تقرير: 55 دولة لم تصل إلى هدف تطعيم 10٪ من سكانها

time reading iconدقائق القراءة - 5
مركز للتطعيم في العاصمة النيجيرية أبوجا - 30 مارس 2021 - REUTERS
مركز للتطعيم في العاصمة النيجيرية أبوجا - 30 مارس 2021 - REUTERS
دبي-بلومبرغ

كشف تقرير لوكالة "بلومبرغ" الأميركية، الخميس، أن نحو 55 دولة لم تتمكن بعد من تحقيق هدف تطعيم 10% من سكانها ضد فيروس كورونا، رغم مرور أكثر من 9 أشهر على توفر اللقاحات عالمياً.

ورغم أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، دعا في وقت سابق من هذا العام إلى الدفع بقوة لتحقيق هذا الهدف بحلول نهاية سبتمبر، إلا أنه ما زال بعيد المنال عن عشرات الدول.

وذكرت "بلومبرغ" أن هذا العجز يسلط الضوء على المشكلات التي يواجهها برنامج التوزيع العادل للقاحات "كوفاكس"، في محاولته توزيع اللقاحات في جميع أنحاء العالم.

وخفضت "كوفاكس" في وقت سابق من هذا الشهر توقعاتها للإمدادات لعام 2021، بسبب تأخر الإنتاج وحظر التصدير، وتحركات من الدول الغنية لحماية شعوبها أولاً.

ودعا الشركاء في هذا البرنامج البلدان التي لديها بالفعل جرعات كافية لتسريع التبرعات، والتخلي عن مكانها في قائمة الانتظار، كما حثوا الشركات على أن تكون أكثر شفافية بشأن ترتيبات التوريد الخاصة بها.

وقال بروس أيلوارد، المستشار البارز في منظمة الصحة العالمية، في مقابلة مع "بلومبرغ"، إن المصنِّعين "يختارون عدم الشحن إلى كوفاكس، كما تختار البلدان ذات الدخل المرتفع عدم إيصال جرعات كافية إلى هذه البلدان بالسرعة الكافية".

ويشعر المدافعون عن الصحة بالقلق، من أن الوتيرة البطيئة لتوصيل اللقاحات في جميع أنحاء العالم ستطيل أمد الجائحة، وتزيد من خطر ظهور متحورات أكثر إثارة للقلق، كما أنه عندما يتسارع وصول الإمدادات إلى المناطق ذات الدخل المنخفض، فإن إعطاء التطعيمات للأشخاص يمثل تحدياً آخر.

هدف "الصحة العالمية"

وفي مايو الماضي، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، إلى "سباق سريع حتى سبتمبر" لتطعيم 250 مليون شخص إضافي، في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل في غضون أربعة أشهر فقط. والهدف هو الوصول إلى 40% على الأقل بحلول نهاية العام، و70% من سكان العالم بحلول منتصف العام المقبل.

وبينما يكافح برنامج "كوفاكس" للحصول على جرعات، تقفز العديد من الدول الغنية بخطوات سريعة إلى الأمام، إذ تظهر بيانات الأمم المتحدة أن أقل من 4% من الأشخاص في البلدان منخفضة الدخل تم تطعيمهم بجرعة واحدة على الأقل، مقارنة بنحو 61% في البلدان ذات الدخل المرتفع.

وبحسب "بلومبرغ"، فإن العديد من البلدان التي لم تصل إلى نسبة 10% ليست قريبة حتى من هذا الهدف، إذ إن أجزاء كبيرة من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تصل فيها النسبة إلى أقل من 1%، وتقل النسبة عن 2% في أكثر من 20 دولة.

في المقابل، هناك نحو 56% من سكان الولايات المتحدة جرى تلقيحهم بالكامل. وتبلغ النسبة في المملكة المتحدة 67%، وفي كندا نحو 71%، في حين أن النسبة في البرتغال بلغت 84%، وهي بذلك لديها أعلى نسبة من التطعيمات الكاملة بين البلدان، التي يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة.

في الوقت نفسه، أخفقت كوفاكس، بحسب "بلومبرغ"، في تحقيق أهدافها، إذ قدمت 311 مليون جرعة فقط إلى أكثر من 140 دولة حتى  27 سبتمبر، لافتة إلى أن التأخير في توصيل الشحنات من شركة رئيسية لتصنيع اللقاحات، وهي "معهد سيروم الهندي للأمصال"، أسهم في عرقلة جهود "كوفاكس".

وفي وقت سابق من هذا العام، أوقفت الهند الصادرات لمواجهة موجات تفشي مدمرة في الداخل، ومع ذلك من المتوقع الآن أن تستأنف البلاد الشحنات إلى "كوفاكس"، اعتباراً من الربع الذي يبدأ في أكتوبر.

كما أشارت "كوفاكس" إلى التحديات في مواقع التصنيع، التي أثرت في توريد لقاحي "جونسون آند جونسون"، و"أسترازينيكا".

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة ستشتري 500 مليون جرعة أخرى من لقاح "فايزر/بيونتيك" للتبرع بها في الخارج، ما دفع إجمالي التبرعات الأميركية إلى أكثر من 1.1 مليار جرعة.

لكن الحكومات الثرية قدمت حتى الآن قدراً ضئيلاً من الإمدادات، التي تعهدت بتقديمها إلى البلدان الفقيرة، وبعضها يمضي قدماً في خطط لإعطاء جرعات معززة في سباق لمحاربة متحور دلتا.

ويشدد أيلوارد على أن "العلم يرشدنا إلى أن أهم شيء، وهو إعطاء جرعة للأشخاص الذين لم يتلقوا أي جرعة، أينما كانوا".

اقرأ أيضاً: