إثيوبيا: قادرون على استعادة تيغراي ووقف النار لـ"أسباب إنسانية"

time reading iconدقائق القراءة - 4
دبابة تضررت في القتال بين الحكومة الإثيوبية وقوات تيغراي بالقرب من بلدة حمراء-7 يونيو 2021 - REUTERS
دبابة تضررت في القتال بين الحكومة الإثيوبية وقوات تيغراي بالقرب من بلدة حمراء-7 يونيو 2021 - REUTERS
أديس أبابا -رويترزالشرق

قال المتحدث باسم فريق العمل الحكومي الإثيوبي المعني بإقليم تيغراي رضوان حسين، الأربعاء، إن الجيش يمكنه العودة إلى عاصمة الإقليم ميكيلي في غضون أسابيع إذا لزم الأمر، عازياً وقف إطلاق النار المعلن الاثنين، لـ"أسباب إنسانية"، فيما قالت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، إن قوات الحكومة أُجبرت على الانسحاب من ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي. 

وقال المتحدث باسم الجبهة، لوكالة رويترز، إن "مزاعم ( آبي أحمد)، بشأن الانسحاب من ميكيلي، محض كذب. تغلبنا عليهم. لقد انهزموا".

واعتبر رضوان حسين، في أول بيان يصدره مسؤول بالحكومة الاتحادية، منذ سيطرة قوات تيغراي هذا الأسبوع على عاصمة الإقليم أن "إثيوبيا معرضة لهجوم من الخارج بسبب الصراع".

وتابع: "نسعى جاهدين لعدم تصعيد الأمور بين الحكومة الفيدرالية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، لعدم الإضرار بمصالح البلاد".

وأوضح أن الحكومة الإثيوبية "استنفدت كل الطرق السلمية قبل خوضها الحرب وخسرت 2.2 مليار دولار بمعركتها في الشمال الإثيوبي".

وذكر الجنرال باشا ديبيلي الضابط بالجيش الإثيوبي في تصريحات خلال المؤتمر، أن الجيش "غادر ميكيلي، لأنه بحاجة للاستعداد لتهديدات أخرى غير جبهة تيغراي".

وأضاف: "تركنا الإقليم دون أي شيء، وليس لديهم ما يفعلونه سوى الحديث. لن نتفاوض مع المتمردين"، مشيراً إلى أن الجبهة "لم تعد تشكل تهديداً، لكن لدينا تهديد أكبر على المستوى الوطني علينا تحويل انتباهنا إليه".

وأشار إلى أن ما جعل المعارك صعبة مع متمردي الجبهة هو "احتماؤهم بالمدنيين واستخدامهم كدروع بشرية"، نافياً التهم الموجهة للجيش للإثيوبي بشأن ارتكابه جرائم في الإقليم، متهماً قادة الجبهة بـ"تلفيق التهم للجيش الوطني من خلال ارتدائهم زيّه". 

والثلاثاء، طلبت الولايات المتحدة وأيرلندا وبريطانيا عقد جلسة علنية طارئة لمجلس الأمن الدولي بشأن إقليم تيغراي، الذي دخلت قوات المتمرّدين عاصمته ميكيلي الاثنين.

ورجّحت مصادر أن يعقد مجلس الأمن جلسة طارئة الجمعة، علماً بأنّه منذ اندلع النزاع في تيغراي، لم ينجح الغرب يوماً في عقد جلسة عامة لمجلس الأمن بشأن الإقليم الواقع في شمال أثيوبيا، ذلك أنّ الدول الإفريقية والصين وروسيا وأعضاء آخرين في المجلس يعتبرون هذه الأزمة "شأناً إثيوبياً داخلياً."

وكانت الحكومة الإثيوبية، أصدرت بياناً الاثنين، مع تواتر تقارير عن وصول قوات تيغراي إلى وسط مدينة ميكيلي، أعلنت فيه وقف النار من جانب واحد على الفور، في حين قال جيتاشيو رضا، المتحدث باسم الجبهة لـ "رويترز"، الثلاثاء، إن إعلان وقف إطلاق النار "مزحة".

بداية الهجوم العسكري

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، شن في نوفمبر الماضي، هجوماً عسكرياً واسع النطاق على تيغراي لنزع سلاح قادة "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، الحزب الحاكم في الإقليم، في حين أدت أعمال العنف إلى سقوط آلاف الضحايا، وأجبرت أكثر من مليوني شخص على ترك منازلهم.

وذكرت تقارير أممية أن المواجهات في إقليم أمهرة المجاور، خلال شهري مارس وأبريل الماضيين، أسفرت عن سقوط أكثر من 400 ضحية ونزوح 400 ألف.

وحصل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الحاصل على جائزة "نوبل للسلام" لعام 2019، برر العملية العسكرية يومها بتعرض معسكرات تابعة للجيش الفيدرالي لهجمات اتهم الجبهة بالوقوف خلفها، ورغم تعهّده بإنهاء العملية العسكرية سريعاً، إلا أنه بعد أكثر من 6 أشهر على بدئها، ما زالت المعارك والانتهاكات متواصلة في الإقليم الذي بات يعاني من المجاعة.

وتفاقم التوتر خلال السنوات الماضية في إثيوبيا، ثاني أكبر دولة في إفريقيا بعد نيجيريا من حيث عدد السكان، إذ يقطنها 110 ملايين فرد، موزعين على عدد كبير من المجموعات الإثنية.