونات التصنيع الأميركية، لإنتاج منتجات لهواوي، محظور ويتطلب ترخيصاً".

وبيّن روس أن "الأمر يتعلق بسد الثغرات، لمنع أي فاعل شر من الوصول إلى التكنولوجيا الأميركية، حتى عندما يحاول القيام بذلك بطريقة غير مباشرة ومخادعة للغاية". 

وكانت المديرة المالية لمجموعة "هواوي" الصينية للاتصالات مينغ وانزهو، أوقفت نهاية عام 2018 في مطار فانكوفر في كندا، بناءً على مذكرة توقيف أميركية. وتتّهم واشنطن مينغ بالاحتيال المصرفي المتعلق بانتهاك العقوبات الأميركية ضد إيران.

وطلب محامو مينغ نشر وثائق للاستخبارات الكندية حول اعتقال مينغ، مؤكدين أنها "تثبت وجود مؤامرة لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي وكندا، هدفها الإيقاع بموكلتهم".

وقوبل طلب دفاع مينغ بالرفض، إذ قال محامي الحكومة الكندية جون جيب كارسلي في بيان، إن "كندا نشرت بالفعل كل المعلومات التي يمكن نشرها قانونياً، حول اعتقال المديرة المالية لشركة هواوي".

خوف من التطبيقات الصينية

وأمرت الولايات المتحدة يوم الجمعة 14 أغسطس شركة "بايت دانس"، مالكة تطبيق "تيك توك" للتسجيلات المصوّرة، بتصفية عملياتها في أميركا في غضون 90 يوماً، إما عبر بيع التطبيق لشركة أميركية، أو حظره في البلاد.

وأرغمت واشنطن أيضاً مجموعة "وي تشات" الصينية، على إنهاء كل عملياتها في الولايات المتحدة.

وتصف إدارة ترمب التطبيقات الصينية، بما فيها "تيك توك" و"وي تشات"، بأنها تمثل "تهديدات كبيرة" للأمن الأميركي، مؤكدة أنها تتخوف من استعمال "الحزب الشيوعي" الصيني لبيانات موظفين في الحكومة الأميركية.

وندد "تيك توك" الاثنين بالاتهامات الأميركية، مؤكداً أنها "شائعات وتضليل"، حول ارتباطه بالحكومة الصينية.

وجاء في بيان للشركة المالكة للتطبيق، أن "تيك توك لم يزوّد يوماً الحكومة الصينية ببيانات أي مستخدم أميركي"، وتابع أن "أي إيحاء عكس ذلك لا أساس له من الصحة، وهو كذب مفضوح".

وأعلن التطبيق أن "بيانات المستخدمين مخزّنة هنا (في أميركا)، وتوجد نسخة احتياطية منها في سنغافورة".

وقالت وكالة "بلومبرغ" الأميركية الثلاثاء، إن شركة "أوراكل"، أكبر مطور لبرمجيات قواعد البيانات في العالم، دخلت على خط مفاوضات بيع تطبيق "تيك توك".

وذكرت الوكالة أن "أوركال" تجري محادثات مع شركة "بايت دانس" المالكة للتطبيق، للاستحواذ على أصول "تيك توك" في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.

وأضافت "بلومبرغ"، أن دخول أوراكل على خط المفاوضات يشكل تحدياً كبيراً لشركتي "مايكروسوفت" و"تويتر"، المهتمتين أيضاً بشراء التطبيق.